كيفية قياس درجة حرارة الطفل
قياس درجة حرارة الطّفل
اختيار موضع ونوع ميزان درجة الحرارة
يعتمد اختيار موضع قياس درجة حرارة الطفل على عدة عوامل يظهر في طليعتها عمر الطفل ومزاجه، فعلى سبيل المثال يمكن اختيار الفم كموضع لقياس درجة الحرارة في حال كان الطفل قادرًا على حمل مقياس الحرارة تحت لسانه وضبطه بشكل جيد، أما الرضع والأطفال الصغار فيمكن اعتماد الإبط كموضع لقياس درجة الحرارة لعدم قدرتهم على حمل ميزان الحرارة في الفم مثلاً، وفيما يلي بيانٌ مفصّل للاختيار الأنسب لموضع ونوع ميزان درجة الحرارة:
- الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن ثلاثة شهور: يتمّ اعتماد المستقيم وميزان الحرارة الرقمي للحصول على أفضل قياس لدرجة الحرارة، وفي حال كانت درجة حرارة المستقيم أكثر من 38 درجة مئوية يجب الحصول على الرعاية أو الاستشارة الطبية فورًا.
- الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين3-6 شهور: يتمّ اعتماد المستقيم والميزان الرقمي كأفضل خيار، إلّا أنّه من الممكن استخدام مقياس حرارة الشريان الصدغي.
- الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 شهور و 4 سنوات: يشكّل الميزان الرقمي والمستقيم أفضل خيار حتى هذا العمر، وعلى الرغم من إمكانية استخدام الميزان الرقمي تحت الإبط، أو المقياس الرقمي في الأذن إلّا أنّهما أقلّ دقّة.
- الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن أربع سنوات: يمكن اعتماد المقياس الرقمي بكافة أنواعه ومواضعه، سواء في الفم أو الأذن، أو الإبط، أو المستقيم، إلّا أنّه قد تظهر بعض المشاكل التي تعيق الحصول على القراءة الدقيقة عند استخدام المقياس الرقمي داخل الفم تحت اللسان، كأنّ يكون لدى الطفل سعال شديد ، أو يتنفس من فمه لانسداد أنفه، مما يحد من قدرة الطفل على إبقاء فمه مغلقًا لفترة من الوقت، ومن الجدير ذكرهُ أنّ قياس درجة الحرارة عبر المستقيم هو أكثر دقّة من الفم أو الإبط، حيث تقلّ الدقة بواقع 0.3-0.6 درجة مئوية، لذا يمكن إضافة هذه الأعشار إلى القراءات المأخوذة عن طريق الفم أو الإبط للحصول على نتيجة أكثر دقة.
كيفية قياس درجة الحرارة
عند قياس درجة الحرارة يجب اتباع الإرشادات وتعليمات السلامة العامة، والمشتركة لجميع أنواع موازين الحرارة، والتي يمكن بيانها على النحو التالي:
- قراءة التعليمات المرفقة بميزان الحرارة والتي توضّح طريقة الاستخدام بدقة وعناية.
- الالتزام بتنظيف طرف ميزان الحرارة بالاعتماد على التعليمات المرفقة بالقياس.
- في حال الرغبة في قياس درجة الحرارة عن طريق المستقيم، يجب وجود مقياسين أحدهما يتمّ اعتماده ووضع لاصق عليه يوضّح أنّه للمستقيم، والآخر للفم، ولا يجوز استخدام ذات الميزان لكلا الموضعين.
- مراقبة الطفل أثناء قياس درجة حرارته، للحفاظ على سلامته والحصول على قراءة دقيقة.
قياس درجة حرارة عبر المستقيم
تتمّ قياس درجة حرارة المستقيم (بالإنجليزية: Rectal Temperature) باتباع الخطوات التالية:
- استخدام الكحول أو الماء البارد والصابون لتنظيف طرف ميزان الحرارة، وتجنّب استخدام الماء الساخن.
- تطبيق كمية صغيرة من إحدى المواد المرطبة كالفازلين على طرف مقياس الحرارة.
- وضع الطفل بالوضعية المناسبة لقياس درجة الحرارة، وهي إحدى الآتية:
- وضع الطفل على بطنه في حضن الأم، أو وضعه على سطح صلب، وتثبيته براحة اليد من خلال وضعها أسفل الظهر فوق المؤخرة.
- وضع الطفل على وجهه وثني ساقيه نحو صدره، وتثبيته باليد الأخرى عن طريق وضعها على ظهر الفخذين.
- تشغيل ميزان الحرارة وإدخاله 1.3- 2.5 سم داخل الفتحة الشرجية، وتجنب إدخال الميزان لمسافة أبعد داخل فتحة الشرج.
- وضع الميزان في مكانه بشكل مريح وفضفاض باستخدام إصبعين، مع بقاء راحة اليد فوق مؤخرة الطفل.
