كيف يرزقك الله
كيف يرزقك الله؟
تعدّدت الأساليب التي يرزق بها الله -تعالى- عباده، من أساليب ماديّة إلى أخرى معنويّة وبيان هذه الأساليب المتنوعة فيما يأتي:
الاستغفار
يقصد بالاستغفار أن يدعو العبد الله -تعالى- بأن يمحو ذنوبه ويسترها عليه، ويعدّ الاستغفار من أكثر أسباب الرزق في المال، والولد، لقوله -تعالى-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).
و لزوم الاستغفار من العبد لله -تعالى- سبب في زيادة القوة في الجسد، لقوله -تعالى-: ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ﴾.
تقوى الله
يقصد بالتقوى فعل المأمور وترك المنهي عنه، وهي من الأخذ بأسباب الوقاية وبذلك تحفظ النفس من العقوبة، ودليل أنّ التقوى من أسباب الرزق قوله -تعالى-: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ ).
وقد ربط النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بين الرزق وتقوى الله -تعالى-، فقال -صلّى الله عليه وسلّم-: (أيُّها النَّاسُ اتَّقوا اللَّهَ وأجملوا في الطَّلبِ فإنَّ نفسًا لن تموتَ حتَّى تستوفيَ رزقَها وإن أبطأَ عنْها فاتَّقوا اللَّهَ وأجملوا في الطَّلبِ خذوا ما حلَّ ودعوا ما حَرُمَ).
التوكل على الله
التوكل على الله في كل حاجات العبد، ويكون ذلك مع الأخذ بالأسباب اللازمة لكسب الرزق مع عدم الاعتماد عليها بل يعتمد القلب على الله -تعالى- في تدبير الرزق.
وقد أمر الله -تعالى- بالأخذ بالأسباب في السعي بالأرض وربطها بالرزق، فقال -تعالى-: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ﴾، وقد كان الأنبياء خير من توكل على الله -تعالى- ومع ذلك لم يتركوا طلب الرزق والسعي في الأرض.
السعي لكسب الرزق
أمر الله -تعالى- بالسعي في تحصيل الرزق، وقد بيّن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ طلب الرزق بأبسط الأعمال أفضل من سؤال الناس، فقال -عليه الصّلاة والسّلام-: (لَأَنْ يَحْتَطِبَ أحَدُكُمْ حُزْمَةً علَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ له مِن أنْ يَسْأَلَ أحَدًا، فيُعْطِيَهُ أوْ يَمْنَعَهُ)، وبيّن -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ أفضل ما يأكله الفرد من الطعام هو الطعام الذي يتعب فيه، فقال -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما أكَلَ أحَدٌ طَعامًا قَطُّ، خَيْرًا مِن أنْ يَأْكُلَ مِن عَمَلِ يَدِهِ).
الإنفاق
يقول الله -تعالى-: ﴿قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾، يبيّن الله -تعالى- بأنّه يرزق من يُنفق، كما أنّ الإنفاق سببٌ في مضاعفة الرزق إلى أضعافٍ كثيرةٍ لقوله -تعالى-: ﴿مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
ويرشد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بلالاً -رضيَ الله عنه- إلى طريقة يُكثر بها الله -تعالى- الرزق لعباده وهي الإنفاق، فيقول -صلّى الله عليه وسلّم-: (أَنفِقْ يا بلالُ! ولا تخشَ من ذي العرشِ إقْلالًا).
صلة الرحم
صلة الرحم هي التواصل مع الأقارب والإحسان إليهم بالمال والكلام، وقد بيّن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّ صلة الأرحام من أسباب سعة الرزق، فقال -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)، وقد يظن البعض أنّ زيارة الأرحام سببٌ لذهاب المال والعكس صحيح فمن ضاق عليه ماله فليتواصل مع أرحامه.