كيف يمكن رفع درجة حرارة الجسم
انخفاض درجة حرارة الجسم
يُحافظ الجسم على درجة حرارته ثابتة نسبياً في الظروف الصحيّة؛ بحيث تبلغ حوالي 37 درجة مئوية، وقد يُعاني الإنسان من انخفاض درجة حرارة الجسم خاصّة إذا كانت البيئة المُحيطة بالشخص شديدة البرودة أو إذا كان الجسم غير قادر على إنتاج حرارة كافية، وتتمثل هذه الحالة بانخفاض درجة حرارة الجسم إلى ما دون المستوى الآمن، وقد يكون هذا الانخفاض قاتلاً؛ خاصّة في حال عانى من هذه الحالة الأطفال الرضّع أو كبار السنّ، وبحسب إحصائيّات الولايات المتحدة بلغ عدد الوفيّات الناجمة عن انخفاض درجة حرارة الجسم بين عاميّ 2003 و2013 حوالي 13400 شخص.
كيفية يمكن رفع درجة حرارة الجسم
يعتمد علاج انخفاض حرارة الجسم على حالة المريض، وفي الحقيقة يندرج تحت العلاج بندان رئيسيّان؛ ألا وهما الإسعافات الأولية والعلاجات الطبيّة، وفيما يلي بيان لكلٍ منهما:
الإسعافات الأولية
تتمثل الإسعافات الأولية باتّباع مجموعة من الإجراءات الواجب اتّخاذها عند التّعامل مع الشخص الذي يُعاني من انخفاض في درجة الحرارة، ويُمكن بيان هذه الإجراءات على النّحو الآتي:
- مُعاملة الشخص بِرفق: يُنصح بمُعاملة الشخص الذي يُعاني من انخفاض الحرارة الحادّ بِرفق؛ بحيث يتوجّب عدم تحريكه إلّا للضرورة، وعدم تدليكه، وعدم فرك جسمه، إذ إنّ الحركات العنيفة، أو القوية قد تؤدي إلى الإصابة بالسكتة القلبية .
- وضع الشخص في مكان دافئ: يُنصح بإبعاد الشخص عن الأماكن الباردة، وفي الحالات التي يتعذّر فيها نقل الشخص من مكانه فيُنصح بتغطيته في محاولة لحمايته من تأثير البرودة والرياح، كما يُنصح أيضاً بالحفاظ على وضعية الجسم بشكلٍ أفقيّ قدر المُستطاع.
- إزالة الملابس الرطبة: مع الأخذ بعين الاعتبار محاولة عدم تحريك الشخص أكثر من اللازم حتّى وإن تطلّب الأمر تمزيق الملابس في محاولة لخلعها.
- تغطية الشخص بالبطّانيات: يُنصح باستخدام عدّة طبقات من البطّانيات أو الأغطية الجافة لتدفئة الشخص، مع الحرص على تغطية رأسه وترك الوجه مكشوفاً.
- إبعاد الشخص عن الأرض الباردة: في الحالات التي يكون فيها الشخص في الخارج، يُنصح بمُحاولة جعلِه مُستلقياً على بطّانية أو أيّ سطحٍ دافئ.
- مراقبة التّنفس: يُنصح بمُراقبة العلامات الحيويّة كنبض القلب والتّنفس لدى الشخص الذي يُعاني من انخفاضٍ حادّ في حرارة الجسم، وفي الحالات التي يظهر فيها توقّف التّنفس أو انخفاضه عن المعدل الطبيعيّ يُنصح بالبدء بإجراءات الإنعاش القلبي الرئوي في حال امتلاك القدرة والمهارة للقيام بذلك.
- تناول المشروبات الدافئة: يُنصح بتقديم المشروبات الدافئة السكريّة الخالية من الكحول أو الكافيين بهدف تدفئة جسم الشخص إذا كان واعياً وقادراً على بلع الأطعمة والمشروبات.
- استخدام الكمادات الدافئة والجافة: إذ يتمّ تطبيق هذه الكمّادات على الرقبة، والصدر، وبين الفخذين، مع الحرص على تجنّب تطبيقِها على الأيدي أو الأقدام، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا النّوع من الكمّادات يتوافر في حقيبة الإسعافات الأوليّة أو يُمكن تحضيرها من خلال استخدام زجاجة بلاستيكية مملوءة بالماء الدافئ أو منشفة دافئة بعد القيام بتجفيفها، وتجدر الإشارة إلى ضرورة تجنّب تعريض الشخص لمصدر حراريّ بشكلٍ مُباشر.
