طريقة تربية الأطفال في سن السنة
تربية الأطفال في سن السنة
وضع القواعد والحدود
يجب على الوالدين وضع مجموعة من الحدود والقواعد عند تربية الطفل في عمر السنة، وذلك بهدف تقديم الدعم له وإرشاده وتوجيهه إلى الطريق الصحيح، ولكن يجب أن تكون هذه الحدود منطقية وضمن المعقول، بالإضافة الى أنّه يجب التركيز بشكل أساسي في القواعد والقوانين على التصرّفات المرفوضة والتي يجب التوقّف عن فعلها، وفيما يلي بعض الأمور التي يجب مراعاتها عند وضع القواعد للطفل:
- يجب على الوالدين التركيز بشكل كبير على القواعد المتعلّقة بالسلامة والآمان، إذ يستطيع الطفل في هذا العمر أن يدرك أنّ هذه القواعد غير قابلة للتفاوض ولا يمكن التهاون فيها، فمثلاً قد تنبّه الأمّ طفلها بقولها له: "يجب عليك عدم لمس الموقد أو اللّعب فيه".
- يجب على الوالدين توضيح الأهداف وراء القواعد الموضوعة، والأسباب الكامنة حول عدم السماح للقيام بشيء معيّن، ومحاولة تكرار شرح ذلك بشكل مستمرّ، حتى لو كان الطفل في هذا العمر لا يستطيع فهم كل الكلام الذي يدور حوله، ومثال ذلك قول الأمّ لطفلها: "يجب عليك أن تغطّي فمك عندما تسعل حتى لا تنتقل الجراثيم إلى الآخرين".
- ضرورة تمسّك الوالدين بالقواعد المفروضة والثبات عليها حتى يتمكّن الطفل من تعلّمها والاستجابة لها، كما يجب عليهم الاتّفاق فيما بينهم على الالتزام بنفس التعليمات الموجّهة له.
إعادة توجيه الطفل
يتمثّل أسلوب إعادة توجيه الطفل في عمر السنة بجمع طاقته واندفاعه وشغفه الذي يضعه في التصرّف السيء، وتوجيهه نحو الطريق الصحيح والتصرّف الأكثر ملائمة، فعلى سبيل المثال: إذا كان الطفل يرمي الرمال على زميله أثناء اللّعب ، فيمكن عندها إزالة الرمال من مكانها، واستبدالها بمجموعة من الكرات القطنية، وبهذا يبقى الطفل يفعل ما يريده وهو الرمي ولكن بطريقة أكثر أماناً ونشاط أكثر إيجابية.
التواصل مع الطفل
يجب على الوالدين مراعاة التواصل الدائم مع الطفل بعمر السنة من خلال التحدّث معه وطرح الأسئلة عليه بشكل مستمرّ للمساهمة في تطوير مهاراته، فمثلاً يمكن مساعدته على بناء روابط بين شكل الأشياء وأسمائها من خلال تسمية الأشياء من حوله، فكلّما زادت هذه الروابط زادت المفردات التي يستخدمها الطفل وتطوّرت سرعة تذكّره لها، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ تقديم الخيارات للطفل يساعد على تعزيز معرفته بالكلمات، وفيما يلي بعض الأساليب لتعليم الطفل بعض المفردات:
- عدّ الدرجات أثناء صعود الدرج مع الطفل.
- الإشارة الى الفواكه والخضراوات مع ذكر أسمائها وألوانها عند التواجد في المتجر مع الطفل.
- قراءة الكتب والقصص للطفل، والإشارة إلى الأشياء الموجودة فيها مع ذكر أسمائها.
- تقديم الخيارات للطفل في بعض الأحيان، كسؤاله إذا ما كان يُريد ارتداء الجوارب الزرقاء أم الحمراء.
تجاهل تصرفات الطفل الخاطئة
يستطيع الطفل بين عمر السنة والثلاث سنوات تمييز السلوكيات الصحيحة من الخاطئة من خلال العواقب والنتائج المترتّبة على كلّ منها، وقد أثبتت العديد من الدراسات فعالية طريقة تجاهل الطفل لمدّة قصيرة عندما يقوم بتصرّف خاطئ، وبالمقابل منحه مكافأة عند قيامه بتصرّف صحيح، إلّا أنّ الكثير من الآباء قد يخشون استخدام هذه الطريقة خوفاً من أن يشعر طفلهم بأنّهم قد تخلّوا عنه، ولكن بحسب المختصّين فإنّ الطفل لا ينسى حبّ والديه واهتمامهم به بسبب تجاهل لعدّة دقائق، بل إنّه يُدرك بذلك أنّ التصرّف الذي قام به خاطئ ويحتاج إلى تغيير.
