كيف يكون الدعاء للميت
الدعاء للميت
شرع الله -سبحانه وتعالى- الدعاء في كلّ الأوقات والأحوال، وحثّ المسلم على الدعاء لنفسه وغيره من الناس، ومن جملة الدعاء؛ أن يدعو المسلم لمن مات من المسلمين، ويكون الدعاء للميت أثناء أداء صلاة الجنازة عليه، وبعد دفنه، وفي أي وقتٍ آخر؛ رجاء مغفرة الله -تعالى- له ورحمته، وفيما يأتي تفصيلٌ لما يُقال من الأدعية للميت، وبيانٌ لما يتّصل بالدعاء من آدابٍ ونحوها.
الدعاء للميت أثناء الصلاة عليه
يجب على المسلمين المؤدّين لصلاة الجنازة أن يدعوا للميت فيها، وذهب المالكيّة والشافعيّة والحنابلة إلى القول بأنّ الدعاء للميت ركنٌ في صلاة الجنازة، فيدعوا المصلون للميت بعد التكبيرة الثالثة من تكبيرات صلاة الجنازة، وأمّا ما ورد من الأدعية للميت، فآتيًا ذكر عددٍ منها:
- (اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ).
- (اللَّهُمَّ اغفِر لحيِّنا وميِّتِنا وصغيرِنا وَكبيرِنا وذَكَرِنا وأنثانا وشاهدِنا وغائبِنا اللَّهُمَّ مَن أحييتَه منَّا فأحيِهِ علَى الإيمانِ ومَن تَوفَّيتَه مِنَّا فتوفَّهُ على الإسلامِ اللَّهُمَّ لا تحرِمنا أجرَه ولا تُضِلَّنا بعدَه).
- (اللَّهُمَّ عَبدُكَ، وابنُ أمَتِكَ، احتاج إلى رَحمَتِكَ، وأنت غَنيٌّ عنْ عَذابِه، إنْ كان مُحسِنًا فزِدْ في إحسانِه، وإنْ كان مُسيئًا فتَجاوَزْ عنه).
الدعاء للميت بعد دفنه
ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه كان يدعو للميت بعد دفنه بالثبات عند سؤال الملكين له في قبره، ويحثّ أصحابه -رضي الله عنهم- أن يدعوا بذلك، كما روي أنّه: (كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا فرغَ مِن دفنِ الميِّتِ وقفَ علَيهِ، فقالَ: استغفِروا لأخيكُم، وسَلوا لَهُ التَّثبيتَ، فإنَّهُ الآنَ يُسأَلُ)، كما يُشرع الدعاء له بكل معان الخير؛ كطلب العفو والمغفرة له، وأن يكون من أهل الجنة.
الدعاء عند زيارة القبور
رُوي عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه كان يدعو عند دخول المقابر فيقول: (السَّلَامُ علَى أَهْلِ الدِّيَارِ، وفي رِوَايَةِ زُهَيْرٍ: السَّلَامُ علَيْكُم أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وإنَّا، إنْ شَاءَ اللَّهُ لَلَاحِقُونَ، أَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمُ العَافِيَةَ).
آداب الدعاء
يستحبّ للمسلم عند التوجّه إلى الله -تعالى- أن يلتزم بجملةٍ من آداب الدعاء ، وفيما يأتي ذكر جملةٍ منها:
- الإلحاح في الدعاء مع اليقين بالإجابة.
- الابتعاد عن الشرك الأصغر؛ كأن يدعو بجاه وليٍّ من أولياء الله أو مكانٍ أو أي شيء غير وارد في السنة.
- أن يُثني على الله -تبارك وتعالى- والصلاة على الرسول -عليه الصلاة والسلام- كما كان يفعل عليه السلام.
- أن يختم بالصلاة على رسول الله.
- الإخلاص في الدعاء وحضور النية مع الخشوع.
- الدعاء في جميع أحوال المسلم سواء في النعمة أو الشدة.
- ألّا يدعو بإثم أو منكر.
أوقات وأنواع الدعاء المستجاب
خصّت النصوص الشرعيّة أوقاتًا وأحوالًا يُتحرّى فيها إجابة الدعاء ، ومنها ما يأتي:
- دعوة الوالد لولده أو على ولده.
- دعوة المظلوم.
- دعاء المسافر.
- الدُعاء بين الأذان والإقامة.
- دعوة الصائم.
- الدُعاء في ساعة من يوم الجُمعة.
- الدُعاء وقت نزول المطر.
- الدُعاء وقت السحر في الثُلث الأخير من الليل.
- دعوة المُضطر.
- دُعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
أسباب استجابة الدعاء
إنّ من الأمور ما تكون سببًا -بإذن الله تعالى- لإجابة الدعاء، ومنها:
- كثرة الأعمال الصالحة.
- أن يدعو الله باسمه الأعظم أو بأسمائه الحسنى وصفاته العلى.
- التقرب إلى الله بكثرة النوافل.
- أن يدعو لإخوانه المسلمين والمؤمنين.
- تحري أوقات الإجابة.
- أن يدعو الله تعالى في كل شأنه.