- الإبقاء على الميزان داخل فتحة الشرج حتى سماع صوت التنبيه ولمدة دقيقة واحدة.
- إخراج الميزان وقراءة النتيجة.
قياس درجة حرارة عبر الفم
يتمّ قياس درجة حرارة عبر الفم (بالإنجليزية: Oral Temperature) باتباع الخطوات التالية:
- شطف اليدين بالماء الدافئ والصابون قُبيل الشروع بعملية القياس.
- تنظيف الميزان بالكحول، ثم شطفه بالماء البارد لإزالة الكحول.
- تجنّب تناول الطعام أو الشراب لمدة لا تقلّ عن خمس دقائق قبل قياس درجة الحرارة، حيث يؤثر ذلك على دقّة القياس لما للأطعمة والأشربة من حرارة أو برودة قد تؤثر على حرارة الفم، وعادةً ما يُفضّل الانتظار حتى ربع ساعة مع ضرورة إبقاء الفم مغلقًا خلال هذا الوقت.
- وضع طرف ميزان الحرارة تحت اللسان داخل الفم، والاستمرار على ذلك لمدة 40 ثانية، أو لحين صدور صوت التنبيه من الميزان بعد مرور حوالي 30 ثانية.
- مراقبة الارتفاع التدريجي للقراءات، وظهور وميض مؤشر القياس (C) أثناء عملية القياس.
- إعادة تنظيف الميزان عن طريق شطفه بالماء الفاتر، ثم الكحول، ثم الماء مرة أخرى.
قياس درجة حرارة تحت الإبط
على الرغم من عدم دقة قياس درجة الحرارة تحت الإبط (بالإنجليزية: Axillary Temperature) إلّا أنّه يمكن اعتماده كموضع لقياس درجة الحرارة في حال صعوبة قياسها من الفم أو المستقيم، كما يمكن اعتماده كموضع قياس أولي سريع، وعادةً ما يتمّ قياس درجة الحرارة تحت الإبط باتباع الخطوات التالية:
- تشغيل مقياس الحرارة الرقمي.
- وضع الميزان تحت الإبط بشكل ملامس للجلد وليس الملابس.
- حمل الطفل واحتضانه أثناء القياس، بحيث يكون الإبط الموضوع تحته الميزان نحو صدر الأم، للمساعدة في إبقاء ميزان الحرارة في مكانه.
- عند انتهاء الميزان من أخذ الحرارة وإعطاء تنبيه بذلك، يجب إزالة الميزان وقراءة درجة الحرارة المسجّلة.
قياس درجة حرارة من الأذن
يعدّ قياس درجة الحرارة من الأذن (بالإنجليزية: Ear Temperature) أقلّ دقّةً من قياس الحرارة عن طريق المستقيم أو الفم، وعلى الرغم من أنّ أنابيب الأذن أو وجود عدوى في الأذن لا تؤثر على دقة القياس، إلّا أنّ وجود الطفل في جوّ بارد خارج المنزل يحتاج إلى الانتظار لمدة 15 دقيقة قبل القياس للحصول على نتيجة دقيقة، وعادةً ما يتمّ القياس باتباع الخطوات التالية:
- سحب الأذن الخارجية للخلف قبل إدخال ميزان الحرارة داخل الأذن للحصول على قياس دقيق.
- إدخال الميزان وتثبيته لمدة ثانيتين داخل الأذن، وقراءة النتيجة.
قياس درجة حرارة الشريان الصدغي
لقياس درجة حرارة الشريان الصدغي (بالإنجليزية: Temporal Artery Temperature) يتوافر نوعين من المقاييس؛ فالأول يعتمد على الاتصال ولمس المنطقة فوق الجبين وأمام الأذن، وأمّا الآخر فيعتمد تقنية المسح الضوئي التي لا تتطلب الاتصال المباشر، وعلى الرغم من عدم دقة هذه المقاييس في قياس درجة الحرارة مقارنة بالمقاييس عن طريق الفم والمستقيم، إلّا أنّه يجب اتباع الخطوات الصحيحة للحصول على القياس الدقيق، وهذه الخطوات هي:
- تشغيل ميزان الحرارة.
- تغطية الميزان باستخدام الغطاء الواقي الخاص به في حال كان الميزان يعتمدها، حيث تخلو الموازين الحديثة من وجود الأغطية الواقية لأنّ القياس لا يحتاج إلى لمس الجبهة، بل يوضع بالقرب منها.
- تمرير الميزان بلطف مع توجيه الماسح الضوئي نحو الجبهة ليتمكن من قياس درجة حرارة الشريان الصدغي.
- تسجيل درجة الحرارة والوقت.
- نزع الغطاء الواقي والتخلص منه.
