كيفية صلاة الجماعة
كيفية صلاة الجماعة
تتحقّق صلاة الجماعة بإمامٍ ومأمومٍ فأكثر، أي يُمكن أن يُصلّيها اثنان أو أكثر من ذلك، ولا تختلف طريقة تأدية صلاة الجماعة عن أداء الصلاة عموماً من حيث أركانها وسننها وشروطها؛ أي من حيث التكبير والركوع والسجود وغير ذلك، ولكن هناك أموراً خاصة تتعلّق بأداء صلاة الجماعة لا بدّ من تحقيقها، وسيتمّ توضيح كيفية صلاة الجماعة فيما يأتي:
طريقة وقوف الإمام والمأمومين
إذا كان المأموم شخصاً واحداً فيقف على يمين الإمام إذا كانا رجُلَين، وكذلك الأمر إذا كان الإمام والمأموم امرأة، أما إذا صلّت الزوجة مثلاً مع زوجها جماعة فتقف خلفه، وإذا كان هناك أكثر من مأموم فيقفون جميعهم خلف الإمام، أمّا في صلاة المرأة التي تؤمّ النساء فتقف معهم في الوسط.
الاقتداء بالإمام ومتابعته
يجب على المصلّي أن يتابع الإمام في صلاته دون أن يتقدّم عليه أو يتأخّر عنه، ودون أن يزيد في صلاته أو يُنقص منها، فإذا كبّر الإمام للركوع تلاه المصلّي بالتكبير والركوع، وهكذا في جميع الصلاة.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّما جُعِلَ الإمَامُ لِيُؤْتَمَّ به، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وإذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وإذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، فَقُولوا: رَبَّنَا ولَكَ الحَمْدُ، وإذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وإذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا أجْمَعُونَ).
أفعال الصلاة مع الإمام
يؤدّي المصلّي صلاته مع الإمام كأيّ صلاةٍ أخرى، لكن يُتابع في أفعاله الإمام -كما أسلفنا- دون أن يسبقه، ويبدأ ذلك بتكبيرة الإحرام، ثم قراءة سورة الفاتحة في الصلاة السريّة، ويقرؤها المأموم أيضاً في الصلاة الجهرية لكن بعد أن ينتهي الإمام من قراءتها، أما قراءة ما تيسّر من القرآن بعد الفاتحة فيقرؤها المأموم في الصلاة السريّة.
ثمّ يُتابع المأمومُ الإمامَ في أفعال الصلاة بالركوع والرّفع منه، ثمّ السجود والرفع منه، إلى أن يصل للتشهّد الأخير مع الإمام ثمّ التسليم، مع الإشارة إلى أنّ المأموم بعد الرفع من الركوع يقول: "ربنا ولك الحمد"، أما قول: "سمع الله لمن حمده" فيقوله الإمام.
السهو في صلاة الجماعة
إذا ترك المأموم ركناً من أركان الصلاة وجب عليه الإتيان به بعد انتهاء الإمام من الصلاة، ثمّ يسجد للسهو، أمّا إذا سَهَا المأموم في صلاته في غير أركان الصلاة فلا يسجد للسهو، والإمام يتحمّله عنه، وفي حال حصل السّهو من الإمام فيسجد للسهو ويُتابعه المأموم في ذلك.
إذا كان المأموم مسبوقاً
إذا جاء المأموم متأخِّراً عن الإمام وكان مسبوقاً؛ أي لم يدرك ركوع الركعة الأولى أو أكثر، فحينها يبدأ صلاته مع الإمام ويُتمّها معه إلى آخرها، وعندما ينتهي الإمام من الصلاة بالتسليم يقف المُصلّي المسبوق ويؤدّي ما فاته من الصلاة.
فضل صلاة الجماعة
مكانة صلاة الجماعة عظيمة في الإسلام، ولها فوائد وفضائل عظيمة، ومن أهمّها ما يأتي:
- صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بدرجات كثيرة
ويدل على ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صَلَاةُ الجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِن صَلَاةِ الفَذِّ بسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً).
- سببٌ لتكفير الذنوب
جاء عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (أنَّ أَحَدَهُمْ إذَا تَوَضَّأَ فأحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى المَسْجِدَ لا يَنْهَزُهُ إلَّا الصَّلَاةُ، لا يُرِيدُ إلَّا الصَّلَاةَ، فَلَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إلَّا رُفِعَ له بهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّ عنْه بهَا خَطِيئَةٌ، حتَّى يَدْخُلَ المَسْجِدَ).
- دعاء الملائكة لمن صلّى الجماعة ثم جلس في المسجد
قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا دَخَلَ المَسْجِدَ كانَ في الصَّلَاةِ ما كَانَتِ الصَّلَاةُ هي تَحْبِسُهُ، وَالْمَلَائِكَةُ يُصَلُّونَ علَى أَحَدِكُمْ ما دَامَ في مَجْلِسِهِ الذي صَلَّى فيه يقولونَ: اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ له، اللَّهُمَّ تُبْ عليه، ما لَمْ يُؤْذِ فِيهِ، ما لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ).
- سببٌ لإزالة لفوارق بين الناس، فالمأمومون سواء يقفون بجانب بعضهم دون أي تفريق على أساس العرق أو اللون أو المكانة الاجتماعية أو المكانة العلمية.
- تربط صلاة الجماعة أبناء المجتمع المسلم بروابط قوية؛ حيث إن الله المعبود واحد، وغاية المصلين واحدة، ويؤمهم في الصلاة إمام واحد.