بحث عن إدارة المخاطر المصرفية
ما هي إدارة المخاطر المصرفية؟
يتم تعريف إدارة المخاطر المصرفية من الناحية النظرية على أنها التطور المنطقي والتنفيذ لخطة منظمة بهدف التعامل مع الخسائر المحتملة، إذ عادةً ما يكون التركيز على إدارة المخاطر المصرفية لإدارة تعرض المؤسسة للخسائر أو المخاطر وحماية قيمة أصولها حتى قبل حدوث الخسائر.
شهدت إدارة المخاطر في القطاع المصرفي تغييرات كثيرة خلال العقد الماضي، وذلك بسبب اللوائح التي انبثقت عن الأزمة المالية العالمية والغرامات التي فُرضت في أعقابها، حيث يعمل اليوم حوالي 50% من موظفي البنوك في العمليات التشغيلية المتعلقة بالمخاطر مثل إدارة الائتمان، بينما يعمل 15% في التحليلات، حيث تعد إدارة المخاطر جزءًا أساسيًا من العمليات المصرفية.
أنواع إدارة المخاطر المصرفية
تمامًا مثل أي عمل تجاري، تواجه البنوك عددًا لا يحصى من المخاطر، ومن الجدير بالذكر أنه من المهم معرفة كيفية إدارة البنوك للمخاطر حيث أن هناك أنواع مختلفة من المخاطر التي قد يواجهها البنك، ومن أهم هذه المخاطر ما يأتي:
مخاطر الائتمان
تعرف المخاطر الائتمانية على أنها مخاطر احتمالية عدم سداد العميل أو متلقي القرض لتلك الأموال التي اقترضها من البنك، حيث أن هذه البنوك كثيرًا ما تقرض الأموال لعملائها. وبالتالي، من الممكن أن يؤدي ذلك إلى انقطاع التدفقات النقدية وزيادة تكاليف التحصيل وغير ذلك من آثار عدم تحصيل البنك لأمواله.
مخاطر السوق
النوع الثاني من المخاطر التي تواجهها المصارف هي مخاطر السوق والتي يمكن تعريفها على أنها مخاطر احتمال تعرض فرد أو كيان آخر لخسائر بسبب عوامل تؤثر على الأداء العام للاستثمارات في الأسواق المالية مما يؤدي إلى انخفاض قيمة الاستثمار نتيجة عوامل السوق مثل الركود ويشار إلى هذه المخاطر أحيانًا باسم المخاطر المنهجية.
مخاطر التشغيل
من المخاطر التي قد تواجه البنوك أيضًا هي مخاطر التشغيل والتي تعرف على أنها مخاطر الخسارة الناتجة عن العمليات الداخلية أو الأشخاص أو الأنظمة أو الأحداث الخارجية غير الفعالة أو الفاشلة التي يمكن أن تعطل تدفق العمليات التجارية. يمكن أن تكون الخسائر مالية بشكل مباشر أو غير مباشر.
المخاطر المتعلقة بالسمعة
تُعرف مخاطر السمعة على أنها الأضرار التي يمكن أن تحدث للبنك عندما يفشل في تلبية توقعات أصحاب المصلحة، مما يؤثر على العمل سلبيًا بغض النظر عن حجمه. على سبيل المثال، لنفترض أن هناك قصة إخبارية تتحدث عن أحد البنوك التي حدث فيه فساد في الأنظمة إدارية، قد يؤدي ذلك إلى الإضرار بعلاقاتهم مع العملاء، ويسبب انخفاضًا في سعر السهم أيضًا، ويمنح المنافسين ميزةً للتقدم، وبالإضافة إلى كثير من الأضرار الأخرى.
مخاطر السيولة
يمكن تعريف مخاطر السيولة على أنها مخاطر تكبد الخسائر الناتجة عن عدم القدرة على الوفاء بالتزامات الدفع في الوقت المناسب عندما تصبح مستحقة، حيث أنه مع أي مؤسسة مالية، هناك دائمًا خطر عدم قدرتها على سداد التزاماتها في الوقت المناسب؛ بسبب المطالبات غير المتوقعة أو الالتزام ببيع الأصول طويلة الأجل بسعر أقل من قيمتها الحقيقية.
خطوات إدارة المخاطر المصرفية
إن وجود خطة إدارة مخاطر رسمية وواضحة وتحديد المشاكل التي قد يواجهها البنك والتي من شأنها التأثير على البنك بأكمله، تجعل من عملية التخفيف من آثارها وإزالتها أمرًا بسيطًا، حيث تعمل خطط إدارة المخاطر الفعالة على إرشاد الإدارة والموظفين إلى طرق تحسين الأداء من خلال الكشف عن التبعيات الرئيسية لهذه المخاطر.
تسهم الإدارة السليمة للمخاطر المصرفية في زيادة كفاءة البنك وقدرته على تخصيص الوقت والموارد بشكل أفضل تجاه الأمور الأكثر أهمية. والجدير بالذكر بأن الحجم والعلامة التجارية وحصة السوق والعديد من الخصائص الأخرى الخاصة بالبنك ستحدد برنامج إدارة المخاطر المناسب للبنك. ومع ذلك، نذكر الخطوات الأساسية لجميع المصارف في خطة إدارة المخاطر المصرفية كما يأتي:
تحديد المخاطر المصرفية
يعتبر تحديد المخاطر المصرفية الخطوة الأولى في عملية إنشاء برنامج إدارة مخاطر هادف، حيث أنه لا يكفي مجرد تحديد ما حدث بشكل سطحي؛ حيث تركز تقنيات تحديد المخاطر الأكثر فعالية على السبب الجذري مما يتيح تحديد المشكلات النظامية بحيث يمكن تصميم عناصر التحكم للتخلص من تكلفة ووقت تكرار الجهود.
التقييم والتحليل
تعد منهجية التقييم والتحليل من العناصر الأساسية لإدارة المخاطر المصرفية، حيث يعتبر تقييم المخاطر بأسلوب موحد السمة المميزة لنظام إدارة المخاطر الصحي. ومن الجدير بالذكر بأنه على البنوك أن يكونوا قادرين على جمع البيانات وتحليلها لتحديد احتمالية أي خطر معين ومن ثم ترتيب جهود العلاج حسب الأولوية.
مراقبة المخاطر وتخفيفها أو نقلها
من الخطوات الأخرى البالغة الأهمية هي مراقبة المخاطر وتبؤها قبل حدوثها حيث يجب أن تكون مراقبة المخاطر عملية مستمرة واستباقية وكذلك وضع خطط للتخفيف من آثارها وتبعاتها أو حتى نقلها إلى مؤسسات أخرى كشركات التامين. بالإضافة إلى ذلك، على البنوك معرفة كيفية التخفيف من هذه المخاطر من خلال تقليل التعرض للمخاطر وتقليل احتمالية وقوع الحادث.