أطعمة ضارة للأسنان
أطعمة ضارة للأسنان
كما ذُكر سابقاً؛ فإنّ الغذاء الصحيّ مهمٌ للمحافظة على الصحّة الجيدة للفم، وهناك بعض الأطعمة والمشروبات يمكن أن تُؤثّر فيه بشكلٍ سلبي، نذكر منها ما يلي:
- السكريات: حيث إنّ السكر يجذب البكتيريا الضارة؛ التي تُؤدّي إلى تلف مينا الأسنان، وبالتالي يمكن أن يتسبّب ذلك في نخر الأسنان المُصابة وتكوّن التجاويف، لذا يُنصح بتقليل تناول الأطعمة والمشروبات الغنيّة بالسكر، وتجنّب استهلاكها بين الوجبات وقبل النوم مُباشرةً بشكلٍ خاص، وفي حال الرغبة في تناولها فيُفضّل أن تُؤخذ مع الوجبات؛ فخلال تناول الطعام يُفرز الفم كميّةً أكبر من اللعاب، ممّا يُساعد على ترطيب قطع الطعام داخل الفم، وتخفيف تأثير إنتاج الحمض.
- الكافيين: يُمكن أن يُؤثّر الإفراط في استهلاك مشروبات الكافيين؛ كالقهوة والشاي، بشكلٍ سلبي في صحّة الأسنان، وزيادة خطر الإصابة بنخرها، وذلك لأنّها تُسبّب الجفاف في تجويف الفم، ما يُؤدّي إلى انخفاض إنتاج اللعاب، وبالتالي الإصابة بحالةٍ تُسمّى جفاف الفم (بالإنجليزيّة: Xerostomia)، كما أنّ مشروبات الكافيين تحتوي عادةً على السكر المضاف؛ والذي ذكرنا تأثيره سابقاً، وبالإضافة إلى ذلك يمكن لاستهلاك هذه المشروبات بشكلٍ مُفرط أن يُؤدّي إلى تصبّغ الأسنان (بالإنجليزية: Staining)، وللتخفيف من آثارها الضارّة يُنصح بشرب كميّة كبيرة من الماء بعدها.
- الأطعمة النشوية: حيث إنّ النشا يمكن أن يضرّ بُنية الأسنان، وذلك لأنّه يُسبّب اختلال التوازن في درجة حموضة تجويف الفم، ما يُؤدّي إلى حدوث عملية إزالة التمعدن (بالإنجليزية: Demineralization) المُضرّة لبُنية الأسنان، لذلك يوصى بتقليل تناول هذه الأطعمة؛ مثل رقائق البطاطس وغيرها، وفي حال تناولها يُنصح بشطف الفم بعد الانتهاء لإزالة بقايا الطعام، وتنظيف الأسنان باستخدام الفرشاة والخيط للمساعدة على إزالة القطع العالقة في الفراغات بين الأسنان.
- الحمضيات: مثل: البرتقال، والليمون، والجريب فروت ، والتي يمكن أن تُسبّب تآكل مينا الأسنان لمحتواها الحمضي، وتزيد من خطر إصابتها بالتسوّس، كما أنّها تُسبّب الإزعاج عند وجود تقرحات الفم، وقد تظهر هذه التأثيرات أيضاً من إضافة عصرة من الليمون إلى ماء الشرب، ولكن على الرغم من ذلك تُعدّ الحمضيات غنيّة بالفيتامينات وخصوصاً فيتامين ج، بالإضافة إلى مضادات الأكسدة، وللاستفادة منها وتجنّب ضررها على الأسنان يُنصح بتناولها أو شرب عصيرها باعتدال خلال الوجبة، وغسل الفم بالماء بعد ذلك.
- وللاطلاع على المزيد من المعلومات حول أضرار الأطعمة الحمضية يمكنك قراءة مقال أضرار الليمون على الأسنان .
- الحلوى الحامضة: حيث إنّ احتواءها على عدّة أنواع مختلفة من الأحماض يجعلها أكثر ضرراً بالفم من الحلويات الأخرى، كما أنّها تلتصق بالأسنان لقوامها المطاطي، ما يزيد من احتماليّة تسبّبها بتسوّس الأسنان، لذلك يُنصح بتجنّب تناولها واستبدالها بقطعة من الشوكولاته في حال الرغبة بالتحلية، والتي يمكن مضغها سريعاً وغسل الفم بعدها.
