لماذا لقب حمزة بأسد الله؟
التعريف بالصحابي حمزة بن عبد المطلب
هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، كنيته أبو عمارة، أسلم في السنة السادسة من النبوة في شهر ذي الحجة، وقد أعز الله -تعالى- بإسلامه الدين، دافع عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ووقف في وجه كل من يحاول الاعتداء علي جنابه الشريف.
ومن ذلك أنّ أبا جهل آذى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واعتدى عليه حتى نزف الدم من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فبلغ الخبر إلى حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- فأقبل على أبي جهل متوشحاً قوسه، فضربه به حتى شجه شجةً كبيرة.
وهاجر مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، وشهد معركتي بدر وأحد، وأبلى فيهما بلاءً حسناً، استشهد في معركة أحد ، وحزن النبي -صلى الله عليه وسلم لوفاته حزناً شديداً حتى ذرفت الدموع من عينيه، ولقبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأسد الله وأسد رسوله، وبسيِّد الشهداء.
سبب إطلاق لقب أسد الله على حمزة
لقب النبي -صلى الله عليه وسلم- حمزة بن عبد المطلب بأسد الله وأسد رسوله، فقد رُوي أنَّ حمزةُ رضي الله عنه أنه كان يقاتل يوم أُحدٍ بين يدي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بسيفين ويقول أنا أسد اللَّه.
وسبب إطلاق هذا اللقب على حمزة هو شجاعته الباسلة، وإقدامه في المعارك، وشدة حرصه على الدفاع عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل إسلامه، وبعده، وقد قام بقتل شيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، وطُعيمة بن عدي في معركة بدر، وقد كانوا من ألد أعداء الإسلام.
واسم حمزة اسم من أسماء الأسد ، فكان حمزة -رضي الله عنه- أسداً واسماً على مسمى.
استشهاد حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه-
استشهد حمزة بن عبد المطلب في معركة أحد في السنة الثالثة للهجرة على يد وحشي بن حرب الحبشي قبل إسلامه، حيث كان وحشي عبداً للجبير بن مطعم بن عدي، وقد أمر جبير بن مطعم وحشي بقتل حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- انتقاما لعمه طعيمة بن عدي الذي قد أصيب في معركة بدر الكبرى.
وقد عرض جبير بن مطعم على وحشي قتل حمزة مقابل أن يعتقه، فخرج وحشي واختبأ خلف الشجر والحجر حتى سدد له ضربة فقتله، وهذه القصة الأصح في استشهاد حمزة -رضي الله عنه- بخلاف ما اشتهر بين الناس أن من أمر وحشياً بقتل حمزة هي هند بنت عتبة -رضي الله عنها- قبل إسلامها، وتجدر الإشارة إلى أنَّ وحشي بن حرب، وجبير بن مطعم قد أسلما بعد ذلك .
هذه نبذة يسيرة عن حياة هذا الفارس المقدام الذي قدم للإسلام التضحيات العظام، وحريٌّ بالآباء والمعلمين والمربين أن ينشروا سيرته وشجاعته وإقدامه؛ ليكون قدوة لأبنائنا يقتدون به وبغيره من عظماء الإسلام .