كيفية جهاد النفس على الصلاة
جهاد النفس
المجاهدة لغة: المحاربة، أمّا مجاهدة النفس اصطلاحاً: فهي أن يعمد المسلم إلى محاربة نفسه الأمّارة بالسوء وعلاجها بالانصياع لأوامر الله -تعالى- حتى ينتهي بها الحال إلى الفلاح والنجاة، ويعدّ جهاد النفس من أفضل أنواع الجهاد حيث قال الله -تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى) ، وممّا تجدر الإشارة إليه أمرين:
- أوّلهما: أنّ النفس البشرية تنقسم إلى ثلاثة أنواع بناءً على صفاتها:
** النفس الأمارة: وهي النفس التي لا تنفك عن أمر صاحبها بالشر والسوء.
** النفس اللوامة: وقد قيل في تعريفها معنيان هما: أنّها النفس التي لا تثبت على حال فتطيع تارة وتعصي تارة أخرى، أو أنّها النفس التي لا تنفك عن لوم صاحبها حال اقتراف الذنب والمعصية.
** النفس المطمئنة : وهي النفس التي يغلب عليها محبة الله -تعالى- وطاعته والإنابة إليه والرضا به.
- ثانيهما: أنّ جهاد النفس له أربع مراتب:
** أوّلها: جهاد النفس على تعلّم دين الله -تعالى-.
** ثانيها: جهاد النفس على العمل بعد تعلّم دين الله -تعالى-.
** ثالثها: جهاد النفس على الدعوة إلى دين الله -تعالى-.
** رابعها: جهاد النفس على صبر أذى ومشقة الدعوة إلى الله -تعالى-.
كيفية جهاد النفس على الصلاة
يجدر بالذكر أولاً أنّ جهاد النفس على الطاعات والصبر عليها نحو الصبر على الصلاة له فضلٌ عظيمٌ عند الله -تعالى- وليس ذلك فحسب، بل سيوفّقه الله -تعالى ويُعينه ويهديه إلى الطريق المستقيم الذي يوصله إلى رضا الله -سبحانه- حيث قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) ، وقال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) ، ويمكن للمسلم مجاهدة نفسه على الالتزام بالصلاة والمحافظة عليها باتباع ما يأتي:
- الصدق مع الله -تعالى-: حيث إنّ صدق العبد مع الله -تعالى- بأن يعينه على الالتزام بالصلاة سببٌ في أن يحظى بتوفيق وعون الله -تعالى- له على الخير والطاعة، حيث قال الله -تعالى-: (فَلَوْ صَدَقُوا اللَّـهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ) .
- استحضار عقوبة ترك الصلاة: فاستحضار المسلم لعقوبة ترك الصلاة، وإجماع العلماء على أنّ تركها يعد أعظم ذنباً وأشد قبحاً من ارتكاب الزنا، والسرقة، والقتل، وشرب الخمر، هذا من شأنه أن يعينه على الحفاظ على صلاته وعدم التفريط والتهاون بها.
- الحرص على مجالسة الصالحين والصحبة الصالحة: ممّا لا شكّ فيه أنّ من فوائد الجلوس إلى الصالحين والاستماع إليهم، إعانة المرء على الطاعة والالتزام بها، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (الرَّجُلُ علَى دينِ خليلِهِ فلينظُر أحدُكُم من يخالِلُ).
- الإكثار من الدعاء والتوجه إلى الله -تعالى-.
فضل جهاد النفس
هناك العديد من الأحاديث النبوية التي أشارت إلى فضل مجاهدة النفس، و الصبر على طاعة الله - تعالى-، ومنها قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ العَبدَ ليَلتمِسُ مَرضاةَ اللهِ، فلا يَزالُ بذلك، فيَقولُ اللهُ لجِبريلَ: إنَّ فُلانًا عَبدي يَلتمِسُ أنْ يُرضيَني، ألَا وإنَّ رَحمَتي عليه، فيَقولُ جِبريلُ: رَحمةُ اللهِ على فُلانٍ، ويقولُها حَمَلةُ العَرشِ، ويقولُها مَن حَولَهم، حتى يقولَها أهلُ السَّمَواتِ السَّبعِ، ثُمَّ تَهبِطُ له إلى الأرضِ)، فيظهر من هذا الحديث أنّ جهاد النفس على الالتزام بالطاعات لنيل رضا الله -تعالى- سببٌ في نيل رحمته ومغفرته -تعالى-.