كيفية صلاة التراويح عند المذاهب الأربعة، هل تختلف أم تتشابه؟
صلاة التراويح في المذاهب الأربعة
تراويح جمع ترويحة، وتعني المرة الواحدة من الراحة ثم أُطلقت على الأربع ركعات التي يُستراح بعدها، وهي سُنة مؤكدة بإجماع الصحابة في شهر رمضان لقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر).
ولقد كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يصليها لوحده، وكذلك أصحابه إلى عهد عمر -رضي الله عنه-، حيث جعل للناس إمامين في الشهر لصلاة التراويح جماعة .
صلاة التراويح في المذهب الحنفي
صلاة التراويح سُنة مؤكدة للرجال والنساء بإجماع الصحابة، والجماعة فيها سنة على سبيل الكفاية، فمن صلى في بيته منفرداً لا يأثم، ولكن فاته ثواب جماعة المسجد، ويمتد وقتها من صلاة العشاء إلى الفجر، ويجوز تقديم الوتر على صلاة التراويح أو تأخيره عنها، وتأخيرها إلى منتصف الليل إذا لم يُخشى فواتها.
وفي رواية أسد عن أبي حنيفة قال: إن التراويح سنةٌ مؤكدةٌ وهي سنة على كل مسلم ومسلمة، وإن عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه- لم يقرها من تلقاء نفسه، ولم يكن فيها مبتدعاً ولم يأمر فيها إلا عن أصل لديه وعهد عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-.
وهي عشرون ركعة، بعشر تسليمات، وخمس ترويحات، يقرأ في كل ركعة عشر آيات ليتسنى له ختم القرآن في شهر ويسلم فيها على رأس كل ركعتين، ويجلس بين كل أربع ركعات للاستراحة يسبح فيها ويهلل ويصلي على النبي -عليه الصلاة والسلام-، وعند أبي حنيفة لا يُفصل بين آخر ركعتين وبين الشفع والوتر.
ومن فاتته صلاة التراويح فلا قضاء لها، وإن قضاها فهي نافلة وليست تراويح ولو صلاها في جماعة؛ لأن القضاء للواجبات.
صلاة التراويح في المذهب المالكي
ظاهر الرواية في المذهب المالكي أن صلاة التروايح مستحبة، والأفضل صلاتها على الانفراد أي صلاتها في البيت ودليلهم على ذلك أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- صلاها ليالي جماعة ثم صلاها منفرداً؛ خوفاً من أن يُعتقد أنها مفروضة، وإذا قام بالجماعة بعض أهل المسجد كفى.
ويستحب فيها الختم، ولكن يجوز أن يقرأ الإمام سورة واحدة في كل الشهر، وقال الإمام مالك -رحمه الله- إن صلاة التراويح كانت عشرين ركعة بقراءة متوسطة ثم خففت القراءة وزيد في الركعات إلى ست وثلاثين ركعة، ومضى الأمر على ذلك.
وقيل إن أهل المدينة صلوا ست وثلاثين ركعة ليساوا أهل مكة، فأهل مكة كانوا يطوفون حول الكعبة بعد كل ترويحة، فيطوفون أربع مرات خلال القيام، فاستبدل أهل المدينة كل طواف بترويحة من أربع ركعات فكان مجموع الركعات ست وثلاثون ركعة.
صلاة التراويح في المذهب الشافعي
صلاة التراويح من السنن الرواتب ، وصلاة الرجل منفرداً أفضل إذا لم يتعطل المسجد بعدم حضوره لأنه حافظ للقرآن، قال الشافعي -رحمه الله-: "فأما قيام رمضان؛ فصلاة المنفرد أحب إلي منه"، وقال بعض أصحاب الشافعي الجماعة أفضل لما ورد عن فعل الصحابة.
وذكر الشافعي -رحمه الله- أنه رأى أهل المدينة يقيمون بتسعٍ وثلاثين ركعة مع الشفع والوتر، وأهل مكة يقيمون بثلاثٍ وعشرين ركعة مع الشفع والوتر وأن فعل أهل مكة أحب إليه، فالحاصل أن صلاة التراويح عندهم عشرون ركعة بعشر تسليمات؛ بتسليمة بعد كل ركعتين، ويجوز الفصل بينها وبين الوتر أو عدم الفصل.
صلاة التراويح في المذهب الحنبلي
صلاة التروايح مستحبة، والأفضل صلاتها في جماعة، وفيها روايتان: الأولى وهي المشهورة في المذهب أنها عشرون ركعة كما فعل الصحابة -رضي الله عنهم- يُستراح فيها بعد كل أربعة، ويوتر بعدها بثلاث ركعات، والرواية الثانية عن الإمام أحمد، أن كل ذلك حسن سواء صلى إحدى عشر أو ثلاث وعشرين أو تسع وثلاثين مع الوتر.
ودليل ذلك حديث عائشة -رضي الله عنها- حين سُئلت عن صلاة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، فقالت: (ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعا، فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعا، فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا).
وذهب ابن تيمية -رحمه الله-إلى القول إن الأصح أنها إحدى عشر ركعة مع الوتر ولا بأس بالزيادة، لأنه نُقل عن الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وإن صلاة الليل مثنى مثنى دون تحديد، فمن صلى إحدى عشر ركعة أطال في القراءة، ومن زاد إلى عشرين أو ست وثلاثين خفف القراءة.