- المشروبات الغازية: إذ تحفّز هذه المشروبات طبقة البلاك (بالإنجليزية: Plaque) على إنتاج المزيد من الحمض؛ الذي يُغطّي الأسنان ويهاجم طبقة المينا، كما أنّها تُؤدّي إلى انخفاض كميّة اللعاب، وبالتالي جفاف الفم، بالإضافة إلى أنّ المشروبات الغازية داكنة اللون يمكن أن تُسبّب تصبّغ الأسنان ، وتجدر الإشارة إلى أنّ استهلاك كميّةٍ كبيرةٍ من هذه المشروبات من المحتمل أن يضرّ الأسنان بشكلٍ كبيرٍ جداً.
- الثلج: على الرغم من أنّ الثلج طبيعيّ ولا يحتوي على السكر، إلّا أنّه قد يضُرّ الأسنان؛ إذ يمكن أن يؤدّي إلى كسرها عند قضم المكعّبات الصلبة والمُجمّدة، كما أنّه يُهيّج الأنسجة الرخوة الموجودة داخل السن، وبالتالي يمكن أن يُسبّب آلام الأسنان، فمن المعروف أن الأطعمة الباردة أو الساخنة من المحتمل أن تُسبّب نوباتٍ سريعة وحادة من الألم، أو آلاماً دائمةً بالأسنان.
- الحلوى الجيلاتينية: حيث إنّها تلتصق بالأسنان، أي أنّ السكر والأحماض الناتجة تبقى مدّة طويلة عليها، ما يُؤثّر سلباً في طبقة المينا، أمّا في حال تناولها فيُنصح بأن يكون ضمن وجبة الطعام وليس كوجبة خفيفة مُنفصلة، إذ يساعد ذلك على غسل الفم من قطع الحلوى والحمض لوجود كميّة أكبر من اللعاب أثناء الوجبات.
- عصير الفواكه: على الرغم من أنّ عصير الفواكه يُوفّر كميّةً كبيرةً من الفيتامينات ومضادات الأكسدة، إلّا أنّه يحتوي أيضاً على نسبةٍ مرتفعةٍ من السكر، وقد تصل في بعض الأحيان إلى نسبة السكر نفسها الموجودة في المشروبات الغازيّة، ولذلك يُنصح باستهلاك العصائر دون إضافة السكر، إذ إنّ الفواكه مذاقها حلو بشكلٍ طبيعيّ، كما يمكن إضافة الماء لتخفيف محتواها من السكر.
أطعمة ومشروبات مفيدة للأسنان
بشكل عام يجب التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالعناصر المفيدة لصحّة الأسنان؛ مثل: الأطعمة الغنيّة بالكالسيوم والتي تُعزّز قوة الأسنان؛ كمنتجات الحليب، واللبن، والأجبان الخالية أو قليلة الدسم، وسمك السلمون المُعلّب، واللوز، والخضراوات الورقية الخضراء الداكنة، والتوفو المُدعّم، وحليب الصويا المُدعّم بالكالسيوم، كما أنّ الفسفور أيضاً يقوّي الأسنان؛ وهو موجود في البيض، والأسماك، واللحوم الحمراء الخالية من الدهون، ومنتجات الألبان، والمُكسّرات، وحبوب الفاصولياء، وبالإضافة إلى ذلك يُعدّ فيتامين ج مُهمّاً لصحّة اللثة؛ والذي يتوفّر في الفلفل الرومي، والبروكلي، والسبانخ، والبطاطا، وغيرها من الفواكه والخضروات. ونذكر فيما يأتي بعض الأمثلة على الأطعمة والمشروبات المفيدة للأسنان:
- الماء: يُعدّ الماء مفيداً لصحّة الأسنان، إذ يُنصح بشرب الماء بعد تناول الطعام وخصوصاً الأطعمة السكرية؛ فهو يساعد على إزالة بقايا الطعام عن الأسنان، كما يُخفّف من الأحماض التي تُنتجها البكتيريا لتحويل السكر إلى حمض، وتجدر الإشارة إلى أنّه يُوصى بشرب الماء المُدعّم بالفلورايد (بالإنجليزية: Fluoride)؛ حيث إنّه يساعد على تقوية الأسنان.
- الأطعمة البروتينية: والخالية من الدهون مثل: اللحوم، والدواجن، والأسماك، والبيض؛ فهي تحتوي على الفسفور الضروري لحماية طبقة المينا التي تحمي الأسنان، كما أنّ الدواجن والأسماك تحتوي على فيتامين ب3 المُهمّ لصحّة الأسنان واللثة.
