كيف يعيش الإنسان في الجنة
كيف يعيش الإنسان في الجنة
الفرق بين العيش في الدنيا والعيش في الجنة
يعيش المؤمن في الدّنيا بحالٍ مختلف عن عيشه في الجنّة، وبيان هذه الفروقات فيما يأتي:
- يعيش الإنسانُ في الجنّةِ حياةً خالدةً بلا موت؛ إنَّ الموتَ هو البلاءُ الأعظم الذي ابتُليَ بهِ بني آدمَ في الدنيا، وإنّ أبزر البشائر التي بُشّرِ بها المؤمنون الصالحون أنّ الجنّة دارُ استقرارٍ وخلودٍ لا يموت من دخلها أبداً، إذ قال الله -عزّ وجل- في كتابه الكريمِ واصِفاً حالَ المتقينَ في الجنّة: (لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ)، والمقصودُ بالموتة الأولى هنا هو موتة الدّنيا، فلا يأتي على الإنسان سِواها.
- وقد بشّرَ بذلك نَبيُّ الله محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- فيما رواهُ أبو هريرة -رضي الله عنه- عنه -صلى الله عليه وسلم-: (يُقالُ لأهْلِ الجَنَّةِ: يا أهْلَ الجَنَّةِ خُلُودٌ لا مَوْتَ)، وجاء عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بأنَّه يُؤتى بالموت يوم القيامة على هيئة كبشٍ فيُذبح، ويُقال لأهل الجنّة خلود لا موت، ولا تعب ولا شقاء ولا ملل في الجنّة، فإما خلود في الجنة أو في النار -والعياذ بالله-.
- الجنّة دارٌ لا تَفنى؛ والفناءُ صفةٌ من النّقصِ يَتّصفُ بها كلُّ ما في الدّنيا من مخلوقاتٍ ومتاع، وكلُّ ما في الجنّة يَمتنع عن هذا الوصف، فالجنّة إن كانت دارَ خلودٍ فإنّها دارُ بقاءٍ لا دارُ فناء، فهيَ باقيةٌ إلى أبدِ الآبدينَ، بما فيها من خيراتٍ دائمة، وقد أخبرنا بذلك الباري -جلَّ جلاله- في مواضعَ عديدةٍ من كتابه الكريم، فقال -تعالى-: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّـهِ حَقًّا).
- فكان هذا وعدٌ من الله -تعالى- بالبقاء في الجنّة أبداً لِمن يَدخلها، ثمّ وعدهم أن لا يُخْرَجوا منها بأي حالٍ من الأحوال، فقال -جلّ وعلى-: (لا يَمَسُّهُم فيها نَصَبٌ وَما هُم مِنها بِمُخرَجينَ)، ثمّ أكّدَ هذا المعنى لِما سينالهُ الصّالحون من خيراتِها، فقال -تعالى-: (وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ* لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ)، فكانَ ذلك ثابتاً بنصِّ القرآنِ الكريم وإجماعِ العلماءِ ، ولم يُعرَف مُخالفاً لذلك على مرّ الزمانِ والمكانِ قط.
- الجنّةُ دارُ مأمنٍ وأمانٍ من أيِّ نقصٍ أو حرمانٍ؛ إن كانَ الواحدُ منّا في الدّنيا تُتعبه حاجاته، ويصِلُ ليلهُ بنهاره سعيّاً في تحقيق حياةٍ كريمةٍ له ولأولاده سدّاً لحاجاتهم وتحقيقاً لمطالبهم، فإنّه في الجنّة لا يُحْرَمُ من حاجةٍ ولا يَنقصهُ شيءٌ، إذ يكفيهِ أنّ يدعو اللهَ -تعالى- بما شاء فيأتيه بإذن الله -تعالى-، وهذا وعدٌ وعدنا الله -تعالى- إيّاهُ، فقد قالَ -تعالى- عن أصحابِ الجنّة: (يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ).
