كيف يتغير الطقس
كيفية تغيّر الطقس
تتأثّر حالة الطقس في منطقة ما بالتغيّرات في ضغط الهواء الذي ينتج عن الوزن الكبير لجزيئات الهواء التي تُشكّل الغلِاف الجوّي، فإذا كان ضغط الهواء مرتفعاً فإنّ السماء تكون صافيةً وتقلّ فرص تشكّل الغيوم لأنّ الضغط المرتفع للهواء يدفع الهواء إلى الأسفل، أيّ نحو سطح الأرض، وعلى الناحية الأخرى فإنّ الضغط المنخفض للهواء يدفع الهواء للتدفّق نحو الأعلى وعلى إثر ذلك فإنّه يبرد وتتقارب جزيئاته ممّا يؤدّي إلى تشكّل الغيوم التي قد تحمل الأمطار.
تتأثّر حالة الطقس بعدّة عوامل أخرى تؤدّي إلى تغيّره؛ منها ارتفاع المنطقة عن سطح البحر، وكمية الطاقة الشمسية التي تصل إليها بحسبِ خط العرض، وكذلك وجود مسطّحات مائية في المنطقة، كما أنّ العواصف والأعاصير في المنطقة لها دور في تغيّر الطقس، وأخيراً توزيع ضغط الهواء في المنطقة وعند المحيطات القريبة منها الأمر الذي يؤدّي إلى خلق أنماط متنوّعة للرياح تؤثّر في الطقس في تلك المنطقة.
الجبهات الهوائية
يكون الهواء القادم من الشمال بارداً بشكل عام، أمّا الهواء القادم من الجنوب فيكون دافئاً، كما أنّ الهواء القادم من قارة كبيرة عادةً ما يكون جافّاً، أمّا الهواء الذي يأتي من المحيط فإنّه يكون رطباً بنسبة كبيرة، ويُطلق على منطقة التقاء كتلتين هوائيَّتيْن متعاكستَين في الخصائص اسم الجبهة الهوائية، مثل التقاء كتلة هوائية باردة جافّة بأخرى دافئة رطبة، وعادةً فإنّ هذه الجبهات الهوائيّة تُشكّل تغيّرات ملحوظة في الطقس.
هناك أربعة أنواع للجبهات الهوائية تعتمد على نوع الكتل الهوائية التي تتقدّم باتجاه الكتل الأخرى، وهي كالآتي:
الجبهات الهوائية الباردة
تتشكّل الجبهة الهوائية الباردة عندما يدفع الهواء البارد الهواء الدافئ ممّا يؤدّي إلى انخفاض ضغط الهواء، وقد تظهر بعض السحب الركامية إذا كانت الرطوبة مرتفعة، وقد تتكوّن بعض السحب السمحاقيّة نتيجة هبوب بلورات الجليد من السحب الموجودة أعلى الغلاف الجوي، بالإضافة إلى ذلك فإنّ الجبهة الهوائية الباردة تهبّ فيها زخّات من المطر أو الثلج، وقد تكون مصحوبةً بالرياح أو العواصف الرعدية التي تتشكّل على طول الجبهة وعلى مقدّمتها عند منطقة الضغط المنخفض للهواء.
تتوقّف الأمطار عن الهطول في منطقة خلف الجبهة الهوائيّة الباردة وقد يكون الطقس هناك غائماً أو بارداً فقط، كما أنّ الطقس في الجبهة الهوائية الباردة يختلف باختلاف الفصل، إذ تتشكّل العواصف الرعدية في فصلي الربيع والصيف لأنّ الهواء يكون في حالة من عدم الاستقرار، ويجدر بالذكر أنّ فصل الربيع قد تهبّ فيه رياح قويّة إذا كان التدرّج في درجات الحرارة مرتفعاً، أمّا في فصل الخريف فتهطل الأمطار بغزارة على مساحات واسعة، وأخيراً يكون الطقس في الشتاء شديد البرودة وقد يحمل ثلوجاً كثيفة، وذلك لأنّه من المحتمل أن تكون الكتلة الهوائية الباردة قادمة من القطب الشمالي.
