لماذا سميت البحرين بهذا الاسم
لماذا سميت البحرين بهذا الاسم؟
سُمّيت دولة البحرين بهذا الاسم لتعدّد مصادر المياه المحيطة بها، حيث إنّها تقع في الخليج العربي الذي يتصل مع بحر العرب من خلال مضيق هرمز وخليج عُمان وهي بهذا مُحاطة فعلياً بالمحيطات والبحار من كلّ الجهات، حيث إنّ هذا الموقع المتميز في الخليج العربي أعطى هذه البلاد اسمها.
يرجع السبب الآخر لتسمية البحرين بهذا الاسم إلى وجود نوعين من المياه حولها وفيها، حيث توجد ينابيع المياه العذبة على أرض البحرين وتظهر أيضاً الينابيع العذبة داخل البحر في البلاد؛ وذلك في ظاهرة طبيعية فريدة من نوعها تتمثّل في وجود ينابيع المياه العذبة في باطن البحر؛ كما تُحيط بالبحرين مياه البحر المالحة، ممّا يجعلها بلاد تنعم بنوعين من المياه وهي العذبة والمالحة.
ألقاب أخرى للبحرين
امتازت البحرين بأهمية استراتيجية واقتصادية وتجارية جعلتها محطّ أنظار كثير من القادة على مرّ العصور، وعليه توالت الحضارات القديمة عليها وسُمّيت تبعاً لذلك بعدّة أسماء وألقاب تُشير إلى تاريخها القديم، ومن هذه الأسماء ؛ دلمون، وتايلوس، وأوال، وفي ما يأتي أشهر الألقاب التي أُطلقت على البحرين.
البحرين جزيرة اللؤلؤ
عُرفت البحرين قديماً باسم جزيرة اللؤلؤ، وكان ذلك سبباً في تميّزها منذ القدم حيث وُجدت في كتابات الآشوريين المسمارية المنقوشة على الصخر تصويراً لعيون السمك الرائعة في دلالة على اللؤلؤ المأخوذ من مياه البحرين منذ عام 2000 ق.م، وارتبطت تسمية البحرين باللؤلؤ لأنّه كان من أهم الأعمال التي تمنح سكّانها فرص عمل؛ وذلك لكون البحرين أرضاً خصبةً للؤلؤ، ولتوافر مصائد اللؤلؤ فيها بشكل كبير.
كانت تجارة اللؤلؤ من أعمدة بناء الثروة سابقاً في البحرين، ممّا جعل سكّانها من أصحاب أعلى دخل عبر التاريخ، فإنّ المتتبع لمسار اللؤلؤ عبر جزيرة المحرق، والغواص الذي يسعى لقطف لآلئه الخاصّة لن يفوته ملاحظة أهمية اللؤلؤ في مملكة البحرين ، حيث اشتهرت بكونها مركزاً رئيساً للؤلؤ الطبيعي، وكان التجار من كافة أنحاء العالم يقصدونها حتّى يحصلوا على الجواهر النفيسة التي تزخر بها قيعان البحار الخصبة.
بقيت تجارة اللؤلؤ مصدر الدخل الرئيسي في البحرين حتّى بداية ثلاثينات القرن العشرين، وذلك بسبب ظهور صناعة اللؤلؤ الياباني المستجدة، ممّا أدّى إلى تراجع تجارة اللؤلؤ في البحرين، ولكن هذه البلاد الغنية بمواردها ما لبثت أن اكتشفت أنّها تمتلك احتياطي كبير من النفط الخام في أراضيها يُقدر بـ 245 مليون برميل.
البحرين أرض المدافن
تنتشر المدافن الغامضة والقبور القديمة في أجزاء البحرين المختلفة وبالأخص تلك الموجودة في عالي وسار، وتعود في تاريخها إلى حقبة دلمون القديمة، ولا تزال هذه المآثر شاهدة للآن على الإرث التجاري لدولة البحرين، إذ بُنيت تلال الدفن الدلمونية في الفترة الواقعة ما بين 2200 و1750 ق.م، وتتوزّع على 21 موقعاً أثرياً في الجزء الغربي من الجزيرة، ويتراوح عدد المدافن في 6 من هذه المواقع ما بين بضع عشرات إلى بضعة آلاف مدفن وبالإجمال يوجد حوالي 11,774 مدفناً مبنيّاً على شكل أبراج أسطوانية قصيرة، في حين تُعتبر بقية التلال في المواقع المتبقية تلال ملكية وهي مُصمّمة على شكل أبراج مكوّنة من طابقين.
ازدهرت دلمون في تلك الفترة إلى الحدّ الذي سمح بتطوير شعائر خاصة للدفن ليس فقط للملوك والقادة ولكن لمختلف فئات الشعب، وهذا الرخاء أعطى هذه المدافن ميّزات فريدة على مستوى العالم ليس فقط بالنسبة لعددها، أو كثافتها، أو حجمها، ولكن أيضاً بسبب التفاصيل الدقيقة المتمثلة بتجاويف غرف الدفن، حيث تُعدّ تلال الدفن لدمون دليلاً على وجود الحضارة الدلمونية القديمة في الألفية الثانية قبل الميلاد في البحرين، والتي أصبحت البحرين خلالها مركزاً مهمّاً للتجارة، وبقيت كذلك لألف سنة حتّى ظهور الآريين حوالي عام 1800 ق.م، وبعدها تلاشت أهميّتها التجارية.