- الأجبان: تُعدّ الأجبان من الأطعمة المفيدة للأسنان؛ لأنّها تقاوم حدوث التآكل السنيّ (بالإنجليزية: Acid erosion) الناتج عن الحمض، فقد علمنا سابقاً أنّ استهلاك الحلويات، أو المخبوزات، أو الحمضيات، أو المشروبات الغازية يُعرّض الأسنان للتسوّس بسبب الأحماض التي تُفرَز، وبالتالي فقد يكون تناول الجبن بعد الوجبة مفيداً لمقاومة هذه الأحماض، ويعود ذلك إلى أنّ الأجبان تحفّز إفراز اللعاب؛ الذي بطبيعته القلويّة يُعادل الأحماض المتكوّنة على طبقة البلاك، كما ظهر في الأبحاث أنّ مضغ الأجبان يمكن أن يُقلّل من أعداد البكتيريا المُسبّبة للتسوّس، لذلك قد تتجه الآفة التسوسيّة (بالإنجليزية: Carious lesion) إلى تعزيز نمو هذه الكائنات الحية بدلاً من إصابة الأسنان بالتسوّس، وقد يساهم محتوى الأجبان العالي من الكالسيوم والفسفور في ذلك، وبالإضافة إلى أنّ بروتينات الكازين (بالإنجليزية: Casein) ومصل اللبن (بالإنجليزية: Whey protein) الموجودة في الأجبان تُقلّل من عملية إزالة التمعدن من مينا الأسنان، وتساهم في تركيز الكالسيوم والفسفور في طبقة البلاك، وقد ذُكر ذلك في مراجعةٍ نُشرت في Australian Dental Journal.
- الحليب واللبن: يُعدّ الحليب من المشروبات المُهمّة للأسنان؛ فهو غنيّ بالكالسيوم وغيره من العناصر المفيدة، كما أنّه يُقلّل من مستويات الحمض في الفم، ممّا يُساعد على مكافحة تسوّس الأسنان، أمّا اللبن فهو غنيّ أيضاً بالكالسيوم، بالإضافة إلى البروبيوتيك (بالإنجليزيّة: Probiotics) التي تقلّل من خطر الإصابة بنخر الأسنان، وأمراض اللثة، ورائحة الفم الكريهة.
- الحبوب الكاملة: مثل: خبز القمح، والمعكرونة المصنوعة من القمح، والأرز البني ، والشوفان، وغيرها، والتي تُوفّر الكربوهيدرات المُعقّدة الأقلّ قابليّة للهضم، كما أنّها تُزوّد الجسم بالعديد من العناصر الغذائيّة التي تساهم في المحافظة على صحّة الأسنان، فهي ليست كالأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات البسيطة التي تلتصق بالأسنان وتُؤدّى إلى نخرها.
- الأسماك الدهنية: ومن أهمّها سمك السلمون الذي يُعدّ مصدراً غنيّاً بفيتامين د ، علماً بأنّ هذا الفيتامين مُهمّ لامتصاص الكالسيوم داخل الجسم، الذي يُحافظ على صحّة الأسنان ويقاوم الأمراض.
- الخضراوات والفواكه الغنيّة بالألياف: حيث تُشير جمعية طب الأسنان الأمريكية (بالإنجليزية: American Dental Association) إلى أنّ الأطعمة الغنيّة بالألياف تساهم في المحافظة على نظافة الأسنان؛ وذلك لأنّها تزيد من إفراز اللعاب، الذي يُعدّ من خطوط الدفاع الطبيعيّة ضدّ نخر الأسنان وتسوّسها، ولكن ذلك لا يعني إهمال رعاية الأسنان وتنظيفها.
وللاطلاع على المزيد من المعلومات حول أطعمة مفيدة للثة يمكنك قراءة مقال أطعمة تقوي اللثة .
التغذية وصحة الأسنان
عند تناول الأطعمة أو المشروبات عن طريق الفم، تلامس هذه الأغذية الأسنان واللثة مباشرةً، ممّا يؤثر في صحّتها، حيث إنّ تناول الأطعمة المتنوعة والغنيّة بالمُغذيات الأساسيّة ، يُعزّز من صحّة الأسنان، واللثة، والصحّة العامة، وذلك عند اتباع نظامٍ غذائيٍّ متوازن يحتوي على الفواكه، والخضراوات، والبروتينات، والأطعمة الغنية بالكالسيوم، بالإضافة إلى الحبوب الكاملة، وتجدر الإشارة إلى أنّ اتّباع الإرشادات الصحيّة يمكن أنّ يُقلّل من خطر الإصابة بتآكل طبقة المينا (بالإنجليزية: Enamel)، ونخر الأسنان (بالإنجليزية: Cavities)، بالإضافة إلى المحافظة على المظهر الصحيّ للأسنان لفترة أطول من الزمن.