كيفية توالد الخفاش
توالد الخفافيش
الخفافيش من الثّدييات ، لذلك فهي تلد صغاراََ حيّةً، وتُعدّ المعلومات المتوفّرة عن دورة حياة الخفافيش محدودةً نوعاََ ما لتنوّعها وانتشارها، فبعض إناث الخفافيش تكون أحاديّة الدّورة النزويّة؛ أي أنّها تمرّ بفترة خصوبة مرّةً واحدةً في العام، كما يوجد إناث ثنائيّة، ومتعدّدة الدّورات النزويّة.
معظم الخفافيش تلد جرواً واحداََ، أمّا أنثى الخفاش البنيّ الكبير فقد تلد توأماََ، ويتراوح عدد الجراء التي تُولَد لأنثى الخفاش الأحمر الشّرقيّ ما بين 1-4 جراءٍ.
كيف يجذب الذكر الأنثى؟
تتعدد أساليب جذب ذكر الخفاش لأنثاه ومنها ما يأتي:
الغناء
يغنِّي بعض الخفافيش مثلما يغني البشر والطيور، وتستخدم الخفافيش هذه النغمات أثناء الغزل والتزاوج، حيث تصل ا لنغمات الصوتية التي تُصدرها لأعداد كبيرة جداً في ليلة واحدة، فعلى سبيل المثال يُطلق أحد أنواع الخفافيش ما يقارب الـ 100,000 أغنية كل ليلة .
في الغابات البدائية تتجمع الذكور كل ليلة في مناطق معينة والتي عادةً ما تكون فتحة في شجرة أو غصن كبير وتقوم باستعراض مهاراتها الغنائية، لتنجذب الإناث إليها وتتم عملية التزاوج، وفي بعض الحالات تتشارك مجموعة صغيرة من الذكور الأكبر حجماً في التناوب على عملية الغناء؛ لجذب عدد أكبر من الإناث والحصول على زيارات أكثر منهن.
بناء منزل لجذب الأنثى
تسعى الخفافيش لبناء منازل جميلة لجذب الإناث، فعلى سبيل المثال يُمضي خُفّاش الفاكهة ذو الأنف القصير شهرًا أو أكثر في نحت تجويف عميق داخل جذع شجرة الأشوكا، وقبل البدء في نحت التجويف، يقوم بإزالة أوراق الشجر التي تُغطي جذع الشجرة عن طريق مضغها، وذلك تحديداً حول المكان الذي يود أن ينحت التجويف فيه.
وعندما ينتهي الخفاش من تجهيز منزله بالكامل، ي لعق فتحة المنزل لجذب المزيد من الإناث أو لتخويف الذكور الآخرين، ويهتم هذا النوع من الخفاش في بناء منزله بجعله عميقًا قدر المستطاع، حتى يتمكّن من حماية أنثاه والدفاع عنها.
الروائح الجاذبة للإناث
يتواصل البشر فيما بينهم عن طريق حاسة البصر، ولكن عند بعض الخفافيش يكون الأمر مختلفًا، حيث يتم التواصل بينهم من خلال حاسة الشم، والتي تُستخدم أيضًا في التزاوج.
تتميز أجنحة الخفافيش بوجود أكياس صغيرة تحتوي على مزيج بين البول وإفرازات جسدية أخرى ، فعند تحريك الذكور أجنحتها أمام الإناث بُغية المغازلة والتزاوج؛ يؤدي ذلك إلى تناثر الرائحة منها، بحيث تستطيع الإناث من خلال هذه الرائحة تمييز الحالة الصحية والاجتماعية للذكر المُغازل قبل اتخاذ قرار قبول التزاوج أم لا.
إطعام الإناث
توجد علاقة قوية بين التغذية والتزاوج لدى الخفاش، فمثلاً يُقايض خفاش الفاكهة المصري مع أنثاه الطعام مُقابل التزاوج، وذلك وفقاً لدراسة أُجريت على الخفاش المصري نُشرت في مجلة كارنت بيولوجي (Current Biology) عام 2019م.
كما لاحظ الباحثون أيضًا أنّ إناث خفافيش الفاكهة غالباً ما تخطف الطعام من أفواه أقرانها الذكور، دون أن يبدي الذكر أيّ علامة من علامات الاستياء، وبمزيد من التقصي؛ وجد الباحثون أنّ ذكور الخفاش تسمح للإناث بتناول نسبة من الطعام الخاص بهم شريطة ممارسة الجنس وإنجاب ذرية جديدة.