- الجنّةُ دارٌ لا خوف فيها ولا فزَع؛ بشّر الله -عز وجل- عبادهُ المتّقينَ بنعمَةِ الأمانِ التي سيحصلونَ عليها في الجنّة، قال -تعالى-: (ادخُلوها بِسَلامٍ آمِنينَ)، والأمنُ أشكال؛ الأمن من تغيّرِ الحالِ، والأمنُ من زوالِ النّعمةِ ، والأمنُ من الموتِ، والأمنُ من الآفاتِ، ومن الخوفِ على النّفسِ أو على المالِ أو على الولد، ويتحقّق جميع ذلك في الجنّة.
- الجنّة دارٌ لا نَصَبَ فيها ولا تَعَب؛ وقد نصَّ القرآنُ الكريم على ذلك في سورةِ الحجرِ، فقال -تعالى-: (لا يَمَسُّهُم فيها نَصَبٌ)، والنَّصَبُ هو التّعب والشّقاء، فأصحابُ الجنّة لا يشقونَ للحصولِ على لقمةِ العيشِ على خلافِ حالهم في الدّنيا، إذ يأتيهِم ما يشتهونَ من الطّعامِ والشّرابِ دونَ بذلهم لأيّ مجهودٍ يُذكَر، قال الله -تعالى- في كتابه الكريم: (وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ* وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ).
- الجنّة دارٌ لا نومَ فيها ولا جوعٌ ولا عطشٌ ولا حاجةَ للتّغوطِ؛ فأفعالُ أهلِ الجنّة لا تَشبه أفعال أهلِ الدّنيا في شيءٍ، ولا يَحتاجون شيئاً ممّا يحتاجه أهلُ الدّنيا مِن أفعالٍ طبيعيةٍ؛ كالنّومِ والجوعِ والعطشِ والتّغوطِ، وقد أخبرنا عن ذلكَ رسول اللهِ -صلّى الله عليه وسلّم- قائلاً: (أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الجَنَّةَ صُورَتُهُمْ علَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، لا يَبْصُقُونَ فِيهَا، ولَا يَمْتَخِطُونَ، ولَا يَتَغَوَّطُونَ).
- الجنّة دارُ جزاءٍ ونعيمٍ لا دارُ تكليف؛ إنَّ الجنّة مُيسّرةٌ لراحةِ أصحابها، فلا يُكلّفوَن فيها بأيّ شيءٍ من التّكاليف، فالتّكاليف إنّما وُجدت للحياةِ الدّنيا، والنّجاحُ في الدّنيا يوصلُ إلى الجنّة بإذنِ الله -جلّ جلاله-، أمّا أصحابُ الجنّة فهم في عيشةٍ هنيّة، مُغدَقونَ بالخيراتِ وفرِحونَ بما آتاهمُ الله -عزّوجلّ-، ويُسبّحونَ الله بكرةً وعشيةً مِن حُبّهم له، فقد قال رسولُ الله -صلّى الله عليه وسلّم- عنهم أنّهم: (يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ والتَّكْبِيرَ كما تُلْهَمُونَ النَّفَسَ)، أي يُمضون وقتهم بالتّسبيحِ والتّكبيرِ من تلقاءِ أنفسهم، حتّى لتصبحَ حركةً لا إراديةً كالتّنفس.
أصناف النعيم في الجنة
إنَّ للجنّة نعيماً لا يفنى وأشكالاً لا تخطر ببال بشر، ونذكر بعض ذلك فيما يأتي:
- أولاً: مقامُهُم ولِباسُهم؛ أخبرنا القرآن الكريمُ أنّ للمتّقينَ مقامٌ رفيعٌ عند الله -عزّ وجل-: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ* فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ) والمقامُ هو المنزِلة، ويوصَفُ بأنّه مقامٌ أمين؛ فهو آمنٌ مِن كلِّ سوءٍ، لا يصلهُ شيطانٌ، ويجدُ فيهِ صاحِبُهُ كلَّ ما يريدُ، وفي منازلهم عيونٌ من ماءٍ متدفّقٍ يزيدها جمالاً ورقيّاً، ويلبسونَ فيها أفضل أنواع الحريرِ.
- ثانياً: لا بردَ يؤذِيهِم ولا حرّ؛ فالشّعور بالبردِ والحرِّ والحاجةُ إلى دَفعهما من شأنِ الحياةِ الدُّنيا، وليس في الجنّة شيءٌ من ذلك، قال الله -تعالى- في كتابه الكريمِ: (لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا)، والزّمهرير هو البردُ الشديدُ.
