لماذا نشتاق لمن نحب
لماذا نشتاق لمن نحب
يرجع سبب شعور المرء بالاشتياق لحبيبه لعدة أسباب، ومنها ما يأتي:
شعور المرء بالوحدة والحاجة للأحبة
يشعر البعض أحياناً بحاجةٍ مُلحّة للتواجد مع الأشخاص الآخرين ممن حولهم، حيث ينتابه إحساسٌ قاسٍ بالضياع وعدم الاستقرار وانعدام الأمان عندما يجلس بعيداً عنهم، وبالتالي يعجز عن التعامل مع الأمر، ويكره البقاء وحيداً، فيبدأ التفكير بالأشخاص المُقرّبين له، حتى وإن لم تكن تربطهم به علاقة حبّ حقيقيّة، إلأ أنه يشعر بالأمان والاستقرار أكثر عندما يكون برفقتهم، ولا يستطيع الاستغناء عنهم والجلوس لوحده.
اتصاف الحبيب بصفات مميّزة
يكون الشعور بالاشتياق في بعض الأحيان مُرتبطاً باتصاف الحبيب ، بصفاتٍ مميزة وجذّابة، تجعل المرء يفتقده بمجرد التفكير فيها، وعندما يغيب عنه يستشعر وجوده ويُبدي إعجابه بطريقة تعامله أو شخصيّته، إضافةً لاتسام بعض الأحبة بالصفات الإيجابيّة، أو طريقة التعامل المُهذّبة، وحس الدعابة الذي يجعل من حوله يبتسمون دائماً، ويشعرون بالرضا عند التواجد برفقة روحٍ نقيّة تملأ المكان بالطاقة الإيجابيّة، والبهجة وخفة الظل، والمرح الذي يتمتع به، فتُرغم من حوله على تذكّره والاشتياق لعفويّته دائماً.
الاتصال الجيّد بين الحبيبيّن
عندما يقضي الأحبة بعض الوقت، فمن الطبيعي أن يُحاولا توطيد العلاقة وتحسين أساليب التواصل بينهما؛ لكي يفهم كل منهما الآخر بشكلٍ أفضل، ويستطيع التعامل مع شخصيّته وطبيعته بالأسلوب المُناسب، وقد توجد بعض القواسم والنقاط المُشتركة التي تجذب الحبيبين وتُحكّم وثاق العلاقة، وتُقرّبهما أكثر، مثل: تشارك الهوايات والاهتمامات والأنشطة، وقضاء الوقت الممتع سوياً وكسر المُلل بمختلف الطرق والوسائل، وهنا يكون الاشتياق للشريك أمراً طبيعياً سببه الاعتياد عليه، والشعور بالاستقرار والتوافق معه، وعندما يغيب عن حبيبه قد لا يستطيع ممارسة الأنشطة التي كانا يتشاركانها معاً كالسابق لوحده، أو يشعر بالملل بدون حبيبه، ويشعر بعدم الاستقرار والاختلال بعيداً عنه.
أسباب أخرى وراء الاشتياق للأحبة
هنالك بعض الأمور التي تُحفّز وتزيد من مشاعر الحب والاشتياق بين الأحبة، ومنها:
- وجود مشاعر حب قويّة وعاطفة عميقة تربط الحبيبن، بالتالي يعجز المرء عن تجاوزها، ويشتاق لحبيبيه كردِّ فعلٍ نفسيّ طبيعي ومنطقي ينبع من الداخل، نتيجة شعوره بالانفصال عنه وغيابه حتى وإن كان ذلك مدةً قصيرة.
- عجز المرء عن السيطرة على نفسه وعلى انفعالاته، خاصةً عند نهاية العلاقة مع من يُحبّه، أو الخلاف معه والانفصال بشكلٍ كليّ عنه، وهنا يُصبح الاشتياق شعوراً مؤلماً قد يُرافقه رغبةً بالعودة أو ندم على الفُراق، وقد يتفاقم الأمر لمشاكل نفسيّة، مثل: الاكتئاب، واللجوء للعزلة أحياناً.
- تطوّر وسائل التكنولوجيا والاتصال الحديثة التي تُقرّب الأحبة وتدعم علاقاتهم، وتُمكّنهم من التواصل معاً باستمرار بشكلٍ سهل وبسيط، مما يزيد من شعور الاشتياق والفقدان عندما يغيب المرء عن حبيبه؛ نظراً لتيقّنه من إمكانيّة رؤيته والتواصل معه بشكلٍ فوري عند الرغبة بذلك.