العلاجات الطبية
اعتماداً على شدّة الانخفاض في درجة الحرارة قد يتمّ إخضاع المريض لإحدى الطُرق التي تُصنّف تحت مفهوم العلاجات الطبيّة الطارئة، وقد يتطلب الأمر في بعض الحالات استخدام أكثر من طريقة علاجية في الوقت ذاته:
- إعادة تدفئة الدم: يُلجأ لهذا الإجراء في حالاتٍ محدّدة، ويقوم مبدأ هذا العلاج على سحب الدم وتدفئته ومن ثمّ إعادته إلى الجسم ليسري في الأنحاء المُختلفة منه، وقد يتمّ تطبيق ذلك باستخدام آلة غسيل الكلى ، ويتطلّب الأمر في بعض الحالات استخدام أجهزة مُجازة القلب (بالإنجليزية: Heart bypass machines).
- سوائل التدفئة الوريدية: إذ تستدعي بعض الحالات حقن محلول ملحيّ في وريد الشخص المصاب بهدف تدفئة الدم .
- إعادة تدفئة المسالك الهوائية: يتمّ هذا الإجراء بضخّ الأكسجين المرطِّب عبر قناعٍ أو أنبوبٍ أنفيّ.
- الإرواء: (بالإنجليزية: Irrigation)، ويتمثل ذلك بإدخال محلول ملحي دافئ في مناطق مُعينة من الجسم من خلال القسطرة بهدف تدفئتها، ومن الأمثلة على هذه المناطق تجويف الصّفاق (بالإنجليزية: Peritoneal cavity) أو الجنبة (بالإنجليزية: Pleura) التي تُمثل المنطقة المُحيطة بالرئتين .
أسباب انخفاض درجة حرارة الجسم
ذكرنا سابقاً أسباب انخفاض حرارة الجسم بشكلٍ مُختصر، وعند التطرّق للتفاصيل نُشير إلى أنّ التعرّض للطقس البارد أو البقاء في الماء البارد لفترة طويلة يُمثل سبباً رئيسيّاً لانخفاض درجة حرارة الجسم، إذ إنّ هذه الظروف تتسبّب بفقدان الجسم لكمية من الحرارة أكثر من تلك التي يُنتجها، كما أنّ فقدان الجسم لقدرته على إنتاج الحرارة بشكلٍ مُناسب من شأنه أن يُحدث انخفاضاً سريعاً وملحوظاً في الحرارة ويُعتبر ذلك أمراً خطيراً، وفي الحقيقة هُناك العديد من عوامل الخطر التي من شأنها أن تزيد خطر الإصابة بانخفاض الحرارة، نذكر من هذه العوامل ما يأتي:
- العمر، إذ يُعتبر الرّضع وكبار السنّ هم الأكثر عُرضةً للإصابة بهذه الحالة كما ذكرنا سابقاً.
- الإصابة بالخرَف أو الأمراض العقليّة؛ كالفـُصام (بالإنجليزية: Schizophrenia) أو الاضطراب ثنائي القطب (بالإنجليزية: Bipolar disorder).
- تناول الكحول أو تعاطي المُخدّرات.
- الإصابة بأمراض مُعينة؛ كقصور الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism)، أو التهاب المفاصل (بالإنجليزية: Arthritis)، أو الجفاف، أو مرض السّكري، أو مرض باركنسون (بالإنجليزية: Parkinson’s disease)، إذ إنّ هذه الحالات تؤثر في قدرة الجسم على الحفاظ على درجة حرارة مناسبة، وتجدر الإشارة إلى أنّ العديد من الحالات الأخرى من شأنها أن تتسبّب بفقدان الجسم للإحساس؛ ومنها السكتة الدماغية، أو إصابات الحبل الشوكي، أو الحروق، أو سوء التغذية.
- تناول أنواع مُعينة من الأدوية؛ مثل مضادات الاكتئاب ، والمهدئات، ومُضادات الذِهان.
- العيش في مناطق ذات درجات حرارة مُنخفضة.