نظام الحكم في الحضارة الرومانية
نظام الحكم الملكي في الحضارة الرّومانية
كانت الدولة الرّومانية دولة قوية، وكان شكل الحكم فيها ملكيًا تعاقب فيه ستة من الملوك الذين وصفوا بالخيرين، وكان سابع الملوك وأخرهم قد عرف بكونه طّاغية واسمه بلوسيوس، وعند حكمه بدأ الشّعب الرّوماني يستنكر نظام الحكم السائد والقمع الذي يتعرض له، فقرر الإطاحة بالنّظام الملكي ، وحكم نفسه بنفسه، وبفئةٍ تمثله وتدافع عن حقوقه.
نظام الحكم الجمهوري في الحضارة الرّومانية
بعد استياء الشعب من الحكم الملكي بدأت مرحلة الجمهورية الرّومانية، والتي تحكمها حكومة جمهورية، واثنان من القناصل كرؤساء يدوم حكمهم لمدة سنة، وتألف النّظام الجمهوري في الدّولة الرّومانية من ثلاثة أقسام رئيسية، تدير هذه الأقسام شؤون البلاد والشّعب، تحت نظام حكم جمهوري منتخب من قبل الشّعب.
وكأي نظام حكم جديد لم تكن البداية مثالية بالدّرجة المنشودة، فقد سيطر على كل المراكز القيادية أبناء الطّبقات الأرستقراطية ، وأبناء النّخبة، أمّا أبناء الشّعب فلم يكن لهم الكثير من الحقوق، أو الممثلين في الفئة الحاكمة، ولكن هذا الوضع لم يدم للكثير من الوقت، وسرعان ما تغير.
أقسام نظام الحكم الجمهوري في الحضارة الرّومانية
تألف النّظام الجمهوري من ثلاثة أقسام وهي ما يأتي:
القناصل
حلَّ اثنان من القناصل محل الملك في الحكم، وهذان القنصلان لا يتم انتخابهما من الشّعب، بل تعينهم الجمعية الشّعبية، ويقضي كل قنصل منهم فترة ولاية تدوم لسنة واحدة، ولا يكرر اختياره لسنتين على التّوالي، ومن الممكن إعادة اختياره في سنوات لاحقة، يترأس القنصل قيادة الجيش، ومجلس الشّيوخ، ويحق له سن التّشريعات، ويستطيع كل قنصل نقض قرار الأخر، وفي نهاية حكمه يحاسب أمام الجمعية الشّعبية.
مجلس الشّيوخ
لم يكن مجلس الشّيوخ يتمتع بالكثير من السّلطات، كان أعضاء هذا المجلس لا يتقاضون أي أجر، وكانوا يحافظون على مكانهم في المجلس مدى الحياة ما لم تثبت عليهم تهمة ما، كان الغالب على أعضاء المجلس أنهم من الطبقة الأرستقراطية، ويتم تعيّنهم من قبل القنصل، وقد منعوا من ممارسة الأعمال المصرفية، والتّجارة الخارجية، كما كانوا يمثلون السّلطة الدّينية في الدّولة، ويسيطرون على مالية الدّولة.
الجمعيات
وجدت الجمعيات الشّعبية منذ أيام الحكم الملكي، واستمرت لما بعده، وكان بيدها السّلطة التّشريعية ، فقدت هذه الجمعية مع الوقت الحق في سن القوانين، ولكنها بقيت هي من تعين القضاة، والكهنة، وشكلت هذه الجمعيات خلال الحكم الجمهوري صوت الشّعب الرّوماني، وكانت تسمع من المواطنين، وتنقل طلباته للحكومة.
حكم الأباطرة
مع توسع أراضي الدّولة الرّومانية لم يعد يتمكن نظام الحكم الجمهوري من السّيطرة على الأمور، وإدارة شؤون البلاد، وكان لا بد من الانتقال إلى عهد جديد، فجاء حكم أول إمبراطور روماني وهو أوغسطس، وأصبح الإمبراطور يشكل السّلطة شبه المطلقة، حيث اختفت الجمعيات الشّعبية، وأصبح مجلس الشّيوخ شكليًا لا أكثر، مهمته الموافقة على كل قرارات الإمبراطور، وتأييده فقط، وكان الإمبراطور هو قائد الجيوش، والمشرع الأول لجميع القوانين، والأنظمة.