نصائح للتغلب على مشاعر الاشتياق
يُمكن التغلب على مشاعر الاشتياق للحبيب، ومُقاومتها، وذلك باتّباع النصائح الآتية:
- العودة إلى الحياة الطبيعيّة وممارسة الروتين كالمُعتاد:
تُساعد عودة المرء ومتابعته الحياة بشكلٍ طبيعي على التخلّص من مشاعر الاشتياق ونسيانها بعض الوقت؛ بسبب انشغاله بالقيام بالأعمال المُختلفة التي ينصب تركيزه عليها، إضافةً للتواصل مع الآخرين ومُتابعة الحياة الإجتماعيّة التي تحد من شعوره بالوحدة، وضرورة الموازنة بالعمل شيئاً أساسيّاً للحفاظ على راحته النفسيّة والجسديّة، فلا يُبالغ في العمل ويُرهق نفسه بسبب رغبته بالنسيان والتخلص من الشعور بالاشتياق عندما يشعر بالفراغ والوحدة على حساب صحته وراحته.
- التعبير عن مشاعر المرء بصدق:
يجب على المرء أن يُدرك بأن شعوره بالاشتياق أمر طبيعي، ومؤشر على حبه الصادق للآخرين، بالتالي لا بد من التعبير عنه بشكلٍ صريح، وتجنُب إخفائه، وذلك باتباع الطرق الآتية:
- تقبّل الحُزن والألم والتعبير عن هذه المشاعر الرقيقة بمختلف الطرق التي تتناسب مع شخصيّة المرء وكميّة اشتياقه للحبيب، ويُمكنه أن يلجأ للبكاء، أو للاستماع للموسيقى الحزينة، أو غيرها، شرط إدراكه أنه في النهاية يجب أن يعود لطبيعته ويُمارس حياته وروتينه كما يجب.
- الحصول على الدعم والمساعدة من الأشخاص الآخرين الموثوقين في حياة المرء، والتحدّث معهم ومُصارحتهم عن مشاعره، إضافةً للتكيّف والاتصال مع العائلة والأصدقاء الآخرين المُقربين له وإمضاء الوقت معهم.
- تدوين الملاحظات وكتابة المشاعر الصادقة وتفريغها على الورق ويُمكن الاحتفاظ بها كمذكّرات يوميّة، أو هاتفيّة، وقراءتها لاحقاً.
- التركيز على التفكير الإيجابيّ وتذكّر المواقف الجميلة مع الحبيب بدلاً من تلك الحزينة التي تُزعج الشخص وتُعكّر مزاجه.
- زيارة الطبيب النفسيّ وطلب استشاراته عندما تسوء حالة المرء وتتفاقم، وتظهر عليه علامات العجز عن السيطرة على مشاعر الحزن والألم، المرتبطة بفقدانه شخصاً غاليّاً على قلبه، فلا يستطيع متابعة حياته بشكلٍ طبيعيٍّ بعدها.
- ممارسة الأنشطة التي تُشغل الشخص وتُنسيه مشاعر الاشتياق:
تُساعد الأنشطة المُختلفة على ملء وقت فراغ المرء، وتشتيت تركيزه والاستحواذ على اهتمامه وجعله يركز عليها، بالتالي لا يُفكر بالحبيب، وتقل مشاعر الاشتياق لديه، ومن هذه الأنشطة ما يأتي:
- ممارسة الرياضات المُختلفة، أو رياضة التأمل، واليوغا المُفيدة للتركيز وتصفيّة الذهن.
- محاولة التعلم وزيادة ثقافة المرء باستخدام مُختلف وسائل التعلّم، أو قراءة الكُتب.
- القيام بالهوايات والنشاطات الممتعة الأخرى، وتطبيق أفكار المرء وتحويلها لحقائق كصُنع الأشياء الجميلة المميّزة.
- تغيير الشخص طريقة العناية بنفسه ، أو بمنزله، أو أسلوبه المُعتاد، ومظهره الخارجي، كإعادة تصفيف الشعر أو قصه، أو تغيير طريقة ترتيب الأثاث، وغيره.
تعريف الاشتياق
يُعرّف الاشتياق بأنه شعور داخلي بفقدان شخص قريب وعزيز على قلب المرء، مما يدفعه للتفكير به وتخيّله أحياناً، أو توقع ما قد يفعله الآن، أو الرغبة برؤيته دائماً، ويرجع السبب في هذا الشعور لعقل المرء، الذي يتحكم بردود الفعل الطبيعيّة له، والتي من ضمنها شعوره بالاشتياق؛ والهدف منه تعزيز الارتباط العاطفيّ ونموّ علاقته بالحبيب، حيث يُحسّن العقل صورة الحبيب أمام هذا الشخص، ويجعله يتغاضى عن سلبيّاته، ويمنحه صورة مُشرقةً وجميلة أمامه؛ لجذب وتقريب الحبيبين وتوطيد علاقتهما، وذلك عن طريق إيقاف عمل اللوزة والقشرة الأماميّة للدماغ، وهي مراكز التفكير الإيجابي واتخاذ القرار بشكلٍ دقيق وأكثر حكمة لدى الإنسان، فتكون النتيجة عدم التفكير في سلوكاته أو صفاته التي يُمكن أن تكون أزعجت المرء سابقاً، وبالمقابل الشعور بفقدانه والإدمان عليه عندما يغيب، والاشتياق له بشدّة.