كيفية علاج نزيف المعدة
كيفية علاج نزيف المعدة
في الحقيقة لا تستدعي الكثير من حالات نزيف المعدة (بالإنجليزية: Stomach bleeding) أو النزيف المعدي المعوي (بالإنجليزية: Gastrointestinal bleeding) تدخلًا علاجيًا؛ إذ غالبًا ما يتوقّف النزيف من تلقاء نفسه، ولكن في بعض الحالات الأُخرى التي لا يتوقف فيها النزيف؛ فإنّه يتم اللجوء للطرق العلاجية للسيطرة عليه والتي تتضمن إعطاء أدوية أو تنفيذ إجراءات طبية، وفي العديد من هذه الحالات يمكن أن يتم ذلك أثناء إجراء بعض الفحوصات الطبية للشخص المعنيّ، ويجدر بالذكر أن العلاج المتبع يعتمد على مصدر النزيف، وفي الحقيقة يُعد التدخل المُبكّر للسيطرة على نزيف المعدة أمرًا مهمًا في تقليل احتماليّة الوفاة وخاصة لدى كبار السن، وفيما يأتي بيان الطرق العلاجية لنزيف المعدة:
التنبيب الرغاميّ
يعرف التنبيب الرغامي (بالإنجليزية: Endotracheal intubation) بأنه إجراء طبي يتضمن إدخال أنبوب إلى القصبة الهوائية من خلال الفم أو الأنف، وفي الحقيقة يتم إدخاله عن طريق الفم في معظم حالات الطوارىء، ويتم اللجوء إليه إذا كان المُصاب فاقدًا للوعي أو في حال معاناته من عدم كفاية ردّ فعل التقيؤ المصطنع (بالإنجليزية: Gag reflex) أو ما يعرف بالمنعكس البلعومي، وخاصّةً إذا قرر الطبيب اللجوء إلى التنظير العلويّ (بالإنجليزية: Upper endoscopy)، وتتمثل أهميّة هذا الإجراء الطبي بكونه يساعد على تجنب حدوث السبب الرئيسي المؤدي إلى الوفاة الناجمة عن نزيف المعدة؛ إذ يمنع التنبيب الرغامي دخول الدم إلى المجرى التنفسيّ وما قد ينجم عنه من إعاقة العملية التنفسية للمُصاب.
إعطاء السوائل ونقل الدم
قد يستدعي نزيف المعدة نقل السوائل إلى المريض عن طريق إبرة وريديّة، بالإضافة إلى احتمالية إجراء عملية نقل للدم (بالإنجليزية: Blood transfusion) لتعويض الدم المفقود، وذلك بالاعتماد على كميّة الدم المفقود وفيما إذا كان النزيف مستمرًا أم لا، كما يشار إلى أنه يجب إعطاء المصاب وحدات من كُريات الدم الحمراء (بالإنجليزية: Red blood cells)، بالإضافة إلى الصفائح الدمويّة ووحدات من البلازما المجمدة، ويتم ذلك في حال الحاجة إلى نقل الدم بكميات كبيرة تبعًا للبروتوكولات المُعتمدة.
الأدوية
يتم إعطاء بعض الأدوية للأشخاص الذين يعانون من نزف المعدة، ومنها مثبطات مضخة البروتون (بالإنجليزية: Proton pump inhibitor)؛ كدواء أوميبرازول (بالإنجليزية: Omeprazole)، ويتم إعطاء هذه الأدوية في الوريد بهدف تثبيط إنتاج الأحماض في المعدة.
العلاجات المُتخصّصة بحسب موقع النزف
يتم اللجوء في بعض الحالات إلى إجراءات طبية محددة ومتخصصة بناءً على موقع النزيف؛ ففي حالة نزيف المعدة الذي يحدث نتيجة الإصابة بالقرحة الهضميّة (بالإنجليزية: Peptic ulcer) يتم اللجوء إلى التخثر بالتنظير (بالإنجليزية: Endoscopic coagulation)، عن طريق التنظير الداخليّ (بالإنجليزية: Endoscopy) الذي يشار إلى أنه يساهم في علاج حالات نزيف المعدة علاوةً على إمكانية تشخيص النزف من خلاله، ويتمثل هذا الإجراء بإدخال منظارٍ خاص مزوَّدٍ بكاميرا تصوير وليزر إلى موقع النزف، ويمكن أثناء هذا الإجراء إعطاء المريض بعض الأدوية التي تساعد على وقف النزيف بالإضافة إلى استخدام أدوات طبية أيضًا؛ كالمشابك التي يتم وضعها على الأوعية الدموية بهدف وقف النزيف الحاصل فيها، أمّا في الحالات التي لا تستجيب للعلاج عبر التنظير فيُمكن اللجوء لطريقة الإصمام بالتصوير الوعائي أو ما يعرف بإحداث الانسداد بالتصوير الوعائي (بالإنجليزية: Angiographic embolization) وذلك لوقف النزيف الحاصل في الوعاء الدمويّ، أو قد يستدعي الأمر اللجوء إلى الخيار الجراحي لخياطة موقع النزيف، كما يُمكن أن تتضمن الإجراءات التي يُمكن اتّخاذها في العمليّة الجراحيّة ما يأتي:
- إزالة القرحة المعدية.
- قطع العصب المسؤول عن التحم بإفراز أحماض المعدة.
- ربط الأوعية الدموية النازفة.
- خياطة الأنسجة من موقع آخر على القرحة.
نصائح وإرشادات لحماية المعدة
يمكن الوقاية من خطر الإصابة بنزيف المعدة وتجنب حدوثه بعلاج المشاكل الصحية التي قد تؤدي إلى حدوثه مستقبلًا، ويشار إلى أنّ اتباع بعض النصائح والإرشادات يمكن أن يساعد في تجنب بعض مسببات نزيف المعدة، وفيما يأتي بيان هذه النصائح:
- الحدّ أو التخفيف من كمية الأدوية اللاسترويدية المضادة للالتهاب (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) واختصارًا NSAID، واستشارة الطبيب حول البدائل العلاجيّة الأُخرى.
- اتّباع تعليمات الطبيب المُتعلّقة بعلاج داء الارتداد المِعديّ المريئيّ (بالإنجليزية: Gastroesophageal reflux disease).