لماذا سمي حافظ إبراهيم بشاعر النيل
حافظ إبراهيم شاعر النيلِ
كانت محبّةُ حافظ إبراهيم للنيلِ، وتنقُّله على ضفافِه سبباً في نيله لقباً شعبيّاً (شاعر النيل) التصَقَ به، وذاعَ صيتُه من خلالِه، ولم تأتِ قصّةُ مولدِه على مَركبٍ في النيلِ إلّا لتُؤكّدَ هذا اللقبَ، وتجعلَه يشتهرُ به؛ ففي الفترةِ التي عاشَ فيها حافظ إبراهيم كان الناسُ مُغرمين بإطلاقِ الألقابِ على المشاهيرِ، وكانت هذه الألقابُ بمثابةِ مدحٍ، ودعاية لهم،
وكان حافظ إبراهيم من الشعراءِ الذين أحيَوا الشعرَ العربيَّ خلال النصفِ الأخير من القرن التاسع عشر، فهو من عباقرةِ الشِّعر؛ حيث تكمُن عبقريّته في ذاكرتِه الصوريّةِ القويّةِ التي مكّنته من حفظِ العديدِ من الكتاباتِ، والقصائدِ المعاصرةِ، والقديمةِ.
مَولِدُ حافظ إبراهيم ونشأتُه
كانَ مَولِدُ حافظ إبراهيم على أحدِ المراكبِ في النيلِ، وهو المَركِبُ الذي اختارَه والدُه (إبراهيم فهمي) حتى يكونَ مسكناً له، ولزوجتِه هانم بنت أحمد البورصلي (والدةُ حافظ إبراهيم)، إلّا أنّ اليوم الذي وُلِدَ فيه حافظ إبراهيم غير مؤكَّد على وجهِ التعيين، علماً أنّه بالاعتمادِ على أوراقِه الرسميّةِ، فقد قُدِّر يوم مولده في الرابعِ من شباطَ/فبراير من عامِ ألفٍ وثمانمئةٍ واثنين وسبعين.
ومن الجدير بالذكر أنّ حافظ إبراهيم عندما أصبح في الرابعةِ من عمرِه، تُوفِّيَ والدُه، وتولّى تربيتَه إلى جانبِ أمّهِ خالُه محمد نيازي الذي أرسلَه إلى مدرسةِ الخيريّةِ؛ ليتعلّمَ القراءةَ، والكتابةَ، والحسابَ، والدين، وقد ظهرَ حبُّ حافظ للشعرِ منذُ أن بدأ يتردّدُ على حلقاتِ العلماءِ ليتعلَّم منهم الشعرَ، واللغةَالعربيّة ، وآدابَها.
شِعرُ حافظ إبراهيم
عاشَ حافظ إبراهيم في فترةٍ كانَت فيها البلادُ تتعرّضُ لأزمةٍ سياسيّةٍ، وفوضى، واحتلالٍ، ومن هنا برزَت روحُه الوطنيّةُ في شِعرِه؛ فكانَت قصائدُه، وأشعارُه تلهِبُ النفوسَ، وتدعمُ الصحافةَ الوطنيّةَ، وكانت مواضيعُ شعرِه السياسيّةُ تتداخلُ مع المواضيعِ الاجتماعيّةِ؛ فأصبَح بشعرِه شاعرَ السياسةِ، وشاعرَ الشعبِ، كما كان شعرُه سِجلّاً تاريخيّاً يسجّلُ به الأحداثَ؛ فقد كان سريعاً في نَظْمِه للقصائدِ؛ وذلك لتسجيلِ كلِّ ما يحدث، وهذا ما فعلَه في قصيدتِه التي عبّرَ فيها عن الشكوى من الاحتلالِ الإنجليزيِّ؛ حيثُ قال فيها:
لقد كانَ فينا الظُّلمُ فوضى فهُذِّبت
- حواشيه حتى باتَ ظُلماً مُنظَّما
تمنُّ علينا اليومَ أن أخصبَ الثرى
- وأن أصبحَ المصريُّ حرّاً مُنعَّما