كيفية حماية الحيوانات المهددة بالانقراض
حماية الحيوانات المهددة بالانقراض
يقصد بالحيوانات المهددة بالانقراض تلكَ الحيوانات التي تتواجد بأعداد قليلة جّداً بسبب فقدان مواطنها، أو استغلالها من قبل البشر، أو غيرها من الأسباب المؤدية إلى انقراض الحيوانات ، ممّا قد يؤدي إلى تدهور حالتها بشكلٍ أكبر مع الوقت، وقد تصبح غير موجودة على الأرض إذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة لحمايتها من الانقراض.
على صعيد الحكومات
هناك بعض الأمور التي يمكن أن تقوم بها الحكومات لحماية الحيوانات من الانقراض مثل:
إنشاء المحميات ومناطق الحماية
تعرّف المحميّة بأنّها منطقة من أرض أو بحر خصصت لغايات حماية التنوّع البيولوجي ، والموارد الطبيعيّة، والثقافيّة المرتبطة بها، ويوجد في العالم حاليًا أكثر من 120 ألف منطقة محمية بحسب إحصائيّات عام 2008م، والتي تغطي مساحة تصل إلى نحوِ 21 مليون كم مربع من اليابسة والبحر.
وهناك مناطق محمية واسعة النطاق، وتشمل؛ المتنزهات الوطنيّة، والحكومية، والإقليمية، وملاجئ الحياة البرية، والمحميات الطبيعيّة، كما يوصى بضرورة تخصيص المزيد من المناطق المحميّة، وزيادة مساحة المحميّات الموجودة حاليّاً.
أسر الحيوان وتزاوجه ثم إعادة إطلاقه
تتبع برامج التربية الأسيرة طريقة أسر بعض أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض في بيئاتها، وذلك بهدف حمايتها، وزيادة أعدادها، ومنع انقراض نوعها، بحيث يكون هذا المكان مراقبًا من المسؤولين عنه، ويمتدّ على مساحة كبيرة كافية لتعيش فيه الحيوانات الأسيرة بعيدًا عن الأمراض، ولتتكاثر فيه بنسبة ثابتة.
بعدَ التأكد من زوال التهديدات التي كانت موجودة في مكان عيش الحيوانات أو على الأقلّ تخفيفها، يُعاد إطلاق هذه الحيوانات إلى البريّة التي كانوا يعيشون فيها، لإعادة تكوين تجمعات من فئاتها في مكان عيشها الأصليّ.
سن القوانين والتشريعات
تسن الدول والمنظمات الدوليّة العالميّة مجموعة من القوانين والتشريعات المتخصصة في حماية أنواع الحياة البيولوجيّة المهددة بالانقراض، ومن أهمّ هذه القوانين اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات البرية (CITES).
إذ إن اتفاقية (CITES) قائمة بين عدد من حكومات البلدان مهمّتها التحكم بالتجارة الدوليّة في الحيوانات، والنباتات البريّة، وأجزائها، وذلك بهدف ضمان استمرار بقائها على قيد الحياة، وتتضمن هذه الاتفاقيّة نحو 30 ألف نوع محميّ بموجبها، كما تمتلك الدول تشريعاتها المحليّة الخاصة بها لتنفيذ هذه الاتفاقية، وغيرها من الاتفاقيّات المتعلقة بحماية الحيوانات.
نشر الوعي
يحتاج الأفراد في جميع أرجاء العالم لزيادة الوعي العام لديهم بمدى أهميّة حماية الحيوانات المهددة بالانقراض، ويكون ذلك بعدّة وسائل منها برامج التعليم التي تبدأ منذ الصغر في الصفوف الابتدائيّة، والأنشطة اللاصفيّة التي يقومون بها مثل؛ المعسكرات الصيفيّة، وزيارات المتنزهات الوطنيّة المعنيّة بحماية الأنواع المهددة بالانقراض.
تمتد وسائل نشر الوعي لتشمل شريحة أكبر من المجتمع من خلال نشر الوعي عبرَ مواقع الإنترنت، والرسائل الإلكترونيّة التي ترسلها منظمات الحفاظ على البيئة، بالإضافة إلى ممارسة الأعمال التطوعيّة التي تجري إحصاء للبيانات المتعلقة بالأصناف المهددة بالانقراض.
