كيفية صلاة العيد عند الشافعية
كيفية صلاة العيد عند الشافعية
تؤدّى صلاة العيد بعد طلوع الشمس، وبمجرّد طلوع شمس يوم العيد يكون قد بدأ وقت الصلاة، ويستمرّ وقتها إلى زوال الشمس ، لكن يسنّ تأخيرها إلى أن ترتفع الشمس قدر رمح اتّباعاً لهدي النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-، وللخروج من وقت الكراهة.
وينبغي أن يسبق المسلمون الإمام، فإن خرج عليهم يُنادَى "الصلاة جامعة"، فيتقدّم الإمام ويكبّر تكبيرة الإحرام، ويبدأ بالصلاة ولا ينتظر أحدًا، ولصلاة العيد هيئتان؛ الأولى على الوجه الأقلّ والثانية على الوجه الأكمل، وسيتمّ بيان كيفيّة أدائهما عند الشافعية فيما يأتي:
كيفية صلاة العيد على الوجه الأقل
صلاة العيد عبارة عن ركعتين تؤدّيان كما تؤدى سائر النوافل؛ فينوي فيهما المصلّي أداء صلاة العيد ولا يجب عليه أداء التكبيرات في الركعتين الأولى والثانية؛ لأنّ التكبيرات ليستا ركنًا من أركان صلاة العيد بل هي سنّة مستحبة، وبالتالي لا يُسجد سجود سهو لتركها.
كيفية صلاة العيد على الوجه الأكمل
تؤدى صلاة العيد على هيئتها الأكمل من خلال الآتي:
- البدء بالصلاة بتكبيرة الإحرام.
- ومن ثمّ الإتيان بدعاء الاستفتاح عقب ذلك.
- وبعدها يأتي المصلي بتكبيرات صلاة العيد الزائدة، وعددها في الركعة الأولى سبع تكبيرات؛ بحيث يفصل المصلي بين كلّ تكبيرتين بمقدار آية لا هي بالطويلة ولا بالقصيرة.
- ويسبّح المصلّي خلال وقت الفصل ولا يسكت، كما يسنّ له أن يكبر ويهلل ويمجّد، وقد ذكر بعض الفقهاء قول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر" وهنّ الباقيات الصالحات، فله أن يقولها، ويستحبّ أن يرفع المصلي يديه مع كلّ تكبيرة.
- ثمّ يتعوّذ بعد الانتهاء من التكبيرات، ويبدأ بالفاتحة مباشرة دون أن يتخلّل بين التعوّذ والقراءة شيء.
- وبعد الفاتحة يقرأ المصلي سورة (ق) أو (الأعلى).
- ثمّ يكبّر ويركع ويُكمل ركعته الأولى.
- ثمّ يأتي بتكبيرة الاعتدال، ويعتدل لأداء الركعة الثانية.
- ويأتي بعدها بخمس تكبيرات بين كلّ تكبيرة والأخرى تسبيح.
- ثمّ يتعوّذ ويقرأ الفاتحة، وبعدها سورة (القمر) أو (الغاشية) كاملةً مع الجهر بها، ويتمم بعدها الركعة الثانية.
مكان صلاة العيد عند الشافعية
يستحبّ أداء صلاة العيد في الصّحراء حتى يحضرها الجميع، أمّا إذا كان المسجد واسعًا أو كانت له مكانة وفضل خاص؛ مثل الحرم المكي والمدني وبيت المقدس؛ فيصلّي الناس حينها في المسجد، وكذلك إن كان هناك عذر من مطر ونحوه، أما إذا كان المسجد ضيّقًا فالأولى أن يصلي الناس في الصحراء.
كيفية خطبة العيد عند الشافعية
لا تختلف خطبة العيدين عن خطبة الجمعة من حيث أركانها وسننها، فأركانها خمسة:
- أوّلها حمد الله -تعالى- .
- الصلاة على رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلّم-، ولفظهما متعيّن، والظاهر أنّ ما يكفي في التشهّد من اللفظ يكفي في الخطبة، ويُستحب كذل الإتيان بالصلاة على آل النبيّ بعد الصلاة عليه.
- الوصية بتقوى الله -تعالى-؛ من خلال التحذير من الاغترار بالدنيا وارتكاب المعاصي، والحضّ على طاعة الله -تعالى- و الإحسان .
- قراءة آية في إحدى الخطبتين، ولا بأس إنْ تضمّنت وعدًا أو وعيدًا أو قصةً أو حكمًا.
- دعاء الخطيب للمؤمنين في الخطبة الثانية، ويستحبّ أن يدعو لولاة أمور المسلمين بالتقوى والعدل والصلاح.
ويندب أن يفصل الإمام بين الخطبتين بجلوس، وأن يبدأ الخطبة الأولى بتسع تكبيرات والثانية بسبع تكبيرات، وإن كانت الخطبة في عيد الفطر يسنّ للإمام أن يتحدّث فيها عن أحكام صدقة الفطر، أمّا في عيد الأضحى فيتحدّث عن أحكام الأضحية ويحضّ المسلمين عليها.
ما يستحب فعله قبل صلاة العيد
يستحبّ للمسلم يوم العيد القيام بالسنن والآداب الآتية:
- الاغتسال والتنظّف.
- حلق الشّعر.
- تقليم الأظافر.
- التطيّب.
- لبس أحسن الثياب في العيد، ويستحبّ أن تكون ثيابه بيضاء اللون، وإن كان عنده ثوب واحد يغسله ويلبسه في العيد والجمعة، وهذه الأمور تستحبّ حتى لمن لا يريد حضور صلاة العيد؛ لأنّ الهدف منها هو إظهار الزينة.
- الذهاب إلى المصلى مبكراً للاستعداد لصلاة العيد؛ حتى يتمكّن من أخذ المجلس المناسب القريب من الإمام.
- الأكل قبل صلاة عيد الفطر، ويستحبّ أن تكون تمرات، وأن يكون عددها وترًا، أما في عيد الأضحى فلا يأكل إلا بعد الرجوع من الصلاة.
- الذهاب إلى المصلى مشياً على الأقدام، ولا يركب المسلم إلا إن عجز على المشي.
ما يستحب فعله بعد صلاة العيد
يستحبّ للمسلم إذا رجع من صلاة العيد أن يرجع من طريق مختلف عن الذي أتى منه، ولا بأس بأن يرجع راكبًا مع القدرة، ويجوز للمسلم التنفّل -أي أداء صلاة النوافل- بعد صلاة العيد أو قبلها ولا يكره له ذلك، ويجوز ذلك في البيت أو في الطريق أو في المصلى.