لماذا ينهق الحمار
ما سبب نهيق الحمار؟
ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الحمار ينهق عندما يرى شيطانا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ؛ فإنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا، وإذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا باللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ فإنَّه رَأَى شيطَانًا).
ما يجب فعله عند سماع نهيق الحمار
على المسلم عند سماع نهيق الحمار أن يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وهو أمر وصانا به الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: (إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ؛ فإنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا، وإذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا باللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ فإنَّه رَأَى شيطَانا).
وفي هذا الحديث العديد الفوائد منها:
- جعل الله لبعض الحيوانات من الإدراكات بالحاسة ما لا يدركه الإنسان.
- استحباب الاستعاذة بالله من الشيطان في الأماكن التي قد يتواجد فيها الشيطان دفعا لشره، ومنها المكان الذي نهق الحمار فيه، ومنها أماكن النجاسات والحمامات وغيرها.
قدرة الحيوانات على سماع ورؤية ما لا يستطيع الإنسان سماعه ورؤيته
يقول عيسى النعمي في سياق الحديث السابق ردا على المشككين: بعض الحيوانات تفردت ببعض الخصائص، وهذا لا يُزيل تكريم الله للإنسان ، وكذلك تشريف الله الإنسان بالعقل لا يسلب ما امتازت به المخلوقات عن الإنسان من قدرات مختلفة على الرؤية والسماع.
ولقد أثبت العلم الحديث اختلاف الحيوانات في قدرتها على الرؤية، ومن هذه الحيوانات الحمار حيث يختلف مجال الرؤية لديه عن مجال الرؤية لدى البشر، فتركيب عين الحمار تمكنه من رؤية الأشعة تحت الحمراء، أما الديك فيرى الأشعة فوق البنفسجية على سبيل المثال.
ثبت عن زيد بن ثابت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان على بغلة له فحادت أي نفرت لما اقترب من بعض القبور: (بيْنَما النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ، علَى بَغْلَةٍ له وَنَحْنُ معهُ، إذْ حَادَتْ به فَكَادَتْ تُلْقِيهِ، وإذَا أَقْبُرٌ سِتَّةٌ، أَوْ خَمْسَةٌ، أَوْ أَرْبَعَةٌ، قالَ: كَذَا كانَ يقولُ الجُرَيْرِيُّ، فَقالَ: مَن يَعْرِفُ أَصْحَابَ هذِه الأقْبُرِ؟ فَقالَ رَجُلٌ: أَنَا، قالَ: فَمَتَى مَاتَ هَؤُلَاءِ؟ قالَ: مَاتُوا في الإشْرَاكِ).
يقول أحمد زواوي في الفوائد المثبتة من هذا الحديث أننا نفهم من هذا الحديث إثبات سماع الحيوانات وغيرها عذاب القبر، ودليل ذلك أن بغلة عند النبي -صلى الله عليه وسلم- نفرت وهاجت، وأن هذه من الأمور الغيبية التي أوحاها الله لرسوله -صلى الله عليه وسلم- ما كان ليعلمها باجتهاد شخصي منه.
لا طاقة للإنسان ببنيته الجسمية التي خلقه الله عليها أن يتحمل رؤية أو سماع كل الأشياء، وفي عجزه عن ذلك رحمة من الله -تعالى- به، فهل كنا سندفن موتانا لو سمعنا عذاب القبر؟ أم هل كنا سنطيق العيش في الدنيا ونحن على هذه الهيئة الضعيفة، ونحن نرى قدرة الملائكة والشياطين على الطيران والإتيان بأمور لا نستطيع القيام بها.