كيف تعالج حروق الوجه
كيف تعالج حروق الوجه؟
يمكن علاج حروق الوجه السطحية ذات السماكة الجزئية أو ما يُعرف بحروق الدرجة الأولى (بالإنجليزية: First-degree burns) التي تحدث عند تعرّض الطبقة الخارجية من الجلد للحرق في عيادة الطوارئ الخارجية، أما بالنسبة للحروق العميقة أو الأكثر سماكة فإنّ علاجها يحتاج إلى دخول المستشفى وتلّقي العلاج المناسب لتسكين الألم والعناية بالجروح، وبشكلٍ عام فإنّه يفضل علاج حروق الوجه دون تضميدها، بل يتم تركها مكشوفة، علمًا أنّ الهدف الرئيسيّ لعلاج حروق الوجه يتمثل بإعادة وجه المصاب إلى طبيعته قدر المستطاع، حيث يبذل مقدمو الرعاية الصحية قصارى جهدهم لتحقيق ذلك، ونوضح فيما يأتي الطرق العلاجية المتبعة لعلاج حروق الوجه السطحية أو الطفيفة والعميقة:
حروق الوجه الطفيفة
بعد مراجعة الطوارئ وتلقي العلاج اللازم، يمكن العناية بحروق الوجه الطفيفة من خلال اتباع النصائح والإرشادات الآتية:
- غسل الوجه بلطف أكثر من مرة في اليوم، وخاصّةً خلال اليومين التاليين للحرق، مع ضرورة إزالة المرهم المتبقي على البشرة، حيث يُساعد غسل الوجه على إزالة الجلد الجافّ والقشور التي تكونت على سطح البشرة ، ويُنصح باستخدام الصابون غير المُعطّر بالإضافة إلى تجفيف البشرة بلطف وبمنشفة نظيفة.
- تطبيق المرهم أو الكريم الذي يحتوي على مضاد للميكروبات على موضع الحرق باستخدام يد نظيفة، أو قطعة قطن، أو قطعة شاش، مع ضرورة الانتباه إلى عدم إدخال الدواء إلى إحدى العينين أو الفم.
- وضع الكريمات المرطبة الخالية من العطور على المناطق الجلدية غير المصابة والمجاورة للحرق، علمًا أنّ ذلك قد يؤدي إلى الشعور بحرقة في الجلد لأول مرة، وفي حال استمرار ذلك يجدر التوقف عن استخدام المرطب ومراجعة الطبيب.
حروق الوجه العميقة
قد تحتاج حروق الجلد العميقة في بعض الحالات إلى إجراء ترقيع للجلد (بالإنجليزية: Skin grafting)؛ حيث في حال مرور 2-3 أسابيع على تعرّض الوجه للحروق العميقة ، وبقائها مفتوحةً وغير ملتئمة، فإنّ ذلك يستدعي التفكير في إجراء ترقيع الجلد، ولكن قبل إجراء عملية ترقيع الجلد في الوجه يجب مراعاة الأمور الآتية:
- تقييم حجم المنطقة المتعرضة للحرق ومدى تناسب الحرق مع الوحدات التجميلية للوجه المكونة من الجبهة، والأنف، والخدّين، والشفتين والذقن كاملًا، وبالاعتماد على أنّ الندب تكون أقلّ وضوحًا في مناطق تقاطع الوحدات التجميلية فإنّ الهدف من الترقيع هو وضع طبقات الجلد
المزروعة عند هذه التقاطعات.
- تحديد الموقع من الوجه الذي يحتاج إلى ترقيع الجلد.
- بعد اتخاذ قرار الترقيع يجب الانتباه إلى أنّ الوجه مليء بالأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تعرضه للنزف بشكلٍ ملحوظ عند إجراء العمليات الجراحية فيه، ولتقليل ذلك يتم حقنه بمحلول رينجر لاكتات (بالإنجليزية: Ringer lactate solution)، الذي يحتوي على المادة القابضة للأوعية الدموية وهي الإبينفرين (بالإنجليزية: Epinephrine)؛ وذلك بهدف تقليل النزف من الأوعية الدموية.
علاجات عامة
بالإضافة إلى ما سبق ذكرهُ من خطوات لعلاج حروق الوجه، فإنّه يمكن اتباع طرق العلاج الآتية:
- معرفة أنّ حروق الوجه قد تُسبب تورم الوجه خلال الأيام القليلة الأولى من الإصابة، لذلك من المهم الحفاظ على نظافة الوجه ورطوبته وتجنّب إصابته بالجفاف والتشقق الذي يسبب شعور الشخص بالانزعاج.
