صفات المنافق ثلاث
صفات المنافق ثلاث
توجد العديد من صفات المُنافقين الواردة في الأحاديث النبويَّة، وهذه الصِّفات هي صفات النِّفاق، ويكون من اتصف بهذه الأوصاف مُتشبِّهاً بالمُنافقين، ومُتخلِّقاً بأخلاقهم؛ من حيث أنه يُبطن ما لا يُظهر في الحقيقة، وهذه الصفات كما يأتي:
الكذب في الحديث
يُعدُّ الكذب من صفات المُنافقين التي حذَّر منها النبيُّ -عليه الصلاةُ والسلام-، بل هي من أبغض الصِّفات إليه، والتي تؤدِّي بصاحبها للعذاب يوم القيامة، ومن اتَّصف بها كان فيه خصلةٌ من النِّفاق، بالإضافة إلى الحلف على ما يكذب، فقد ورد ذلك في قوله -تعالى- عند حديثه عن المُنافقين: (وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ)، فيحلفون أنَّهم من المؤمنين وفي الواقع هم على خلاف ذلك من كفر وكره للمؤمنين، ووردت هذه الصِّفة في قول النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ)، فيكذب في كلامه وحديثه، فيُحدِّث النَّاس ويُصدقونه وهو كاذبٌ، وقد كان يُقال: أنَّ الكذب هو الأساس الذي قام عليه النِفاق ، والكذاب فيه صفةٌ من النِّفاق.
إخلاف الوعد
يأتي الإخلافُ بالوعد على عدَّة صورٍ، فقد يَعِدُ الشَّخص ونيَّتُهُ أن لا يفي بوعده، وقال الأوزاعيِّ: أنَّه أسوأ أنواعه، أو يَعِدُ وفي نيَّتِهِ الإيفاء ثُمَّ يبدو له أن يُخلِف بذلك الوعد من غيرِ سببٍ أو عُذرٍ، كمن يَعِدُ شخصاً آخر بأن يأتيه في موعدٍ مُحدَّدٍ ثُمَّ لا يأتي، وهذا من صفات المُنافقين، بالإضافة إلى أنَّ من صفاتهِ الغدر في كثيرٍ من المواقف، وهذه الصِّفة تكون غالباً في المُستقبل، وتحتوي على معصيتين، الإخلافُ والكذب، وهي من صفات المُنافقين؛ لأنَّ المؤمن يُخبر بحاله كما هو في الواقع، وفي الإخلاف بيانٌ لِخلاف ما في الواقع.
خيانة الأمانة
تعدُّ خيانة الأمانة من صفات المُنافقين ، وهي علامةٌ على سوء صاحبها، ويكون ذلك من خلال ائتمانه أمانةً ثُمَّ لا يؤدِّيها، فالمُحافظة على الأمانة من قبيل التَّعاون على البرِّ والتَّقوى، وهي من صفات المؤمنين؛ لِقولهِ -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا)، وبالمُقابل فالخيانةُ من صفات المُنافقين، سواءً كانت خيانةُ المال أو السرِّ أو أيِّ شيء يؤتمنُ عليه ثُمَّ يخونه؛ لِقول النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ).
الفجور في الخصومة
ورَد في أحد روايات الحديث ذكر الفجور في الخصومة كوصف من أوصاف المنافق، ومنها قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ)، والفجور في الخصومة يكون بتعمد ترك الحق، وقلب الحق باطلا، وهو مما قد يؤدي بصاحبه للكذب، وغيره من المعاصي.
أنواع النفاق
يُقسم النِِّفاق إلى نوعين ، وبيانُهما كما يأتي:
- النِّفاق الأكبر أو ما يُسمَّى بالنِّفاق الاعتقاديِّ: ويكون في أُصول الدِّين، وهو أن يُظهر الشَّخص إيمانهُ ويُبطن ما يُناقضُ ذلك من الكفر، وهو مُخرجٌ لِصاحبه من الإسلام ، ويكون صاحبهُ في الدَرَك الأسفل من النَّار، لِقولهِ -تعالى-: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا)، وما يرد في عُموم الآيات يُقصد به هذا النَّوع، وما جاءت بذمِّ أهله؛ لأنَّ نِفاقهم في الاعتقاد وعلى الحقيقة، ولا يكون فيه شيءٌ من الإيمان .
- النِّفاق الأصغر أو ما يُسمَّى بِالنِّفاق العمليِّ: ويكون هذا النَّوع في فُروع الدِّين لا في أصوله وعقيدته، كمن يُظهر الصِّدق والأمانة، ويُخفي الكذب والخيانة، فيُظهر صاحبهُ الإصلاح، ويُخفي عكس ذلك، وهذا النَّوع غير مُخرِجٍ من الإسلام، وصاحبهُ يكون فاسقاً، ومن صفات هذا النَّوع من النِّفاق ما ورد في قول النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ).
الفرق بين النَّفاق الأكبر والنَّفاق الأصغر
توجد العديد من الفُروقات بين النِّفاق الأصغر والأكبر، ومنها كما يأتي:
- النِِّفاق الأكبر مُخرجٌ من الملَّة، ويكون الاختلاف فيه بين الظَّاهر والباطن في الاعتقاد فيظهر الإيمان ويبطن الكفر، والأصغر غير مُخرجٍ من الملَّة، ويكون الاختلاف فيه في الأعمال دون الإعتقاد.
- النِّفاق الأكبر يُخلِّد صاحبهُ في النَّار ، ولا يصدرُ عن المؤمن، وفي أغلب الأحوال لا يتوبُ صاحبه منه، وأمَّا الأصغر فلا يُخلَّد صاحبه في النَّار، وقد يصدرُ من المؤمن، وفي الغالب يتوبُ صاحبهُ منه.
- النِّفاق الأكبر مُحبطٌ لِجميع أعمال صاحبه، بِخلاف النِّفاق الأصغر فهو غير مُحبطٍ للعمل.
==المراجع==