كيفية الاستعداد الروحي لشهر رمضان
الشوق لرمضان
حينما يعلم المسلم ما أعد الله -تعالى- للمسلمين في شهر رمضان من المغفرة والعتق ورفع الدرجات، يبدأ بتهيئة نفسه للصيام والقيام والعبادات المختلفة، ويوطن نفسه على الابتعاد عن المعاصي في رجب وشعبان.
وبذلك سيشتاق لتلك الأيام الروحانية ويتهيأ لاستقبال رمضان وكأنه ضيف محبوب جاء بعد اشتياق، قال ابن رجب: "كان بعض السلف يدعون قبل رمضان بستة أشهر أن يبلغهم الله إياه، ثم يدعون الله بعد انقضاء رمضان ستة أشهر أخرى أن يقبل الله أعمالهم التي عملوها فيه".
التوبة
تستعد الروح لاستقبال شهر رمضان بأن يتوب المسلم إلى الله توبةً صادقة مستوفيةً لشروطها، مع كثرة الاستغفار؛ فلعل الله -تعالى- يطهر القلب؛ ليُقبل على الله -تعالى- في شهر رمضان بقلب سليم، غير متمسك بمعصية ولا مدمن على ذنب سواء كان صغيرًا أو كبيرًا.
الدعاء والأعمال الصالحة
لقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يكثر من الأعمال الصالحة في شعبان، فكان كثير الصوم فيه، وكان السلف -رضوان الله عليهم- يكثرون الدعاء والأعمال الصالحة قبل رمضان ليتهيؤوا لاستقباله، و صيام شعبان كالتمرين لصيام رمضان، كما ينبغي أن يقضي الإنسان جميع ما عليه من صوم واجب قبل قدوم رمضان، وتنظيم الوقت ليكون قادرًا على استغلال رمضان أعظم استغلال في الطاعات والأعمال الصالحة.
التدريب على تعظيم الشعائر
من أكثر الأشياء التي تضر العبد أن يلهو في الدنيا ويغفل قلبه عن الشعائر المعظمة، فلا يوقر هذه الأيام العظيمة ولا يحفظ حرمتها، فكثير من الناس يبدؤون بالقلق قبل رمضان من مشقة الصيام والتعب الذي سيتعبونه في الصيام، ويتململون من طول الشهر وصعوبة الصوم، والأولى أن يعظموا حرمات الله، ويتقوّوا ب الصبر والعزيمة والإيمان بعظيم الأجر الذي ينتظرهم جزاءً لصومهم وعبادتهم.
الحذر من قطاع الطريق في رمضان
يستعد الذين يتبعون الشهوات بإعداد الكثير من المسلسلات والفوازير، والأفلام وغيرها، مما سيعرض في رمضان، والمسلم الفطين يتبع أوامر الله -تعالى- ويحذر من هؤلاء المفسدين، ويرجو من الله -تعالى- أن يعصم قلبه عن كل ما لا يرضيه، وخصوصًا في هذا الشهر الفضيل تعظيمًا لحرمات الله.
الحد من سلطان الشهوات
إن ما يفعله المسلمون اليوم من التفنن في الإعداد لشهر رمضان المبارك بتخزين الكثير من الأطعمة والمشارب إنما هو من الإسراف الذي ينبغي الاحتراز منه، ويجب الاقتصاد على ما هو معتاد لديهم بباقي الشهور وإنفاق الباقي للفقراء والمحتاجين، وطرق البر والإحسان الأخرى.
ولو أن كل غني من المسلمين تكفل بجار له فقير لأضاف إلى قربة الصوم قربة أخرى عظيمة وهي الإحسان إلى الفقراء والمعدمين، فيتقرب المسلمين من بعضهم البعض، ويشعر المسلمين بأنهم وحدة واحدة وأن شهر رمضان شهر كريم، ليس بذاته فقط بل بكرم المسلمين فيه أيضًا.