كيفية فك السحر السفلي
موقف الشريعة من السحر
حرّمت الشريعة الإسلاميّة ممارسة السحر وتعلّمه وتعليمه؛ لما للسحر من ضررٍ على الأفراد والمجتمع؛ فقد يكون السحر سببًا للتفريق بين الأزواج وتفكيك الأُسر، وقد يؤدّي إلى الإضرار بالناس في أنفسهم وأموالهم وأهليهم؛ لذلك أوجبت الشريعة تركه وعدم التعامل به، وحرّمت على الناس التعامل مع السحرة واللجوء إليهم.
كيفية فك السحر السفلي
هو ما تحصل فيه الاستعانة بالأرواح الأرضيّة من شياطين الجن ومردتهم، وهذا الاتصال يحصل بشيءٍ من الرقى والدخن والتجريد، ومعنى التجريد أن ينتزع الإنسان من نفسه شخصًا يُخاطبه، وعندما يتحقّق الاتصال تحصل الاستعانة ثم الإعانة -كما يُدّعي من يمارسوه-، وفي ذلك إشراكٌ بالله تعالى ، ويكون فكّه وإبطاله بأمور عديدةٍ بيانها آتيّا:
- أولًا: يمكن فكّ السحر والتخلّص من أذاه باستخراجه من مكانه وإبطاله، وقد ورد أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- استخرج السحر من موضعه الذي دلّه الله تعالى عليه، فلمّا فعل ذهب ما به ونشط، وهذا أبلغ ما يعالج به المسحور.
- ثانيًا: علاجه بالرقية الشرعيّة من الأدعية والأذكار الواردة في القرآن الكريم والسنّة النبويّة، ومن الآيات التي تُقرأ في الرقية الشّرعية لحلّ السحر: آية الكرسي، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، وآيات السحر التي في سورة الأعراف من قوله تعالى: (وَأَوحَينا إِلى موسى أَن أَلقِ عَصاكَ فَإِذا هِيَ تَلقَفُ ما يَأفِكونَ* فَوَقَعَ الحَقُّ وَبَطَلَ ما كانوا يَعمَلونَ* فَغُلِبوا هُنالِكَ وَانقَلَبوا صاغِرينَ* وَأُلقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدينَ* قالوا آمَنّا بِرَبِّ العالَمينَ* رَبِّ موسى وَهارونَ)، والآيات في سورة يونس من قوله تعالى: (وَقالَ فِرعَونُ ائتوني بِكُلِّ ساحِرٍ عَليمٍ* فَلَمّا جاءَ السَّحَرَةُ قالَ لَهُم موسى أَلقوا ما أَنتُم مُلقونَ* فَلَمّا أَلقَوا قالَ موسى ما جِئتُم بِهِ السِّحرُ إِنَّ اللَّـهَ سَيُبطِلُهُ إِنَّ اللَّـهَ لا يُصلِحُ عَمَلَ المُفسِدينَ* وَيُحِقُّ اللَّـهُ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَلَو كَرِهَ المُجرِمونَ)، والآيات في سورة طه من قوله تعالى: (قالوا يا موسى إِمّا أَن تُلقِيَ وَإِمّا أَن نَكونَ أَوَّلَ مَن أَلقى* قالَ بَل أَلقوا فَإِذا حِبالُهُم وَعِصِيُّهُم يُخَيَّلُ إِلَيهِ مِن سِحرِهِم أَنَّها تَسعى* فَأَوجَسَ في نَفسِهِ خيفَةً موسى* قُلنا لا تَخَف إِنَّكَ أَنتَ الأَعلى* وَأَلقِ ما في يَمينِكَ تَلقَف ما صَنَعوا إِنَّما صَنَعوا كَيدُ ساحِرٍ وَلا يُفلِحُ السّاحِرُ حَيثُ أَتى).
- ثالثًا: العلاج بما نصّ عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأدوية المباحة؛ كالتصبّح بسبع تمرات من عجوة المدينة كلّ يومٍ، فعن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: "مَن تَصَبَّحَ كُلَّ يَومٍ سَبْعَ تَمَراتٍ عَجْوَةً، لَمْ يَضُرَّهُ في ذلكَ اليَومِ سُمٌّ ولا سِحْرٌ".
- رابعًا: العلاج بالجحامة في المكان الذي به أذى السحر.
- خامسًا: استعمال ورق السّدر مع الرقية الشرعية؛ ويكون بأخذ سبع ورقات ذات لون أخضر منها، ودقِّها، ثمّ وضعها في الماء وقراءة آية الكرسي عليها، ثمّ الشرب منها ثلاث مرَّاتٍ، والاغتسال بما تبقّى؛ فيذهب عنه ما به من أذى إن شاء الله.
ضرر السحر على الفرد والمجتمع
للسحر أضرارٌ كثيرةٌ ومفاسد عظيمةٌ تتعدّى الفرد إلى المجتمع؛ فهي تمرض المسحور، وقد تؤدّي به إلى الموت، أو قد تكون سببًا في جنونه أو غيره من الأمور السلبيّة؛ كترك بيته أو فشله في دراسته، أو وقوعه في المحظورات الشرعيّة من ارتكاب الجرائم، كما أنّ للسحر مفاسد على المجتمع؛ إذ تنتشر العداوة والشكوك بين أفراده، ويُضعف كيانها، وينتشر الخوف فيه ويتزعزع أمنه.