الجبهات الهوائية الدافئة
تتشكّل الجبهة الهوائية الدافئة عندما تدفع كتلة هوائية دافئة كتلةً هوائيةً أخرى تكون باردةً أو أبرد من الكتلة الأولى، وتكون حركة الجبهة الهوائية الدافئة بطيئةً مقارنةً بالجبهة الهوائية الباردة لأنّ الهواء الحار يصعب عليه دفع الهواء البارد الأكثر كثافة، وعادةً فإنّ الطقس في الجبهة الهوائية الدافئة يكون عاصفاً ويحمل الكثير من السحب لأنّ الكتلة الهوائية الحارة ترتفع فوق الكتلة الهوائية الباردة، كما تزيد احتمالية تشكّل الجبهة الدافئة على الجانب الشرقي من أنظمة الهواء ذات الضغط المنخفض؛ وذلك لأنّ الهواء الجنوبيّ يتمّ دفعه باتجاه الشمال.
تظهر غيوم مرتفعة مثل الغيوم والسحب السمحاقية وكذلك السحب المتوسطة قبل وصول الجبهة الدافئة، ولكن عند مرور الجبهة فوق منطقة ما تقلّ هذه السحب ويكون من المحتمل هطول الأمطار، كما يُمكن تشكّل العواصف الرعدية على حواف الجبهة الدافئة خصوصاً إذا كان الهواء غير مستقر، ومن الجدير بالذكر أنّ الحرارة أمام الجبهة تكون أكثر انخفاضاً من الحرارة خلفَها، وفي خرائط الطقس يُشار إلى الجبهة الهوائية الدافئة بخطّ أحمر مع أنصاف دوائر، إذ تُشير أنصاف الدوائر إلى اتجاه حركة الجبهة.
الجبهات الهوائية المستقرة
تتشكّل الجبهة الهوائية المستقرّة عندما تندفع كتلتان هوائيتان متعاكستان باتجاه بعضهما لكن لا تتمكّن إحداهما من دفع الأخرى، وتُساعد الرياح التي تهبّ بشكلٍ موازٍ للجبهة على بقائها في مكانها على عكس الرياح العمودية التي قد ترفع كتلة هوائية فوق الأخرى، أيّ أنّ الجبهة الهوائية المستقرة تعني توقّف كتلتين هوائيتين عن الحركة، لكن إذا تغيّر اتجاه الرياح فإنّ إحدى الكتلتين الهوائيتين تتحرّك مجدّداً مُشكِّلةً إمّا مقدّمة لجبهة باردة أو مقدّمة لجبهة دافئة، أو قد تؤدّي الرياح إلى انفصال الجبهتين.
يُمكن أن تبقى الجبهة مستقرّةً في مكانها لعدّة أيام، ويُذكر أنّ الأطراف المتقابلة للجبهة الثابتة تختلف في درجة الحرارة وسرعة الرياح نظراً إلى أنّها مكوّنة من كتلتين هوائيتين مختلفتين، أمّا على طول خط الجبهة المستقرّة فإنّ الطقس يكون غائماً وهناك احتمالية كبيرة لسقوط زخّات من المطر والثلج، خاصّةً إذا كان الضغط الجويّ في منطقة تواجد الجبهة منخفضاً، ويتمّ الإشارة إلى الجبهة المستقرة على خريطة الطقس عن طريق أنصاف دوائر حمراء تُشير إلى اتجاه، ومثلثات زرقاء تُشير إلى الاتجاه الآخر.
الجبهات الهوائية المقفلة
تتشكّل الجبهة الهوائية المقفلة عندما تتبع جبهةٌ هوائيةٌ باردةٌ جبهةً هوائيةً دافئة، فتلتقي الكتلة الباردة بالهواء البارد الذي يكون في مقدّمة الجبهة الهوائية الدافئة، وبهذا تنحصر الجبهة الدافئة بين كتلتين باردتين، ولأنّ الجبهات الهوائية الباردة تتحرّك غالباً بشكلٍ أسرع من الجبهات الهوائية الدافئة، فإنّ الجبهة الباردة ستحلّ محلّ الدافئة ويرتفع الهواء الدافئ إلى الأعلى.
تتشكّل الجبهات المقفلة عادةً عند المناطق التي يكون فيها الضغط الجوي منخفضاً، وغالباً تهطل الأمطار على طول الجبهة المقفلة، كما تظهر السحب الركاميّة، ومع مرور الوقت وتغيّر حركة الرياح تتغيّر درجة الحرارة في منطقة الجبهة المقفلة لتُصبح أكثر برودة أو أكثر دفئاً، وعند انقضاء الجبهة المقفلة يكون الهواء جافّاً والسماء صافية، ويتمّ تمثيل الجبهة المقفلة على خريطة الطقس على شكل خط أرجواني مع أنصاف دوائر ومثلثات تُشير إلى اتجاه حركة الجبهة.