لماذا سمي قوم لوط بهذا الاسم
تسمية قوم لوط بهذا الاسم
لوط هو اسم عَلَمٍ مشتقّ، وهو من لاط الشّيء؛ أيّ التصق، وقال السّمين في عمدة الحفّاظ: اسم علم أعجمي غير مشتق، ويعود سبب تسمية قوم لوط بهذا الاسم نسبةً إلى نبيّهم الذي أرسله الله إليهم، قال -تعالى-: (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ)، حيث إنّ قوم نوح وقوم إبراهيم وقوم لوط لم يكن لهم أسماء خاصة بهم، وكلٌّ منهم نُسب إلى النبيّ الذي أرسله الله إليهم.
معلومات عن النبي لوط
التعريف بلوط عليه السلام
لوط هو ابن هاران بن آزر، عمّه إبراهيم -عليه السّلام-، وكانت الرّوم قد أخذته أسيراً فتوجّه إليهم إبراهيم وغزاهم ونجّى لوط من بين أيديهم، ذُكر في القرآن الكريم بالعديد من الأسماء والصفات منها: النّاجي، والشاكر، والنّذير، والمنذر، والمُرسل، والأخ، والرّسول، والمتطهّر، وذُكر باسمه صريحاً فيعشرة مواضع في القرآن الكريم.
أرسله الله إلى أهل سدوم ليأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويخلّصهم من الفواحش التي كانوا يرتكبونها، وتقع بلاد قوم لوط ما بين الحجاز والشّام، وتضم اثنتي عشرة قرية، وتُوفّي لوط -عليه السّلام- قبل عمّه إبراهيم بمدة، وكان له من العمر ثمانين عاماً، وكان قد أقام في سدوم بحسب قول مقاتل بضعاً وعشرين عاماً.
دعوة لوط عليه السلام لقومه
أرسل الله -عزّ وجلّ- لوط -عليه السّلام- إلى أهل سدوم ، وقد كانوا أصحاب فاحشة ولا يؤمنون بالله، فبدأ يدعوهم إلى توحيد الله وترك ما هم عليه من الفواحش، لكنّهم لم يستجيبوا له، فوصفهم الله -تعالى-: (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ* أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ)، فقد كانوا يقومون باللّواط، ويقطعون الطّريق على المارّين ويفعلون بهم الفاحشة، وما زال لوط -عليه السّلام- ينهاهم عن فعلهم، ويحذّرهم من عذاب الله، إلّا أنّ هذا التّحذير لم يزدهم إلّا عناداً واستمراراً على فعلهم.
وقد اشتملت دعوة لوط على نهيهم عن فعل الأمور التي نهاهم الله عنها؛ من قطع السّبيل، وارتكاب الفواحش، واللّواط؛ وهو إتيان الذّكر من الدّبر، وكلّما دعاهم لوط -عليه السلام- قالوا له: (ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّـهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)، وكذّبوه، وقاموا بتهديده بطرده من قريتهم.
استمرّ لوط -عليه السّلام- في دعوة قومه، وأوضح لهم أنّ الفاحشة قد أضلّتهم وأعمتهم عن رؤية الصّواب، واستخدم معهم أسلوب الاستفهام من أجل أن يوقظ عقولهم، وليُبيّن أنّ هذا الفعل مخالف للفطرة السّليمة التي خلقهم الله عليها، وأنّ في ذلك تجاوز وإسراف واعتداء، ثمّ ما يتبع ذلك من قطع النّسل، والاعتداء على الرّجال، وانعدام الحياء والأخلاق، وبيّن لهم أنّهم سيحملون إثمهم وإثم من تبعهم بفعلهم؛ لأنّهم أوّل من قاموا به.
هلاك قوم لوط
لمّا يئس لوط -عليع السلام- من استجابة قومه دعا الله أن يهلكهم، وسار ومن آمن معه باللّيل خارجاً من عندهم، وأرسل الله عليهم صيحة من السّماء، دمّرت القرية ومن فيها، وجعلت عاليها سافلها، وأُهلكوا جميعاً، وأرسل عليهم حجارة من السّماء تقذفهم، قال -تعالى-: (فَلَمّا جاءَ أَمرُنا جَعَلنا عالِيَها سافِلَها وَأَمطَرنا عَلَيها حِجارَةً مِن سِجّيلٍ مَنضودٍ)، فجعلهم الله -عزّ وجل- عبرة للمعتبرين .