ليلى العامرية (شاعرة عربية)
مولد ونشأة ليلى العامرية
ليلى بنت مهدي بن سعد المرأة التي ألهمت قيس أشعاره الطويلة، لم تقف النصوص في الكتب الأدبية على تاريخ لميلادها؛ إذ لم يكن من عادة العرب الاهتمام كثيرًا بميلاد النساء، فقد كانت من عادة العرب أن يدّون تاريخ النابهين فقط، والنباهة لا تعرف إلا بعد وقت من الزمن لكن من المعروف أنّها ولدت في العصر الأموي وقد كانت جميلة جدًّا، وثبُت ذلك في الكتب التي عُنيت بتدوين قصص العشق والأدب.
حياة ليلى العامرية وقصتها مع قيس
لقد كان قيس ابنًا للملوح بن مزاحم، وكان والده ذا نسب كريم من السادات وله عدة أبناء، ولكن كان أملحهم وأجملهم هو قيس بن الملوح، وكانت بداية عشق ليلى العامرية لقيس بن الملوح حينما خرج قيس في إحدى المرات على ناقته وعليه حلتان من الديباج على سبيل النزهة، فأوقفه مجموعة من النّاس ومن بينهم مجموعة من النساء فجعل قيس يقلب طرفه فيهن حتى وقع نظره على ليلى، فوقعت في قلبه وعشقها.
فقال فيها الشعر حتى إنّه سُمّي بـ "مجنون ليلى" لشدّة عشقه لها وشدة عشقها له، ولكن من عادة العرب ألّا تزوج امرأة لرجل قال الشعر فيها فزوجها لآخر اسمه ورد، مع أنّ ليلى كانت تُبادله الحب العظيم لكن تلك عادات العرب القديمة.
لقد غرقت الكتب الأدبية في الحديث عن عشق قيس لليلى، لكن قلة هم من تعرّضوا لحب ليلى لقيس، وما ذلك إلا لأنّها امرأة الأعراف تُقدس النساء فلا يأتين عليهن بالكلام الذي لا يليق بالمرأة الحرة، وقد تبادلت العشق مع قيس في مراسلات بينهما لا تخرج عن حدود الأدب بل تفي بغرض التعبير عن الهيام.
ولكنّها كانت حريصة على كتم هواها فلا تُظهره أمام الجميع أو العامة بل هي بضعة من الأشعار عرفها من حولها وسمعها قيس، فاتخذت ليلى من الصبر رداء لها ولبست ثوب الحزن بينها وبين نفسها على قيس الذي أحبت.
أشعار ليلى العامرية
لقد وردت أشعار كثيرة لليلى عن المجنون ولكن كلّها كانت قصيرة غرضها وصف عشقها لقيس فقط؛ حيث سطرت في ذلك الشعر معاني العشق الذي خلد بين خلجات دون أن تظهره إلى أحد، ومن ذلك:
لَم يكنِ المَجنونُ في حالةٍ
- إلّا وَقَد كنتُ كَما كانا
لكنّهُ باحَ بسرّ الهَوى
- وَإِنّني قَد ذبتُ كِتمانا
تُشير ليلى هنا إلى كتمانها هواه حتى لا تتلطخ سمعتها بالسوء فهي المرأة الحرة. وممّا قالته أيضًا في ذلك المقام الذي تشي فيه بحزنها:
باحَ مجنونُ عامرٍ بهواهُ
- وَكَتمت الهَوى فمتّ بِوَجدي
فَإِذا كانَ في القيامةِ نودي
- مَن قتيلُ الهَوى تَقدّمت وَحدي
أي أنّها عانت من آلام العشق لأنّها كتمته، وكاتم العشق يموت كمدًا.
وفاة ليلى العامرية
تُوفّيت ليلى وفارقت الدنيا وهي ما تزال زوجة لورد وذلك عام 68 للهجرة، وهي السنة نفسها التي تُوفّي فيها قيس بن الملوح؛ حيث لم يعد يحتمل العيش من دونها، ولن يكون على ظهر هذه الأرض وليلى يضمّها التراب من بين جنبيها.
خلاصة المقال
وبذلك انتهت قصة عشق أجمل النساء ليلى العامرية في عيون محبوبها مع قيس بن الملوح بعد ما ألهمته أشعاره الطويلة، فلم تستطع أن تحظى به في دار الدنيا، فكانت هي النجم البعيد الذي حلم في نيله، وكان هو القمر الذي لم تستطع لمسه طوال حياتها.