- ثالثاً: لهم خدمٌ يطوفونَ عليهم؛ فيضعُ لنا القرآنُ الكريمُ صورة في غاية الجمالِ والرّفاهيةِ التي يحظى بها أهل الجنّة، قال الله -تعالى-: (وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا)، فلأهل الجنّة خدمٌ يسقونهم شراباً بأكوابٍ من الفضّةٍ الصافية كأنّها كالزجاجِ يظهر ما في داخله.
- رابعاً: لهم غُرَفٌ ومساكِنُ فخمة؛ وقد حدّثنا الله -عز وجل- في القرآن الكريم عن طبيعة غُرَفِ أهلِ الجنّة فقال -تعالى-: (لهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)، وثبت أنّ رسولَ الله -صلّى الله عليه وسلّم- لمّا سُئِلَ عن بناءِ الجنّة قال: (بناءُ الجنَّةِ لَبِنةٌ مِن ذَهَبٍ، ولَبنةٌ من فضَّةٍ).
- خامساً: لهم أفضلُ الطعامٍ وشرابٍ ؛ فيخبرنا القرآنُ الكريمُ أنّ لأصحابِ الجنّة كلَّ ما يشتهون، كما سَرَدَ لنا القرآن الكريم أنّ لهم خير أنواعِ الشّراب في قوله -تعالى-: (فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ)، والمقصود بالماءِ غير الآسنِ هو الماء الذي لا يتغيّر ولا يَفسد.
- سادساً: يتمتّعونَ بالشّبابِ الأبديّ؛ إنّ الجنّة مقرٌ للرّاحةِ والسّعادة للمسلمِ الذي نَجَحَ في اختبار الحياةِ الدّنيا، لا يدخلها هَرِماً تَعِباً لا طاقة له، فلا تعريف للتّعبِ في الجنّة، وأهلها يستعيدونَ شبابهم، وذلك لقول رسولُ الله -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم-: (يدخلُ أهْلُ الجنَّةِ الجنَّةَ جُردًا مُردًا مُكَحَّلينَ أبناءَ ثلاثينَ، أو ثَلاثٍ وثلاثينَ سنةً)، والمقصود بجُرَداً أي لا شعرَ على أجسادِهم، ومُرداً أي لا شعر على أذقانِهم.
- سابعاً: لهم أزواجٌ مُطهّرة؛ يَعِدُ الله -عز وجل- عبادهُ المتّقينَ بزوجاتٍ مطهّرات في الجنّة، قال الله -تعالى-: (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ).
علاقة أهل الجنة ببعضهم
إنّ الإنسانَ في الجنّة يكونُ مُتَرَفّعاً عن الحقد والغِلِّ والبغضاءِ والكراهية، فلا يَجِدُ في قلبهِ اتّجاهَ إخوته في الجنّة سِوى المحبةَ، وقد جاءَ في القرآن الكريمِ وصفٌ لحالِ أصحابِ الجنّة، فقال -تعالى-: (وَنَزَعنا ما في صُدورِهِم مِن غِلٍّ إِخوانًا عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلينَ)، فجعلَهم إخواناً لا يتحاقدونَ ولا يتباغضونَ كالإخوة تماماً، يُقابلُ بعضهمُ بعضاً فلا يُشيحونَ بوجوههم عن بعضٍ ولا يديرون ظهرورهم لبعضٍ كما كان يفعلُ المُتباغِضونَ في الدّنيا، فهم كذلك يَتسامرونَ ويتحدّثونَ ويذكرون نِعَمَ الله -تعالى- عليهم، فرحينَ بِما آتاهُم من منزلةٍ ومكانةٍ وخيراتٍ لا تُعدُّ ولا تُحصى.
