أطعمة لعلاج ألزهايمر
هل هناك أطعمة لعلاج ألزهايمر
لا تتوفر أدلّة علمية تُثبت ما إذا كان تناول بعض الأطعمة قد يساعد على علاج مرض ألزهايمر ، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا المرض من الأمراض المعقدة، ولا يوجد حتى الآن أيّ علاجٍ يؤدي إلى التعافي التامّ منه، ولكنّ الأساليب الحالية تركز على مساعدة مرضى ألزهايمر في المحافظة على الوظائف العقلية، وتنظيم الأعراض السلوكية، والتقليل من سرعة ظهور وتطوّر أعراض المرض.
وهناك العديد من الأغذية التي قد تلعب دوراً في تعزيز صحة الدماغ، وتحسين الذاكرة، وتقليل خطر الإصابة بالخرف وألزهايمر عند التقدم في العمر، حيث تصبح الخلايا العصبية أو خلايا الدّماغ صلبة، ممّا يؤدي إلى صعوبةٍ في نقل المعلومات بشكلٍ مناسبٍ بينها.
وقد بيّنت مراجعةٌ نُشرت في مجلة Advances in Nutrition عام 2016، أنّ اتباع حمية البحر الأبيض المتوسط قد يُساهم في المحافظة على الإدراك وتقليل خطر التعرضّ للخرف، ولكن هناك حاجةٌ للمزيد من التجارب لتأكيد هذا التأثير. ومن الجدير بالذكر أنّ حمية البحر الابيض المتوسط تحتوي على السمك، وزيت الزيتون، والأفوكادو ، والفواكه، والخضروات، والمكسرات، والفاصولياء، والحبوب الكاملة.
أغذية لتقليل خطر ألزهايمر وإبطاء تطوره
نذكر فيما يأتي مجموعةً من الاغذية التي قد تلعب دوراً في تقليل خطر الإصابة بألزهايمر أو إبطائه:
زيت الزيتون
أشارت دراسةٌ أُجريت على الفئران، ونشرتها مجلة Journal of Alzheimer's Disease عام 2012؛ إلى أنّ زيت الزيتون البكر كان له آثارٌ إيجابيّةٌ في تحسين ضعف التعلّم والذاكرة المرتبطين بالشيخوخة، وبالإصابة بالأمراض المتعلّقة بزيادة إنتاج بروتين ببتيد بيتا النشواني (بالإنجليزية: Amyloid-β)، وذلك من خلال تأثير مركبات البوليفينول (بالإنجليزية: Polyphenols) الموجودة في زيت الزيتون البكر، التي قللت الضرر التأكسدي (بالإنجليزيّة: Oxidative damage) في الدماغ، وكلما زاد تركيز هذه المركبات في زيت الزيتون البكر كان تأثيرها الإيجابي أكبر.
الخضار الورقية
أشارت دراسة ٌنشرتها مجلة Neurology عام 2018، وأُجريت على 960 مشتركاً كبيراً في السنّ، ممّن تتراوح أعمارهم بين 58-99 عاماً؛ إلى أنّ استهلاك حصةٍ واحدةٍ على الأقلّ من الخضار الورقية الخضراء، أو الأطعمة الغنيّة بفيتامين ك، ومركبات اللوتين (بالإنجليزيّة: Lutein)، والبيتا كاروتين (بالإنجليزيّة: β-carotene)، والفولات، والنترات، والألفا توكوفيرول (بالإنجليزية: Alpha-Tocopherol)، والكايمبفيرول (بالإنجليزيّة: Kaempferol) يوميّاً، قد يُساهم في إبطاء القصور الإدراكي الذي يحصل مع التقدّم بالعمر.
التوتيات
أشارت مراجعةٌ نشرتها مجلة Journal of Public Health and Nutrition عام 2018؛ إلى أنّ المركبات النباتيّة الطبيعيّة؛ كمركبات البوليفينول المضادّة للأكسدة، والموجودة في أنواعٍ مختلفةٍ من التوت كالفراولة، والتوت الأزرق، والتوت الأسود، يمكن أن تؤخر التنكّس العصبي، كما أنّها تساعد على تحسين الذاكرة، والوظائف المعرفيّة المتعلّقة بالفصّ الأماميّ أو الجبهيّ (بالإنجليزية: Frontal lobe)، بالإضافة إلى تأثيرها الوقائي للأعصاب، ممّا يُقلّل من خطر الإصابة بألزهايمر.
المكسرات
قد يرتبط تناول كمياتٍ أكبر من المكسرات بتحسنٍ عامٍ في الإدراك لدى كبار السن، لذلك يُنصح بإجراء هذا التعديل على النظام الغذائي، وذلك وِفق ما ذكرته دراسة نشرتها مجلة The Journal of Nutrition, Health and Aging عام 2014، وتمّت فيها متابعة استهلاك المكسرات من قِبَل 15,467 من النساء ممّن تجاوزن السبعين عاماً، مدّة أربعة سنوات.
