كيفية توزيع ذبيحة الصدقة
ذبيحة الصدقة
تعتبر الذبيحة بنية الصدقة إن أعطيت للفقراء والمستحقين والمساكين ونحوهم، وقد بيّن بعض العلماء أن ذبيحة الصدقة تعتبر من الذبائح المستحبة لا لوجود نص يدل عليها بل لأنها من الأعمال الحسنة التي يثاب الإنسان عليها لما فيها من الخير العظيم؛ فمن أراد أن يذبح ذبيحة لكي يتصدق بلحمها على الفقراء أو يجعلها إفطاراً للصوام ونحو ذلك؛ فهذا أمر مستحب؛ لعموم أدلة استحباب الصدقة وتفطير الصوام.
وقد ينوي الذابح بهذه الذبيحة التصدق على الفقراء بنية شفائه أو شفاء قريب له مريض، فيتصدق بلحم الذبيحة ويطلب للمريض الدعاء من المتصدق عليه، وليس في هذا نص صحيح إلا أنه من الأمور المشهورة والتي انتفع بها كثير من الناس؛ فالصدقة تكفر الخطايا وترفع الدرجات وتدفع ميتة السوء.
كيفية توزيع الذبيحة إن نواها الإنسان بنية الصدقة؟
ثبت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى)، وبناءً على ذلك فللمسلم له أن يتصدق باللحم كما شاء طالما أنه لم ينذر أن يتصدق بها كاملةً على الفقراء، فقد يأكل منها ويعطي منها للأقارب، ويوزع للفقراء والمساكين، وله أن يتصدق بها كاملةً على الفقراء والمساكين، فالأمر راجع له.
وثبت عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: أنهم ذَبَحُوا شاةً فقالَ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: (ما بَقِيَ منها؟ قلْتُ: ما بَقِيَ منها إلَّا كَتِفُها، قال: بَقِيَ كلُّها غيرُ كَتِفِها)، أي أنها بقيت في الآخرة كلها إلا كتفها، لأنهم تصدقوا بها كلها عدا الكتف؛ والكتف سيأكلونه في الدنيا، أما يوم القيامة فسيجدون ثواب ما تصدقوا به عند الله -تعالى-.
هل ورد نص بالذبح بنية الصدقة؟
لم يخصص الشرع لنا الذبح بنية الصدقة بنص صريح، إلا أنه من الأمور الجائزة التي يثاب عليها المسلم، والصدقة تشمل التصدق بالطعام والثياب والنقود وغيرها، والتنوع في الصدقات والدخول لرضا الله -تعالى من كل باب من أبواب التطوع والأعمال الصالحة والخيرات أمرٌ عظيم يثاب عليه فاعله، وما أجمل أن يُعطى الفقراء من اللحم ليأكلوا منه طوال العام وليس في وقت العيد فقط.
والإنسان المسلم حينما يتصدق وهو صحيح تميل نفسه للإمساك بالمال؛ خشية الفقر ورغبةً بالغنى لأنه يأمل البقاء في الدنيا، أعظم درجةً وأفضل من المسلم الذي يتصدق عند اقتراب أجله وقد بلغت الروح الحلقوم، فقال تصدقوا لفلان وفلان من الفقراء.
وهذا ما جاء في الحديث الشريف عندما سُئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أعظم الصدقة أجراً فيما يتعلق بالوقت الذي تكون فيه الصدقة أعظم من غيرها من الأوقات فقال -صلى الله عليه وسلم-: (أَنْ تَصَدَّقَ وأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الفَقْرَ، وتَأْمُلُ الغِنَى، ولَا تُمْهِلُ حتَّى إذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ لِفُلَانٍ كَذَا، ولِفُلَانٍ كَذَا وقدْ كانَ لِفُلَانٍ).