معلومات متعلّقة بعيش الإنسان في الجنة
أعدّ الله -سبحانه- للمؤمنين نعيماً عظيماً لا ينفد ولا ينقطع ولا يخطر على بال بشر، وفيما يأتي نبذة قصيرة عن هذا النعيم:
- جاءَ وَصفُ الجنّةِ في العديد من آيات القرآنِ الكريم وأحاديث السّنةِ النبويّة الشريفة، وذلك لِشَحْذِ الهِمَّة للعملِ في الدّنيا؛ فالدّنيا وهي دارُ بلاءٍ وتكليفٍ قد تنالُ من عزيمة العبدِ أحياناً، فيقِلُّ عملهُ وتضعفُ همّتُهُ في طلبِ العلم وأداءِ العبادات والأعمالِ الصالحة، فجاءتِ الآياتُ و الأحاديثُ النّبويّة تواسيهِ وتُصبّرهُ وتقوّي من عزيمته بذكر الجزاءِ الذي سيناله مقابل صبرهِ وتقواه، فكانت بذلكَ وعودٌ وبشائرٌ مشوّقَة تهوِّن عليه الحياة الدنيا وصعوبتها.
- إنّ ما يتنعّمُ بهِ أهلُ الجنّةِ لا يُمكِنُ وَصفُهُ؛ فاللهُ -عز وجل- يَعِدُ عبادهُ الصالحينَ بما لا يستطيعون تخيّله من شدّة جماله؛ فكلّ ما نراه مستحيلاً في الدّنيا لا يستحيلُ على الله -جل جلاله-، ومن الأحاديث القُدسية في هذا الباب عن الله -تبارك وتعالى- أنّه قال: (أعْدَدْتُ لِعِبادِي الصَّالِحِينَ ما لا عَيْنٌ رَأَتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ).
- إنّ ما سمّى اللهُ -عز وجل- بِه النّعَمَ في الجنّةِ ممّا تُشبِه اسمها في الدّنيا إنّما هو محضُ تشابهٍ في الاسمِ فقط؛ فكلُّ شيءٍ في الجنّة مختلفٌ عن الدّنيا ولو كان يحملُ الاسمَ نفسهُ، فعسلُ الدّنيا لا يُشبِهُ عسلَ الجنّة، حيث إنّ عسل الجنّة أفضل، ومُجَهْوراتُ الجنّة لا تشبه مُجَوْهراتِ الدّنيا، وما في الجنّة أفضل وأجمل، فإذا قيل لماذا يأكلُ ويشربُ ويتنعّمُ أهل الجنّة بالرّغم من أنّهم لا يَجوعون ولا يَعطشونَ ولا يحتاجونَ شيئاً قط، قلنا إنَّ الله -عز وجل- نعّمهم في الجنّة مِن نوعِ الأشياءِ التي كانوا يتنعّمون بها ويُحبونها في الدّنيا، وعلى نحوٍ أفضلَ وأجمل ممّا كانت عليه، وهذا قولُ الإمام القرطبي.
- إنّ أبهى نعيمٍ وأفضله رؤيةُ وجه الله -سبحانه وتعالى- في الجنّة؛ فإنّ إمكانية رؤية الله -عز وجل- في الجنّة حقيقةٌ أقرّها الله -عز وجل- في كتابه الكريم لمّا قال: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ* إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)، وفي التفسيرِ المأثور أنّ الزّيادة المذكورة في سورةِ يُونس في قوله -تعالى-: (لِلَّذينَ أَحسَنُوا الحُسنى وَزِيادَةٌ)، يُقصد بها رؤيةُ وجه الله الكريم -عز وجل-، فهو أكبر ما قد يُنعّمُ به المسلمُ في الجنّةِ على الإطلاقِ.
- وفي السّنةِ الشريفة أنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال في حالِ أهل الجنّة لمّا أنعمَ الله -عز وجل- عليهم برؤيةِ وجهه الكريم: (فَما أُعْطُوا شيئًا أحَبَّ إليهِم مِنَ النَّظَرِ إلى رَبِّهِمْ عزَّ وجلَّ)، وهي نعمةٌ يُحرَمُ منها الكافِرُ يومَ القيامةِ، جراءَ جحودِهم وإشراكهِم وتكذيبهم لكلمة الحق، قال الله -عزّ وجل- في سورة المطففين عنهم: (وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ* إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ* كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ* كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ).