كيف ندخل الجنة
الجنة
الجنّة حلم كلّ مسلم ومسلمة في هذه الحياة، لذلك يسعى لبذل الغالي والنفيس في سبيلها، وسنعرض اليوم مجموعة من الأمور التي تعين المسلم على دخول الجنة، ودخول الجنة مرتبط في البداية بالإيمان وتوحيد الله عز وجل، لأنّ أي عمل يعمله الفرد سيحبطه الله إن كان فيه شرك أو كان صاحبه كافراً، حيث يقول الله في كتابه العزيز:"وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ"، لهذا فالإسلام أهمّ شرط لقبول أي عمل، كما أنّ الإخلاص في العمل وجعله بهدف رضا الله وحده دون طلب رضا الناس، يعتبر الشرط الثاني من شروط قبول العمل، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ لا يقبلُ منَ العملِ إلَّا ما كانَ لَهُ خالصًا ، وابتغيَ بِهِ وجهُهُ".
كيف ندخل الجنة؟
يوجد العديد من الأعمال والأسباب التي تؤدي إلى دخول الجنة، وفيما يلي ذكر بعضها:
الإيمان والعمل الصالح
ذكر في القرآن الكريم الإيمان كأحد أهم الأسباب التي تؤدّي إلى الجنة بمشيئة الله عز وجل، ولكنه في الغالب يأتي مقترناً بالعمل الصالح لذلك لا يوجد مكان ورد فيه الإيمان وهو سبب لدخول الجنة إلا متبوع بالعمل الصالح، ومجال الأعمال الصالحة كبير ووسائل نيل الأجر الثواب مختلفة، قال تعالى: "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"، وقال أيضاً: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا* خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا".
التقوى
والتقوى هي الخوف من الله سبحانه وتعالى والخشية منه، والعمل بما أنزل إلينا من القرآن والسنة، وأن يقتنع الإنسان بالقليل ويعد العدة ليوم الرحيل، فيفعل ما أمر الله به، ويجتنب ما نهى عنه، ويكفّ عن المحرمات والمعاصي، ويكثر من فعل الطاعات والأعمال الصالحة،
حيث جاء في الحديث: "سُئِلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ عن أَكْثرِ ما يُدخلُ النَّاسَ الجنَّةَ ؟ فقالَ : تَقوى اللَّهِ وحُسنُ الخلُقِ ، وسُئِلَ عن أَكْثرِ ما يُدخِلُ النَّاسَ النَّارَ ، قالَ : الفَمُ والفَرجُ".
طاعة الله والرسول
يقول الله عز وجل: "وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا"، فإنّ طاعة الله والرسول أمر واجب على المسلم الذي يبتغي دخول الجنة.
الجهاد في سبيل الله
يكون الجهاد بأكثر من وسيلة فالجهاد أنواع، فهناك الجهاد في سبيل الله بالنفس والجهاد بالمال، قال عز وجل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ* تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ* يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"، فجهاد النفس والمال من أسباب دخول الجنة.
التوبة
تعتبر التوبة الخالصة من الأمور التي تمحو الذنوب والخطايا، وتَجُبّ ما قبلها، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: "التائبُ من الذنبِ كمن لا ذنبَ لهُ"، وهي من أسباب دخول الجنة، حيث قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ).