لماذا يحب الله المؤمن القوي
أسباب حب الله للمؤمن القوي
يحرص المسلم على أن ينال محبة الله -سبحانه وتعالى- ورضاه، وحتى يتحقَّق له ذلك عليه أن يتحرَّى أسباب تقوية الإيمان والالتزام بها، والحرص على الابتعاد عن كل ما يُغضب الله -سبحانه وتعالى- وبالتالي يُضعف إيمانه، وفيما يأتي مجموعة من الأسباب التي ينال بها المسلم شرف حب الله -عزَّ وجلَّ-:
- الإكثار من التوبة من المعاصي والذنوب، والمحافظة على طهارة البدن.
- الالتزام بأداء الواجبات المفروضة والمداومة على الفرائض.
- حبُّ المؤمنين الصالحين والتواضع والإحسان في معاملتهم.
- طاعة أوامر الله -سبحانه وتعالى- واجتناب نواهيه.
- الرفق في جميع الأمور، فإنَّ الله -سبحانه وتعالى- يحب الرفق في كل شيء.
- حرص المؤمن على فعل ما ينفعه، وتجنُّب العجز والكسل.
- التسامح والتعفو عن الناس، فالله -سبحانه وتعالى- عفوٌّ كريم يحب العفو.
- قراءة القرآن الكريم بتدبُّر وتفكُّر، فقراءة القرآن الكريم مناجاة بين العبد وربه.
- المداومة على ذكر الله -سبحانه وتعالى- في كل الأوقات والأحوال، فعلى قدر ذكر المؤمن لله -تعالى- تكون المحبة من الله له.
- مقاومة هوى النفس وعدم اتباع الشهوات، فأعلى درجات الإيثار هي أن يترك المسلم اتباع هواه الذي يخالف شرع الله -سبحانه وتعالى-، وبالتالي يستحق حب الله -تعالى- على ذلك.
توجد مجموعة من الأسباب التي تتحقَّق بها محبة الله -سبحانه وتعالى- للعبد، ومنها التزامه بما أمر الله -سبحانه وتعالى- والابتعاد عن نواهيه، والتوبة بعد الذنوب، والحرص على ذكر الله في كل الأوقات وغيرها من الأسباب.
صفات المؤمن القوي
يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ من المؤمنِ الضعيفِ)، إذ يتحلَّى المؤمن القوي بمجموعة من الصفات التي تميزه عن غيره من المؤمنين، وفيما يأتي توضيح لهذه الصفات:
- الإيمان الصادق بالله -تعالى-، والصبر على الشدائد، وبذل النفس في سبيل الله -عزَّ وجلَّ-.
- القدرة على قول الحق في وجه الظالم، إضافة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- الرحمة والعدل، فهذه الصفات لا تكون إلا في النفوس العظيمة التي لا تخاف الظالمين، ولا تبتغي شيئًا من المظلومين.
- الحلم والتسامح، إذ إنَّ المؤمن القوي لا تؤثر فيه مضايقات الناس واستفزازهم، فهو يتغاضى عن هذه الأمور.
- الابتعاد عن الحسد، والمشاحنات، والحقد على الآخرين، والصراع والتنافس من أجل الحصول على المناصب.
- عدم الاعتماد على المال والجاه للحصول على القوة والمكانة، إذ يحصل عليها بصفاته الحسنة مثل الشجاعة، والشهامة، والصدق، والأمانة.
- التأثير على الآخرين بالخير وإرشادهم إلى الطريق الصحيح.
- الاستعانة بالله وحده والأخذ بالأسباب مع الاتكال على الله، والعمل بجدٍّ وعزيمة دون كسل وعجز.
- إحسان الظن بالله -سبحانه وتعالى-، مع الرضا بكل ما يحدث له، فهو من عند الله -تعالى- وهو فيه الخير.
- العلم بأنَّه عندما يرضى بجميع الأمور التي كتبها الله -سبحانه وتعالى- له يرضى عنه الله -عزَّ وجلَّ-.
يتميَّز المؤمن القوي عن غيره من المؤمنين باتصافه بمجموعة من الصفات، ومنها أنَّه قادر على قول الحق دائمًا، كما أنَّه مستعد للتضحية بنفسه من أجل إعلاء كلمة الإسلام، وهو دائمًا يُحسن الظن بالله -سبحانه وتعالى-.
ثمار حب الله للمؤمن القوي
إنّ من أعظم النعم التي يمنُّ الله بها على عباده هي نعمة محبة الله -سبحانه وتعالى- للعبد، ولهذه المحبة العديد من الثمار التي تعود على العبد المؤمن، ومنها ما يأتي:
- تيسير الأمور في الدنيا وتسهيل كل أمر عسير، والتوفيق من الله -سبحانه وتعالى- لفعل الخير والابتعاد عن فعل المنكرات.
- حبُّ الناس للعبد المؤمن الذي يحبه الله -سبحانه وتعالى-، إذ يقبلون عليه بالمحبة، والود، والاحترام، إذ يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا نادَى جِبْرِيلَ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فأحِبَّهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّماءِ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّماءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في أهْلِ الأرْضِ).
- مغفرة الذنوب والفوز بالجنة يوم القيامة والنجاة من عذاب النار.
- دخول العبد في مجموعة عباد الله المخلصين الذين يُبعد الله -سبحانه وتعالى- عنهم الأمور السيئة والفاحشة.
- معرفة أوامر الله -سبحانه وتعالى-، وبالتالي يصبح المؤمن قادرًا على الالتزام بأوامر الله والابتعاد عما نهى عنه.
- طيب الحياة وهناؤها وخلوها من الهم والكدر والمتاعب، فالعبد المؤمن يطمئن بحب الله تعالى له وتتبدَّد جميع الصعاب في حياته.
- الشعور بالشوق الدائم للقاء الله سبحانه وتعالى، لأنَّ المحبة تؤدي إلى حب اللقاء، والقرب، والاستئناس بالمحبوب.
- حب الصلاة ومناجاة الله -سبحانه وتعالى-، فلا شيء أجمل للمحب من الخلوة بمحبوبه ومناجاته، فالعبد المؤمن في هذه الدنيا لا يرتاح إلى بخلوته بين يدي الله عزَّ وجلَّ.
عندما يحبُّ الله عبدًا فإنَّ ذلك يعود عليه بالخير الكثير في الدنيا والآخرة، ومن ذلك أنَّه يحصل على محبة الناس جميعهم، وتتيسر أموره كلها وتطيب له الحياة وتهون.
الأدلة الشرعية التي تبين حب الله للمؤمن القوي
توجد مجموعة من الأدلة الشرعية في القرآن الكريم والسنة النبوية، والتي تدلُّ على حب الله -سبحانه وتعالى- للمؤمن القوي، وفيما يأتي ذكر بعض منها:
- يقول الله -تعالى-: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
- يقول الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ).
- يقول الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ).
- يقول الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
- يقول الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ).
- يقول الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).
- يقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
- يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا نادَى جِبْرِيلَ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فأحِبَّهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّماءِ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّماءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في أهْلِ الأرْضِ).
- يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ ولا تَعْجِزْ، وإنْ أَصَابَكَ شيءٌ، فلا تَقُلْ لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ، فإنَّ لو تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ).
ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة العديد من الآيات والأحاديث التي تبين حب الله -سبحانه وتعالى- للمؤمن القوي، وقد تم ذكرها في المقال سابقًا.