لماذا ننام
لماذا ننام؟
النوم من الوظائف الأساسية، التي تسمح للجسم وللعقل باستعادة الطاقة، التي تجعل الإنسان قادرًا على أداء المهام المختلفة خلال الاستيقاظ، وبشكلٍ عام، يعتبر النوم ضروريًا للصحة، ولا يمكن العيش بدونه باعتباره لا يقل أهمية عن الماء، والغذاء، والأكسجين،وبالنسبة لسؤال "لماذا ننام؟" فليس هناك تفسير أو سبب واحد محدد له، وهناك بدلاً من ذلك العديد من هذه التفسيرات والأسباب، والتي نستعرض عددًا منها فيما يلي:
الحفاظ على الطاقة وتخزينها
خلال فترة الاستيقاظ نهارًا، تستخدم خلايا الجسم موارد الطاقة المخزنة لتقوم بوظائفها، وعند الخلود إلى النوم، يقل استهلاك الجسم للطاقة، مما يتيح المجال للخلايا أن تخزن الطاقة لاستهلاكها في اليوم التالي عند الاستيقاظ.
علاوةً على ذلك، تشير نظرية الحفاظ على الطاقة (بالإنجليزية: Energy Conservation Theory) إلى أنّ الخلود إلى النوم يُقلل من احتياجاتنا من السعرات الحرارية، كما ينخفض خلاله معدل الأيض (تحويل الطعام والشراب إلى طاقة)، ولهذا يعتبر النوم للإنسان وسيلة فعالة لحفظ طاقته، وفي سياقٍ متصل، تشير أبحاث إلى أنّ النوم لـِ 8 ساعات يوميًا يساعد في توفير ما نسبته 35% من طاقة الجسم .
دعم رفاهية الصحة العقلية
هناك علاقة وثيقة بين الصحة العقلية والنوم؛ حيث يعمل الأخير على تنظيم هذه الصحة والحفاظ عليها، من خلال أخذ قسط كافٍ من النوم، وبالتالي تجنب الإصابة ب اضطرابات النوم التي تؤدي إلى ظهور مشاكل في الصحة العقلية وتفاقمٍ لتلك المشاكل.
تنظيم عمل الدماغ
من فوائد النوم للدماغ أنّ الجهاز الغليمفاوي (جهاز تصريف الفضلات في الجهاز العصبي المركزي) يقوم خلاله بالتخلص من الفضلات السامة في الدماغ التي تتراكم خلال اليوم؛ الأمر الذي يحسن من وظائفه عن الاستيقاظ، فضلاً عن ذلك، يساعد النوم على تحويل الذكريات قصيرة المدى إلى ذكريات طويلة المدى في الذاكرة، بالإضافة إلى محو ونسيان أي معلومات غير ضرورية تشوش على الجهاز العصبي.
وخلال النوم أيضًا، يقوم الدماغ بإعادة تنظيم المعلومات والذكريات، بشكل يجعل الوصول إليها سهلاً، كما يعزز النوم من الوظائف التالية: التعلم، التذكر، والإبداع، والتركيز، وصناعة القرار، وحل المشكلات، وغيرها.
تعزيز مناعة الجسم
يعتمد نظام المناعة القوي والصحي في الجسم على النوم إلى حدٍ كبير؛ فالحرمان من النوم يضعف مناعة الجسم ومقاومته للجراثيم، ويرفع من خطر إصابته بالالتهابات والعدوى، حيث يستفيد الجسم من النوم لصناعة السيتوكينات، والتي هي عبارة عن بروتينات تقاوم الالتهابات والعدوى، كما يستفيد الجسم من النوم أيضًا لإنتاج خلايا مناعية وأجسام مضادة تقاوم الجراثيم، وتمنع الإصابة بالأمراض.
تعافي الجسد
يعني النوم نشاطًا أقل للجسم، ولهذا يستطيع الجسم خلال النوم التعافي والشفاء من الإصابات أو الأمراض التي يتعرض لها خلال فترة الاستيقاظ؛ ففي طبيعة الحال، الأمراض والإصابات تُشعر الإنسان بالتعب وأنه بحاجة للراحة، وتكون الراحة بالنوم الذي تقوم الخلايا خلاله بإصلاح نفسها، ومن الأمثلة على عمليات تعافي الجسم التي تحدث خلال النوم: إصلاح العضلات وإفراز الهرمونات.
الحفاظ على الوزن
إنّ للنوم تأثيرٌ على هرمونات الجوع، وتحديدًا هرمون الجريلين (الهرمون المنظم للشهية) الذي يزيد الشهية، وهرمون اللبتين الذي يزيد الشعور بالشبع بعد الأكل، وخلال النوم، ينخفض هرمون الهرمون المنظم للشهية؛ بسبب استهلاك الجسم طاقة أقل من تلك التي يستهلكها خلال الاستيقاظ، لكن الحرمان من النوم وعدم أخذ قسطٍ كافٍ منه يؤدي إلى زيادة هذا الهرمون (الجريلين) مع خفض هرمون اللبتين.
ونتيجة لذلك، يشعر الشخص بالجوع أكثر، مما يجعله يقبل على الإكثار من تناول الطعام، ويتسبب ذلك له بزيادة في الوزن.