حلّ المشكلات العالميّة المؤثرة
تؤثر بعض المشكلات العالميّة على الحياة البريّة بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشر، مثل مشكلة التغيّر في المناخ، والاكتظاظ السكانيّ، والاحتباس الحراريّ، وغيرها من المشاكل التي تقوم بتهديد مواطن الحيوانات البريّة وتتسبب بفقدانها.
ومن أهمّ الأمثلة على المشكلات العالمية المهددة للحيوانات؛ حرائق الغابات والتي يعدّ الاحتباس الحراريّ مسببًا رئيسيًّا لها، لذا يجب على الحكومات العمل بشكلٍ جديّ لحلّ مثل هذه المشكلات، كخطوة رئيسيّة لحماية الحياة البريّة.
على صعيد الأفراد
هناك بعض الأمور التي يمكن أن يقوم بها الأفراد لحماية الحيوانات من الانقراض، مثل:
تثقيف الآخرين حول الأنواع المهددة بالانقراض
تبدأ حماية الحيوانات المهددة بالانقراض عندما يبدأ الأفراد على النطاق الضيّق بالوعي حولَ هذا الموضوع والاهتمام به، لذا يجب تثقيف العائلة حولَ أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض على المستوى المحليّ، ونشر الوعي بينَ أفرادها حولَ خطورة الأمر، وعندها سيحاول الأفراد الانتباه لعاداتهم اليوميّة التي قد تؤثر على الحياة البيولوجيّة في بيئة سكنهم.
إعادة التدوير وشراء المنتجات المستدامة
تتعرّض مواطن الحيوانات للدمار وتصبح بذلك مهددة بالانقراض بسبب الانتهاز المسرف لموارد مواطنها، وذلك لإنتاج السلع الجديدة للاستهلاك البشريّ، كالمنتجة من قطع الأشجار الموجودة في الغابات المطيرة، ويمكن حماية هذه البيئات المستنزفة عن طريق مقاطعة المنتجات التي تستخدم مثل هذه الموارد، والتوجه لشراء المنتجات المستدامة.
كما يجب إعادة تدوير المنتجات التي يمكن إعادة تدويرها، مثل إعادة تدوير الهواتف المحمولة التي تصنع معادنها من مواد مستخرجة من الموطن الأصليّ لحيوان الغوريلا.
زرع نباتات محلية
يمكن زراعة أنواع من النباتات المهمّة للحيوانات البريّة المحليّة، ممّا يمكنها من إيجاد الغذاء والمأوى الذي تحتاجه حتى يستمرّ نوعها، وذلك يقلّل أيضًا من المنافسة على الموارد المحدودة الموجودة حاليّاً، والذي قد يهدد الأنواع المحليّة بالانقراض.
التقليل من استهلاك للمياه
يعاني العالم من مشكلة نقص المياه النظيفة ، وتتأثر بهذه المشكلة الحياة البريّة ويهدد وجودها، لذا يجب مراعاة التقليل من الإسراف في استهلاك المياه، فكلّما قلّ استهلاك المياه كلّما دعمّ البشر الحياة البريّة المحليّة.
ينبغي الانتباه لعدم إلقاء المواد الكيميائيّة، والمستحضرات الصيدلانيّة، وغيرها من المواد في مياه المراحيض، أو في جداول المياه الجاريّة، والبحيرات، وغيرها من مصادر المياه، لأنّها تؤدي لتلوث المياه بموادّ ضارّة وتجعلها غير صالحة للاستخدام، أو تتسبب بالأذى للحياة البريّة المحليّة.
التقليل من البصمة الكربونية
ينصح بالتقليل من استخدام واستهلاك الأشياء التي قد تضرّ البيئة، مثل استخدام السيارة الشخصيّة التي تلوّث الهواء، إذ ينصح بالتوجه للمواصلات العامّة لتقليل استخدامها، واستخدام المنتجات القابلة للتحلل.
عدم شراء المنتجات البلاستيكية
تتسبب المنتجات البلاستيكيّة بقتل العديد من الحيوانات البريّة، وتتأثر الحياة البحريّة بشكلٍ خاصّ بهذه المنتجات، فعندما تلقى المواد البلاستيكية في مياه البحار والمحيطات فإنّ الأسماك ستتناولها، ممّا يتسبب بموتها، كما أنّها تتسبب بقتل الكائنات الحيّة الدقيقة المفيدة.
بالتالي ينصح ب تقليل استهلاك البلاستيك لحماية البيئة ، واستبدالها بالمواد القابلة للتحلل وغير المضرّة بالبيئة والحياة البيولوجية.