تحمّل الطفل لعواقب تصرّفاته
قد تكون مشاعر الخيبة والانزعاج محفّزاً قوياً لدى الأطفال في عمر السنة لتصحيح سلوكهم في المرّات القادمة، فإنّ جعل الطفل يُدرك عواقب تصرّفاته الخاطئة ويتحمّل نتائجها يولّد لديه رغبة حقيقة في التغيير للتخلّص من هذه المشاعر غير المرغوب بها، وعلى سبيل المثال: إذا لم يرغب الطفل بارتداء معطفه أثناء الخروج فسيشعر بالبرد، وبالتالي فإنّه لن يكرّر هذا الفعل مرّة أُخرى.
مساعدة الطفل في التحكّم بمشاعره
قد يشعر الطفل في عمر السنة بالإحباط وعدم الرضا عند محاولته فهم الأمور من حوله والسيطرة عليها، لذلك يجب على الوالدين مساعدته في التحكّم بمشاعره ومحاولة إخباره بأنّهم يشعروا بغضبه، فعلى سبيل المثال: إذا رمى الطفل حلقات اللّعب البلاستيكية بإحباط، فعلى الوالدين التقاطها بهدوء ومساعدته على إيجاد المكان المناسب لكلّ حلقة.
تعليم الطفل على الإيجابية
لا يتوارث الأطفال الصفات من الأهل عن طريق الجينات فقط، بل يتوارثونها أيضاً عن طريق التصرّفات وأسلوب التربية ، لذا يجب على الأهل أن يكونوا قدوة حسنة وإيجابية أمام طفلهم من خلال تعليمه الامتنان لما يمتلكه، والاستمتاع به بدلاً من الحزن عمّا ليس لديه، بالإضافة إلى تعليمه أنّ الحزن جزء من الحياة يمكن التغلّب عليه.
السماح للطفل بالاستكشاف
يبدأ الطفل بعمر السّنة بالاستكشاف وتجربة أشياء جديدة، لذا من الضروري تهيئة المنزل وتأمين البيئة والجوّ الآمن والمناسب لذلك، مثل: تخصيص درج بملئه بالعلب البلاستيكية والملاعق الخشبية، وتثبيت البوابات الخاصّة بالأطفال عند الأدراج، وإخفاء الأسلاك عن الأماكن التي قد يصل لها الطفل، وإبعاد المنظّفات المنزلية والمواد الكيميائية عن متناوله، مع الحرص على تحذيره عندما يحاول القيام بأمر ممنوع قد يلحق الأذى به، وإعادة توجيه انتباهه إلى شيء آخر آمن.
أمور يجب تجنبها عند تربية الأطفال في سن السنة
هُناك العديد من الأمور التي يجب على الآباء تجنّبها تماماً عند تربية الأطفال في عمر السنة، وفيما يلي بعض منها:
- الصراخ: لا يفهم الطفل البالغ من العمر عاماً واحداً غالباً سبب صراخ والديه عليه، بل إنّ ذلك سيُسبّب له خوفاً منهم، لذلك يجب الامتناع عن الصراخ في وجه الطفل عند التحدّث معه عن تصرّف خاطئ قام بفعله.
- العقاب الجسدي: أثبتت الدراسات والأدلّة أنّ العقاب الجسدي كالضرب يُعدّ أسلوباً غير فعّال في تأديب وتربية الطفل في عمر السنة، بل إنّه قد ينعكس عليه سلبياً في المستقبل، إذ يساهم في تشكّل سلوكيات معادية للمجتمع لديه.
- توجيه ألفاظ سيئة: لا يمكن وصف طفل بعمر السنة بأنّه سيء، فهو فقط يحاول اكتشاف العالم من حوله، لذلك عند قيامه بأي تصرّف خاطئ فإنه يتوجّب على الوالدين وصف الفعل بأنّه سيء وليس الطفل نفسه، وذلك لأنّ الطفل غير مدرك لحقيقة هذا التصرّف.
