هل النفسية لها دور في تأخر الدورة
تأخُّر الدورة الشّهريّة
إن تأخُّر الدورة الشّهرية عن وقتها المُعتاد يعدُّ أمراً مُقلقاً لكثير من النّساء٬ إنّ هنالك العديد من مُسبّبات تأخُّر الحيض أو الدورة الشّهرية٬ ولكن هل يمكن أن يُسبّب القلق أو الحالة النفسيّة السيئة تأخُّراً في الدّورة عند النِّساء؟ سنُبيّن خلال هذا المقال أثر تراجُع الحالة النّفسية للمرأة على موعد دورتها الشّهرية.
تأثيرات القلق النّفسي أو التّوتُّر على الجِسم
إنّ القلق النّفسي قد يكون مزعِجاً بالنسبة لجسم المرأة أو حتّى لدورتها الشهريّة٬ فعلى الرُّغم من أنّه مهمٌّ للإنسان فهو يدفعه لتحدّي ظروف الحياة٬ والتّحسين منها٬ إلّا أنّه يُحدِث تأثيراً على الصحّة النفسيّة والجسديّة لجسم المرأة٬ أو جِسم الإنسان بشكِلٍ عام٬ فالجِسم يتحسّس من أي اضطِرابات غير مُتوقّعة٬ فالإفراط في القلق أو التّوتُّر يُمكنُه التأثير على الجِهاز الهضمي٬ ويُسبّب أعراض الإجهاد مثل: الإسهال٬ وكثرةِ التّبوُّل٬ وآلام البطن٬ كما قد يُؤثّر على الجِهاز الرِئويّ فيُسبّب سُرعة في التّنفُّس.
إنّ أهمُّ ما في الأمر أنّ للتوتُّر والقلق النفسيّ أثراً على الجِهاز التّناسُليّ عند الأنثى٬ فيتأخّر حيضُها٬ أو حتّى يُمكن أن يغيب٬ فلا تحيض لشهر أو أقل أو أكثر٬ وفي حال زاد التّوتُّر النفسي أو القلق فقد يتوقّف جهازُها التناسُلي عن العمل لفترة مؤقّتة٬ وهذا العارِض يُسمّى انحِباس الطّمث، فإذا تعرّضت المرأة لهذا النوع من الاضطراب أو العارِض المُسمّى بانحِباس الطمث لعدّة شهور عليها مُراجعةُ الطّبيب ليقوم بالإجراءات اللازمة من الفحوصات والتحقّق من الهرمونات٬ والحمِل٬ والأورام٬ وتراجُع نِسب الهرمونات٬ وعوامِل أُخرى قد تؤثر على تأخّر الدورة الشهريّة٬ حتّى يتأكّد تماماً إذا كان السّبب الحقيقي وراء انحِباس الطّمث هو التوتُّر أو القلق النفسي أم لا٬ ويتعامَل الطبيب مع المريضة على أساس هذا العامِل.
العودة لمسار الدورة الشهريّة الطبيعيّة
إنّ التوتُّر أو القلق النّفسي لهُ أهميّة كبيرة في التأثير على الجزء المسؤول عن إنتاج الهرمونات في الجِسم٬ لهذا تتراجع نِسب هُرمونات الأنثى بوجود التوتُّر أو القلق أو تراجُع الحالة النّفسيّة٬ والذي قد يُؤثِّر بدورهِ على تأخُّر الدّورة الشّهريّة .
إنّ التقليل من التّعرُّض للتوتّر أو التخلُّص منهُ لهُ دور فعّال في عودة الدورة لمسارها الطّبيعي؛ فيُستحسن للمرأة زِيارة استشاريّ نفسيّ٬ أو تناوُل أدوية مُضادّة للتّوتُّر والقلق تحت استشارة طبيب مُختصّ، وفي كُلّ الحالات فإنّهُ يَستحيل التخلُّص من التوتُّر أو القلق والقضاءُ عليهِ بشكل كُلّيّ٬ ولهذا يُفضّل إيجاد طُرقٍ صحيّة للتّعامُل مع التوتّر أو القلق الذي تواجِهُهُ المرأة يوميّاً٬ حتّى لا يعبث في الوظائِف الطبّيعيّة للجِسم ويُؤثِّر عليها سلباً.