مواسم تزاوج الخفافيش
يحدث تزاوج الخفافيش في فصل الربيع في الفترة ما بين قرب نهاية نيسان وبداية أيار، أي عندما يصبح الطقس دافئاً ولطيفاً، وفي حال حدث التزاوج خلال فترات الطقس الباردة وقامت الذكور بتلقيح الإناث، ستقوم الإناث بتخزين الحيوانات المنويّة، حتى يتحسّن الطقس ويصبح دافئًا، حينها تحدث الإباضة وتُستخدَم الحيوانات المنويّة المخزنّة لتخصيب البويضة وذلك في نهاية حزيران تقريباً.
وهنالك أنواع أخرى من الخفافيش التي تقوم بعملية التزاوج خلال فترة الخريف، وبالأخص خلال شهري أيلول وتشرين الأول، وينتهي التزاوج عند نهاية شهر تشرين الأول، لتبدأ الخفافيش بالاستعداد لفترة سباتها الأولى.
ولادة إناث الخفافيش
تلد أنثى الخفاش وهي معلقّة من قدميها، وتمسك الجرو الوليد بجناحيها لتفادي سقوطه على الأرض، ويتراوح وزن الخفاش الوليد ما بين 0.22-370غ، ويكون مغلق العينين، وجسمه خالياً من الشّعر. تبدأ الخفافيش بتعلّم الطّيران ما بين الأسبوع الثّالث إلى الأسبوع السّادس من ولادتها اعتماداََ على النّوع.
وتستمرّ فترة الرّضاعة ما بين شهرين إلى ستة أشهر، ويتعلق الخفاش الصغير بأمه بواسطة مخالبه الحادّة، أو بأسنانه، ويمكن للأم أن تُميّز صغارها من ضمن ملايين الخفافيش الأخرى التي توجد في المستوطنة من صوتها ورائحتها، ولا يشارك الأب عادةً في رعاية الصّغار، باستثناء الأنواع التي تعيش ضمن مجموعات صغيرة.
دورة إخصاب الخفافيش
تتميّز دورات الإخصاب للخفافيش التي تبيت بياتاََ شتوياً بأنّها متقطعّة؛ فهي تحتاج أن تكتسب وزناََ إضافياََ قبل دخول فصل الشّتاء؛ لتتمكّن من العيش أثناء شهور البيات الشّتوي.
ولأنّ الصّيف يكون قصيراََ في بعض الأماكن بحيث لا يكفي للحمل، والولادة، والرّضاعة، والفطام، وتسمين الصّغار قبل حلول فصل الشّتاء، تتزاوج الخفافيش قبل موعد البيات الشّتوي، وتخزّن الأنثى الحيوانات المنويّة في رحمها، وقناة البيض، وبعد أن تنتهي فترة البيات الشّتوي تحدث الإباضة وتُستخدَم الحيوانات المنويّة المخزنّة لتخصيب البويضة.
في بعض أنواع الخفافيش ومنها خفاش الثعلب الطّيّار يحدث التّزاوج في فصل الخريف، ويحدث بعدها الإخصاب مُباشرةََ، وتمرّ البويضة المُخصَّبة بعدّة انقسامات، ثمّ تدخل في طور من السّكون، ولا تنزرع في الرّحم إلا بعد انتهاء فترة البيات الشّتويّ.
مدّة حمل إناث الخفافيش
تتراوح مدة حمل إناث الخفاش ما بين 40 يوماََ إلى 10 أشهر باختلاف النّوع، ووفرة الغذاء، وفي معظم الأنواع تهاجر الإناث الحوامل في فترة متقدّمة من الحمل إلى مستوطنات خاصّة تضمّ أعداداََ كبيرةً من الإناث الحوامل.
ويُعتقَد أنّه يتمّ اختيار هذه المستوطنات لأنّها أكثر دفئاََ من المستوطنات الأخرى، ويمكن تفسير ارتفاع درجة حرارة هذه المستوطنات بأنّها تستمد حرارتها من الشّمس، أو لاحتوائها على كميّة كبيرة من فضلات الخفافيش (الذّرق) المتحلّلة.