الأسماك
قد تمتلك أحماض أوميغا 3 الموجودة في أنواعٍ معينةٍ من الأسماك، تأثيراً مفيداً في صحّة الدماغ، فقد أشارت مراجعة نشرتها مجلة Prostaglandins, leukotrienes, and essential fatty acids عام 2009؛ إلى أنّ استخدام أحماض أوميغا 3 خاصةً حمض الدوكوساهيكسانويك (بالإنجليزية: Docosahexaenoic acid) قد يساعد على تقليل خطر الإصابة بتدهور الإدراك المرتبط بالعمر أو تحسين حالته عند حدوثه، ويُعدّ مرض ألزهايمر السبب الأكثر انتشاراً لتدهور الإدراك.
كما قد بينت النتائج احتمالية زيادة فعالية تأثير حمض الدوكوساهيكسانويك عند البدء باستخدامه في وقتٍ مبكر، أو عند استخدامه مع مضادات الأكسدة، ومن أنواع الأسماك الغنيّة بأحماض أوميغا 3: السلمون، والسردين، والتونة، والهلبوت، والسلمون المرقط.
الأغذية الغنية بالكاكاو
أشارت مراجعةٌ نشرتها مجلة Frontiers in nutrition عام 2017؛ إلى أنّ الكاكاو والأطعمة المُشتقة منه، قد تساعد على التقليل من تدهور الإدراك، والمحافظة على القدرات المعرفية، خاصةً لدى المرضى المعرضين لخطر فقدانها، كما أظهرت الدراساتُ الأوليّةُ علاقةً بين كميّة الكاكاو المُتناولة، وتأثيره في تحسين الإدراك العام، والانتباه، وسرعة التصرف، والذاكرة العاملة.
الأغذية الغنية بفيتامين ج
يمكن أن تساهم المحافظة على مستويات فيتامين ج ضمن النطاق الصحي، في الوقاية من تدهور الإدراك المرتبط بالعمر ومرض ألزهايمر، وتجدر الإشارة إلى أنّ تجنب نقص فيتامين ج من خلال النظام الغذائي الطبيعي والصحي يُعدّ أكثر فائدة من تناول المكمّلات الغذائية الإضافية، وذلك وِفقاً لما أشارت له مراجعة نُشرت في مجلّة Journal of Alzheimer's disease عام 2012.
ومن الأغذية الغنيّة بفيتامين ج: الجوافة، والفلفل الحلو، والكيوي، والفراولة ، والبرتقال، والبابايا، والبروكلي، والطماطم، والكرنب الأجعد، وبازلاء الثلج (بالإنجليزية: Snow peas).
نصائح لإبطاء تطور ألزهايمر
نذكر فيما يأتي بعد النصائح التي قد تساهم في تقليل خطر الإصابة بألزهايمر، أو إبطاء تقدمه للمصابين به:
- التوقف عن التدخين.
- اتباع نظامٍ غذائي صحّي ومتوازن، يتضمّن 5 حصصٍ على الأقلٍ يومياً من الفاكهة والخضروات.
- ممارسة التمارين الرياضية متوسطة الشدة؛ كركوب الدراجات أو المشي السريع، مدّة 150 دقيقة على الأقلّ كلّ أسبوع.
- اتّباع حمية البحر المتوسط، والتي ذكرنا فوائدها لمرضى ألزهايمر سابقاً.
- تعلم أشياء جديدة؛ فقد يساعد ذلك على تقليل سرعة التراجع المعرفي والإدراكي.
- البقاء على تواصلٍ مع الآخرين، إذ قد يساعد ذلك على التحفيز الذهني ، الذي يُعدّ كتمرينٍ للعقل، وبالتالي التقليل من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.
- النوم جيداً، حيث يؤثر النوم بشكلٍ كبيرٍ على الآثار العقلية للتقدم في السنّ.
لمحة عامة حول ألزهايمر
يُعدّ مرض ألزهايمر (بالإنجليزية: Alzheimer's Disease) من الاضطرابات العصبية التي تُسبّب ضمور خلايا الدماغ أو موتها تدريجياً، وهو السبب الأكثر شيوعاً للخرف، وهو ما يُطلق على التدهور المستمر في القدرة على التفكير، وممارسة المهارات السلوكية والاجتماعية، ممّا يُؤثر في قدرة الشخص على أداء وظائفه وأعماله وحده، ويُعدّ فقدان الذاكرة من الأعراض الرئيسية لمرض ألزهايمر، ومن العلامات المبكرة لهذا المرض؛ صعوبة تذكر الأحداث والمحادثات الأخيرة، ومع تقدم المرض يتفاقم ضعف الذاكرة، وتظهر أعراضٌ أخرى.
يساعد الفحص من قِبل مقدم الرعاية الصحية على تحديد ما إذا كانت الأعراض الظاهرة مرتبطة بمرض ألزهايمر، أو بحالاتٍ أخرى أكثر قابلية للعلاج مثل؛ نقص الفيتامينات، أو الآثار الجانبية لبعض الأدوية، كما يساعد التشخيص المبكر والدقيق على وجود فرصةٍ لوضع خطةٍ مناسبة لإدراة حالة المريض، وتحديد الحالات التي تحتاج إلى الرعاية.