كيفية صلاة التوبة
صلاة التوبة
الصلاة من العبادات التي ترافق العبد في جميع أحواله وأوقاته وظروفه، وتتعدّد أسباب الصلاة بما يتجدّد من أحوال المسلم؛ فشُرع للمسلم الصلاة في حال تردّده في أمرٍ ما لطلب الخيرة من الله كما في صلاة الاستخارة، وشُرع له الصلاة لطلب الغيث وما فيه من خيرٍ كما في صلاة الاستسقاء وغيرهما من الصلوات ذوات الأسباب، وصلاة التوبة من السنن المهجورة التي شُرعت لتوبة العبد من ذنبٍ وقع فيه، فإنّ من ثمرات الصلاة غفران الذنوب وتسمّى صلاة التوبة أيضاً بصلاة الاستغفار، وهي مستحبةٌ باتفاق الفقهاء الأربعة، وفي المقال بيان كيفية صلاة التوبة وسببها ووقتها.
كيفية صلاة التوبة
صلاة التوبة ركعتان ينوي بهما سنّة التوبة، وتجب فيها من الأركان والشروط ما يجب في صلاة النافلة، وتُشرع عند التوبة من الكبائر والصغائر على حدٍّ سواءٍ، يؤديهما التائب منفرداً، فلا تشرع لها صلاة الجماعة؛ لأنّها من النوافل، ويقرأ فيهما التائب ما شاء أن يقرأ؛ فلم يرد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- تخصيص القراءة فيهما بآياتٍ معينةٍ، ويستحبّ الاستغفار بعدها والإتيان بشروط التوبة المعروفة من الندم والإقلاع والعزم على عدم العودة إلى الذنب مرةً أخرى، وممّا ورد في مشروعيتها: عن أبي بكرٍ الصدّيق -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما من عبدٍ يُذنبُ ذنبًا فيُحسنُ الطُّهورَ، ثم يقوم فيصلِّي ركعتَين، ثم يستغفرُ اللهَ؛ إلا غفر له، ثم قرأ هذه الآيةَ: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إلى آخرِ الآيةِ)، وورد عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (مَن توضأَ فأحسنَ الوُضوءَ، ثم قامَ فصلَّى ركعتَين أو أربعًا (يَشُكُّ سهلٌ) يُحسِنُ فيهِنَّ الذِّكرَ والخُشوعَ، ثُم يستغفرِ اللهَ؛ غُفِرَ لَه).
سبب صلاة التوبة
تعود مشروعية صلاة التوبة إلى وقوع المسلم في المعصية كبيرةً كانت أم صغيرةً، فإن أراد التوبة فيُندب له أن يتوضأ ويُصلّي ركعتين، فتكون بمثابة عملٍ صالحٍ يُتقرّب به إلى الله -تعالى-، فيتوسّل إليه التائب ويرجوه أن يغفر له ويتوب عليه.
وقت صلاة التوبة
يستحبّ للتائب أداء صلاة التوبة فور عزمه على التوبة من الذنب الذي وقع فيه، سواءً أكانت التوبة بعد وقوعه في الذنب مباشرةً أم كانت متأخرةً عنه، كما أنّ هذه الصلاة يمكن أن تُصلّى في أوقات النّهي؛ فيُمكن أن تؤدّى بعد العصر وقبل الشروق؛ لأنّها من ذوات الأسباب فتُشرع عند وجودها، وإنّ أخّر العبد التوبة قُبلت ما لم يحدث أحد موانعها؛ فإنّها حينئذٍ لا تُقبل، ومن الموانع:
- أولاً: لحظة طلوع الروح وبلوغها الحلقوم، ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إنَّ اللهَ يقبلُ توبةَ العبدِ مالم يُغَرْغِرْ).
- ثانياً: عند طلوع الشمس من مغربها، لِما ورد عن معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (لا تزالُ تُقبَلُ التَّوبةُ حتَّى تطلُعَ الشَّمسُ من مغربِها).