التحدث مع موظفي الخدمة المدنية
إنّ جهود العلماء الفرديّة في محاولة حماية الأنواع المهددة بالانقراض مهمّة للغاية، ولكنّها غير كافية لإحداث الفرق على المستوى الأكبر، لذا لا بد من الاستعانة بجهود الجميع في دعم المؤسسات المتخصصة، والتطوّع فيها، وتقديم التبرعات لها.
كما يجب ممارسة الضغط على الهيئات المسؤولة في البلاد لدعم هذه الجهود، وإنفاذ القرارات الصادرة عنها والتي تخصّ حماية الحياة البريّة.
التطوع لحماية الحياة البرية
تحتاج الحياة البريّة المحليّة لجهود أبناء وطنها حتى تتمكن من تجاوز المشاكل التي تعاني منها، ويمكن ذلك من خلال الانضمام للملاجئ والمتنزهات التي تهتمّ بالحياة البريّة، ومحاولة تمويلها قدر المستطاع، والتطوّع للعمل فيها، والمساهمة في تثقيف زوّارها حولَ أهمّية مثل هذه الأماكن، والمحافظة على نظافتها.
عدم شراء منتجات من شركات تلوث البيئة
تقوم بعض الشركات والمصانع بإلحاق الضرر بالبيئة المحليّة بتلويثها بالمواد الضارّة، وتتفلّت من العقوبات والمسؤوليّات التي تحمل على عاتقها، وهنا يأتي دور المواطن في مقاطعة مثل هذه الشركات، ونشر التوعية المحليّة حولَ مثل هذه الممارسات الخاطئة، والدعوة لمقاطعتها.
الحد من الصيد على المستوى الشخصي
إنّ الصيد الجائر من الممارسات التي تضع بعض أنواع الحيوانات ضمن قائمة الكائنات المهددة بالانقراض، لذا ينصح بمعرفة الأنواع التي يجب تجنب اصطيادها بسبب قلّة أعدادها، ومحاولة التقليل من الصيد على المستوى الشخصيّ.
تجنب استخدام مبيدات الأعشاب ومبيدات الآفات
يستخدم في صناعة مبيدات الأعشاب والآفات مواد كيميائيّة تحتاج لوقت طويل حتى تتحلل، لذا فإنّها تتراكم في التربة وتدخل في نموّ النباتات، وبالتالي تصبح جزءًا من السلسلة الغذائيّة للحيوانات المحليّة، ممّا يتسبب بإصابتها بالأمراض، وتسممها، وموتها، لذا يجب تجنّب استخدام مثل هذه المواد.
الأنواع الأكثر عرضة للانقراض في العالم
يوجد العديد من الحيوانات البريّة المعرّضة للانقراض على مستوى العالم، وتصنّف بعضها على أنّها الأكثر عرضة للانقراض، وفيما يأتي قائمة بأكثر أنواع الحيوانات عرضة للانقراض وتعدادها عالميّاً:
- دبّ الباندا العملاق
(بالإنجليزيّة: Giant Panda) لا يتجاوز عدده 2,500 دب.
- النمر
(بالإنجليزيّة: Tiger) يقلّ عدده عن 4000 نمر.
- طائر الكركر الأمريكي
(بالإنجليزيّة: Whooping Crane) عدده لا يتجاوز 400 طائر.
- الحوت الأزرق
(بالإنجليزيّة: Blue Whale) يقلّ تعداده عن 25 ألف حوت.
- الفيل الآسيويّ
(بالإنجليزية: Asian elephant) عدده محصور بينَ 40 ألف إلى 50 ألف فيل.
- القضّاعة البحريّة
(بالإنجليزيّة: Sea Otter) لا يتجاوز تعداده عن ألفيّ فرد.
- النمر الثلجيّ
(بالإنجليزيّة: Snow Leopard) يعتقد أنّ تعداده لا يتجاوز 6,500 نمر.
- الغوريلا
(بالإنجليزيّة: Gorilla) يصل تعداده الحاليّ إلى نحو 220 ألف غوريلا.
- شيطان تسمانيا
(بالإنجليزيّة: Tasmanian Devil) لا يتجاوز تعداده عن 10 آلاف فرد.
- إنسان الغاب
(بالإنجليزيّة: Orangutan) يقلّ تعداده عن 60 ألف فرد.