- الحاجة إلى أخذ مسكنات الألم قبل العناية بالوجه في بعض الأحيان.
- العناية بالعينين؛ حيث قد تتأثر العين في بعض الحالات نتيجة انتفاخ الوجه بسبب الحرق، كما أنّها قد تتعرض للتهيج والجفاف، وفي هذه الحالة يجب الحفاظ على نظافة ورطوبة العينين باستخدام القطرات المرطبة التي يمكن وضعها حتى أربع مرات يوميًّا، وفي حال حدوث اضطرابات الرؤية أو جفاف العين فلا بدّ من إبلاغ الطبيب بذلك.
- العناية بالأذن والحفاظ على نظافتها وترطيبها بانتظام باستخدام مرهم البارافين خصوصًا إذا كان حرق الوجه في منطقة الأذن، وفي حال الشعور بالألم أو ظهور احمرار متزايد حول الأذن فلا بدّ من إبلاغ الطبيب بذلك.
نصائح وإرشادات
توجد بعض النصائح والإرشادات التي تساعد على علاج حروق الوجه، وفيما يأتي بيان هذه النصائح والإرشادات:
- استخدام مرطبات الشفاه مثل اللانولين (بالإنجليزية: Lanolin) للمحافظة على الشفاه من التشقق ومنح الشخص شعورًا بالراحة، ويُنصح باستخدام المرطب بعد تناول الطعام أو الشراب.
- تجنّب استخدام مستحضرات التجميل على الوجه أو وضعه فوق الحروق الملتئمة حديثًا؛ لأنّ ذلك قد يُسبب تهيّج الجلد.
- النوم على أكثر من وسادة في حال كان الوجه متورمًا.
- حلاقة شعر الوجه باستخدام ماكينة الحلاقة أو موس الحلاقة بشكل يومي بهدف إزالة الجلد الميت والقشور التي قد تتجمع في اللحية مما يساهم في تقليل خطر إصابة الحرق بالعدوى، ويُنصح بحلق الشعر بمسافة 2.5 سم على الأقل حول الحرق.
- استخدام واقي شمس واسع الطيف بعامل حماية 50 وحماية من الأشعة فوق البنفسجية، حيث تعدّ حماية الجلد المحروق من أشعة الشمس أمرًا بالغ الأهمية؛ حيث يكون الجلد المحروق أكثر عرضة للإصابة بالضرر مثل التعرّض لحروق الشمس أو تغيّر لونه، كما يُنصح بارتداء قبعة واسعة الحواف عند التعرض لأشعة الشمس الشديدة، ومن الجدير بالذكر أنّه يُفضّل اتباع هذه الإجراءات لمدة عامين على الأقل.
علاج الندب الناتجة عن حروق الوجه
يعدّ علاج الندب الناتجة عن حروق الوجه أمرًا ضروريًّا على الرغم من صعوبته البالغة، وهنا يبرز دور العلاج الفيزيائي للوجه، وعلى الرغم من أنّ الوجه يتمتع بمقاومة قليلة للتقشير؛ إلّا أنّ التعامل مع الندب في منطقة الجبهة أمر سهل نسبيًّا، وبشكلٍ عام فإنّ عملية علاج الندب قد تستغرق عامًا كاملًا، وإنّ الحصول على أفضل النتائج يعتمد على متابعة العلاج، ويمكن علاج الندب من خلال الإجراءات الآتية:
- تدليك الندب وتمدديها.
- استخدام أقنعة الوجه بنوعيها الرقيقة والصلبة لتقليل الندب.
- استخدام رقع السليكون أثناء المراحل الأولى من التئام ترقيع الجلد لتقليل ظهور الندب.
- استخدام رقع السيليكون لسحب الجفون معًا بهدف تقليل تكون الشتر (بالإنجليزية: Ectropion).
وعلى الرغم مما يتمّ بذله من جهود من قبل العاملين على جراحة الحروق، إلّا أنّ العديد من الأشخاص الذين يتعرّضون لحروق الوجه لا زالت الحروق تشكّل لهم عقبة واضحة في حياتهم، ويعدّ الاستمرار في تطوير وتحسين تقنيات علاج حروق الوجه أمرًا مهمًّا لتحسين النتائج العلاجية لمثل أولئك الأشخاص.