نصائح للوالدين عند تربية الأطفال في سن السنة
هناك العديد من النصائح الموجّهة للوالدين فيما يتعلّق بتربية الأطفال في عمر السنة، ومنها ما يلي:
- ينصح في هذا السنّ باصطحاب الطفل لبيت العبادة، وتعليمه أخذ الموضوع بجدية، مع مراعاة عدم اصطحاب الكثير من الألعاب والأطعمة معه، وبذلك سيتعلّم الاحترام والهدوء في سن مبكّر.
- عندما يصعب ضبط الطفل في مواقف معينة، أو منعه من فعل أو استخدام شيء ما في عمر السنة، فإنّه ينصح بإبعاد الشيء الذي يجب أن لا يكون لدى الطفل وصرفه عن نظره، وذلك بهدف حمايته.
- عندما يقوم الطفل بفعل غير مرغوب في هذا العمر مثل شدّ شعر والدته، فإنّه يجب التعامل مع ذلك بهدوء ولطف، مع محاولة استبدال التصرّف بفعل إيجابي مثل تقبيل اليدين.
- يُصبح الطفل في قمّة السعادة عندما يشعر أنّ والديه مستعدّان لحمايته من كلّ أذى، لذا يجب عليهما إظهار العناية والحماية له بشكل مستمرّ.
الأطفال في سن السنة
يبدأ الأطفال في عمر السنة باكتشاف حرّيتهم، ممّا ينتج عنه فعل العديد من التصرّفات غير المألوفة لوالديهم، وفيما يلي بعض منها:
- البدء في استخدام مهارات التواصل واللّغة عن طريق عدة تصرّفات، مثل:
- يستطيع الطفل في عمر السنة نطق كلمة (ماما) و(بابا)، إلى جانب نطق كلمة أو كلمتين إضافيتين.
- يبدأ الطفل التلويح بيديه عند وداع الأشخاص.
- يستطيع الطفل الإشارة إلى الأشياء.
- يبدأ الطفل الثرثرة مع نبرة صوت وطريقة تحدّث مميّزة.
- الحركة والتطوّر البدني، ويتمثّل ذلك فيما يلي:
- يستطيع الطفل في عمر السنة الجلوس وحده دون مساعدة.
- يبدأ الطفل المشي من خلال الإتّكاء على الأثاث، وقد يستطيع المشي بعض الخطوات القليلة دون الحاجة للإتّكاء على شيء.
- يبدأ الطفل محاولة الوقوف وحده، وقد يتمكّن من ذلك دون مساعدة أحد.
- ظهور مؤشّرات التطوّر الاجتماعية والعاطفية، وهي كالآتي:
- يشعر الطفل في عمر السنة بالقلق أو الخجل عند مقابلة الغرباء.
- يبكي الطفل عند غياب الأمّ أو الأبّ أو مغادرتهم المكان.
- يشعر الطفل بالمتعة عند تقليد الآخرين في اللّعب.
- يبدأ الطفل بتفضيل أشخاص وألعاب معيّنين عن غيرهم.
- قد يشعر الطفل بالخوف في بعض المواقف.
- يفضّل الطفل الأمّ أو الشخص الذي يرعاه بشكل منتظم على جميع الأشخاص الآخرين.
- يلجأ الطفل إلى تكرار الأصوات والإيماءات بهدف لفت الانتباه.
- يُساعد الطفل بمدّ ذراعه أو ساقه عند ارتداء الملابس.
- تطوّر المؤشّرات المعرفية، وهي كالآتي:
- يبدأ الطفل في عمر السنة باستكشاف الأشياء بطرق مختلفة، مثل: هزّ أو رمي الأشياء، وإصدار الضجيج.
- يتعلّم الطفل البحث لإيجاد الأشياء المخبّئة.
- يبدأ الطفل بإدراك الأشياء بالشكل الصحيح، فمثلاً عند تسمية شيء معيّن فإنّه ينظر إليه.
- يقلّد الطفل بعض الحركات والإيماءات المختلفة.
- يبدأ الطفل باستخدام الأدوات بالشكل الصحيح، فمثلاً يتعلّم كيفية الشرب من الكوب، واستخدام الفرشاة لتصفيف الشعر.