كيفية حساب الزكاة المتراكمة
كيفية حساب الزكاة المتراكمة
تأخير الزكاة عن وقتها لا يجوز، كما قال أهل العلم، بحيث يجب إخراجها فوراً، إذا وجبت عليه، وهو آثم إذا أخرها عن وقتها دون عذر، وكان عالما بذلك، ويبقى بذمته، وإن حصل فعليه أن يستغفر ويتوب، ويُحصي مقدار الزكاة عن السنوات الماضية، أوما يغلب على ظنه بمقدارها، وأدائها كاملة، ولا ينوب عنه أحد، فهي في ذمته.
ويُزكي من ماله الموجود، عن كل السنوات الماضية، بحيث يُخرج عن السنة الأولى، ثم يزكي ما تبقى من ماله، عن السنة الثانية، وهكذا، بناءً على أن الزكاة تتعلق بالمال.
والزكاة من الحقوق المالية تبقى في الذمة، ولا تبرأ ذمته إلا بإخراجها، وعليه أن يتوب ويخرج زكاة ماله، عن كل السنوات المتراكمة، ولا يبرأ، بتحقق الشروط، في كل سنة من السنوات.
وإن كان عليه دَين من السنوات الماضية، يخصمه، ثم يقدرالمبلغ ويُحصيه، فمثلاً عشرة آلاف في السنة، زكاتها مئتين وخمسين ديناراً، فيخرج عن كل سنة من السنوات الماضية مئتين وخمسين، أي ربع العشر، وهو المقدار الواجب للزكاة، وإذا زاد عن العشرة آلاف، فيخرج بقدر الزيادة، وإن نقصت في بعض السنوات سقطت عنه زكاة النقص.
قيمة المال وأهميته
المال زينة الحياة الدنيا، وله أهمية كبيرة في حياة البشر، وأمرنا الله -عز وجل- بحفظ المال، وتوزيعه بشكلٍ مناسب، وعادل بين الأفراد المستحقين له، بإخراج الزكاة والصدقة، بحيث يكفل لكل واحد منهم كفايته، لقوله -تعالى-: (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا) ، فحث الإسلام على أفضل طريقة لجمع المال وكسبه، وهو حق من مال الغني لمستحقيه في أمور الزكاة.
والله -تعالى- جعل المال قياماً للأمة، وينبغي أن يتصرف بتلك الأموال حسب ما أرشده الله -سبحانه- وسيُسأل الإنسان عن ماله فيما اكتسبه وأنفقه، فهو يأخذه من حلال، ويأخذه من حرام، ففيه الطيب وفيه الخبيث، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (تَعِسَ عبدُ الدِّينارِ، والدِّرْهَمِ، والقَطِيفَةِ، والخَمِيصَةِ، إنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وإنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ).
عقوبة تارك الزكاة
الزكاة لها منزلة عظيمة في الإسلام، وهي فريضة أوجبها الله -تعالى- على المسلمين، وذكرت الزكاة في القرآن الكريم ثلاثين مرة؛ لعظم شأنها، قال -سبحانه وتعالى--: (وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا)، وقوله -عز وجل-: (فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)،ونذكر بعض النصوص تبين عقوبة تارك الزكاة فيما يأتي:
- قال -تعالى-: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
- قال -سبحانه-: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾.
- قال-صلى الله عليه وسلم-: (مَن آتَاهُ اللَّهُ مَالًا، فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ له مَالُهُ يَومَ القِيَامَةِ شُجَاعًا أقْرَعَ له زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَومَ القِيَامَةِ).