كيفية التخلص من السهو وعدم التركيز في الصلاة
تعريف الخشوع في الصلاة
إن الخشوعَ في الصلاةِ هو انكسارُ القلبِ وخضوعهُ لله -سبحانهُ وتعالى-، وهو أن يُدرِك المُصلي ويتفاعل مع ما يقرؤه من آيات القرآن الكريم، ومع التسابيح و الأدعية في الصلاة ، فعليه أن يستشعر أن مفهوم الصلاة لله هو حُسن الصلةِ مع الله -سبحانهُ وتعالى-، كما قيل إن الخشوعَ في الصلاة هو بمثابة الروح من الجسد، فصلاةٌ من غير خشوع كجسدٍ بلا روح.
كيفية التخلص من السهو وعدم التركيز في الصلاة
إن الصلاة من العبادات التي يجب أن يكون كل كيان المؤمن حاضرًا فيها، فيجب أن يعي ويتدبر كل ما يقوله في الصلاة لأنه بذلك يتحصّل على الأجرِ العظيم ويحقق صفات المؤمنين التي ذكرها الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز، حيث قال: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ).
ولكن الإنسانَ معرَّضٌ لأن يسهو أو يفقد تركيزهُ في الصلاة، لكنهُ يجب أن يحاول ويجتهدَ في أن يخشعَ في صلاته، ويتمُّ ذلك عن طريق تطبيق هذه الأمور التي تعينه على التخلّص من السهو وعدم التركيز في الصلاة، وهي كما يلي:
- أن يُدركَ المصلّي أن وقت الصلاة معناه لقاءٌ مع الله -سبحانهُ وتعالى-: وهذه من أهم الأسباب التي تُعينُ الإنسان على الخشوعِ والخضوع في الصلاة.
- أن يستشعر المُصلّي أنّه عند الشروع في الصلاة فإنه في حديثٍ مع الله سبحانهُ وتعالى.
- أن يعقد النيّة ويُخلص فيها وأن يستعيذ من الشيطان الرجيم.
- أن يُحاول أن يتدبّر آيات القرآن الكريم ويستحضر ويفهم معانيها ومراميها.
- أن يغيّر من الآيات والسور في كل صلاةٍ يُصلّيها، وذلك يُساعدُ بشكلٍ كبير الخشوع في الصلاة .
- ألا يلتفت في صلاته، ولا يهتم بما حوله، وعليهِ أن ينظُرَ إلى موضعِ سجودهِ، وأن يجتهد في التركيز في كل صلاته.
- على المصلّي أن يرفعَ صوتهُ قليلًا بحيث أن يُسمع نفسهُ قراءته ويُراعي في ذلك ألا يُزعج من بجواره في قراءته.
- يجب على المصلّي أن يمنع التثاؤب في الصلاة بقدر الاستطاعة، لأنهُ من الشيطان، وهدف الشيطان أن يُفسدَ على المُسلم صلاته.
- عدم الاستعجال في أداء الصلاة، وذلك بأن يتأنّى المُسلم في قراءة القرآن ويحرص على الاطمئنان في الركوعِ والسجودِ والقيام، فذلك أدعى لإتقان الصلاةِ والخشوعِ فيها.
- ألا يلتفت المصلّي إلى الوساوس والأمور التي تدعو إلى التشكيك في الصلاة أو في الوضوء، فهذه تُساعد على تشتيت المصلي، وعدم الخشوعِ في الصلاة.
أقسام الناس في الخشوع في الصلاة
إنَّ النّاس في خشوعهم في الصلاة عدةُ أقسام، وسأقتبسُ من كلام الشيخ سعيد القحطاني ذلك حيث ذكر في كتابه، أنهم على خمسة أقسام، وهم كما يلي:
- القسم الأول: مرتبة الظالم لنفسه المُفرِّط: وهو الذي انتقص من وضوئها، ومواقيتها، وحدودها، وأركانها.
- القسم الثاني: من يحافظ على مواقيتها، وحدودها، وأركانها الظاهرة، ووضوئها، لكن قد ضيّع مجاهدة نفسه في الوسوسة، فذهب مع الوساوس.
- القسم الثالث: من حافظ على حدودها، وأركانها، وجاهد نفسه في دفع الوساوس ، فهو مشغول بمجاهدة عدوِّه؛ لئلا يسرق صلاته، فهو في صلاةٍ وجهاد.
- القسم الرابع: من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها، وأركانها، وحدودها، واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها؛ لئلا يضيع شيئاً منها.
- القسم الخامس: من إذا قام إلى الصلاة قام إليها، وقد أخذ قلبه، ووضعه بين يدي الله تعالى، ينظر بقلبه إليه، مراقباً له، ممتلئاً من محبته وعظمته، كأنه يراه ويشاهده.