كم مرة يجب قياس درجة حرارة الطفل
يُنصح بقياس درجة حرارة الطفل في حال كانت تبدو عليه علامات المرض والتعب، ولكن إذا كان ينام بشكل جيد فلا داعي لذلك، وعند قياس درجة الحرارة يجب الانتباه إلى أن تكون القراءة منطقية؛ فإذا كانت القراءة منخفضة أو مرتفعة بشكل غير عادي، يجب إعادة القياس بعد حوالي 5-10 دقائق، أو استخدام مقياس حرارة آخر، وبشكل عام يجدر قياس درجة حرارة الطفل في الحالات التالية:
- تظهر على الطفل علامات التعب والمرض والدفء أكثر من المعتاد.
- سرعة الانفعال والبكاء.
- النعس والتعب بشكل أكثر من المعتاد.
- الألم.
- رفض تناول الطعام والشراب .
- التقيؤ.
أنواع موازين الحرارة
تعتمد الأمّهات غالبًا للكشف عن الحمى لدى طفلها بتحسس جبهته؛ فإذا كانت أكثر دفئًا من المعتاد فذلك يشير إلى إصابته بالحمى، ومع هذا فإنّ طريقة القياس الصحيح والحكم الدقيق على ذلك هي استخدام ميزان الحرارة الذي يستطيع قراءة درجة حرارة جسم الطفل والكشف عن وجود ارتفاع فيها، ولموازين الحرارة أنواع عدّة، لا بُدّ من توضيحها قبل شرح كيفية قياس درجة حرارة الطفل، ويمكن بيانها على النحو الآتي:
- ميزان الحرارة الزئبقي: لطالما كان ميزان الحرارة الزجاجي الزئبقي (بالإنجليزية: Glass Mercury Thermometer) أحد أهمّ مكونات صندوق الإسعافات الأولية، إلّا أنّه ونظرًا لاحتمالية تعرّضه للانكسار وانتشار الزئبق الذي من الممكن أن يتبخر ويُستنشق، فإنّه لا يوصى باستخدامه في الوقت الحاضر.
- ميزان الحرارة الرقمي: (بالإنجليزية: Digital Thermometer) الذي يعتمد على أجهزة استشعار الحرارة الإلكترونية لقياس درجة حرارة الجسم، وعلى الرغم من أنّ درجة الحرارة المأخوذة عن طريق الإبط هي أقلّ دقة؛ إلّا أنّه يمكن استخدام ميزان الحرارة الرقمي في قياس درجة الحرارة عن طريق الإبط، أو الفم، أو المستقيم.
- ميزان الحرارة الرقمي في الأذن: (بالإنجليزية: Digital Ear Thermometer) عن طريق استخدام الماسح الضوئي الذي يعتمد على الأشعة تحت الحمراء (بالإنجليزية: Infrared Radiation) يتمّ قياس درجة الحرارة داخل قناة الأذن، ومن الجدير ذكرهُ أنّ شمع الأذن، أو منحنيات قناة الأذن الصغيرة قد تؤثر على دقّة قياس درجة الحرارة.
- مقياس الحرارة عبر الشريان الصدغي: (بالإنجليزية: Temporal Artery Thermometer) والذي يعتمد أيضًا ماسح الأشعة تحت الحمراء الضوئي لقياس درجة حرارة الشريان الصدغي في الجبهة، ويتميّز بإمكانية استخدامه والطفل نائم.
درجة حرارة الطفل الطبيعية
لكلّ طفل نطاق درجة حرارة قد يختلف عن غيره من الأطفال، وفي الحقيقة تميل درجة حرارة أجسام الأطفال لأن تكون مماثلة للبالغين، حيث يبلغ متوسط درجة حرارة الطفل الطبيعية المأخوذة عن طريق الفم ما يقارب 37 درجة مئوية، لتبلغ في ساعات الصباح حوالي 36.5 درجة مئوية وترتفع حتى تبلغ 37.5 درجة مئوية في وقت متأخر بعد الظهيرة، ونتيجةً لممارسة بعض الأنشطة الرياضية، أو ارتداء الكثير من الملابس، أو التواجد خارج المنزل خلال الطقس الحار، أو أخذ حمام ساخن؛ فقد ترتفع درجة حرارة جسم الطفل بشكل طفيف لتصل إلى 38 درجة مئوية، ومن الجدير بالذكر أنّه وبشكل عام فإنّ الأطفال الرّضع وحديثي الولادة تكون درجة حرارة أجسامهم أعلى بقليل من درجة حرارة أجسام البالغين؛ وذلك لأنّ جسم الرضيع أكثر نشاطًا في عمليات البناء والأيض مما يولّد مزيدًا من الحرارة، كما أنّ أجسام الرضع أقل قدرة على تنظيم درجة الحرارة كونهم أقلّ تعرّقًا.
ولمعرفة المزيد عن درجة حرارة الطفل الطبيعية يمكن قراءة المقال الآتي: ( ما هي درجة حرارة الطفل الطبيعية ).