كيف نشكر الله على نعمة الماء؟
كيفية شكر نعمة الماء
لا بدَّ لنا نحن المؤمنون من أن نتعلَّم كيف نشكر الله على نعمه الكثيرة، ومن هذه النعم الماء الذي هو أحد النعم العظيمة التي منَّ الله -سبحانه وتعالى- بها على عباده، وهو من آيات الله -تعالى- التي لا يمكن للإنسان الاستغناء عنها، فهو سرُّ النمو والبقاء لكل شيء، فمنه يشرب الإنسان ويرتوي، ويزرع ويحرث، كما يشرب منها الحيوان، ويرتوي النبات، وتنمو به أصناف الثمار المختلفة، لذا وجب على الإنسان الحفاظ على هذه النعمة العظيمة، وشكر الله على نعمة الماء بما يلي :
عدم الإسراف
الماء هو أحد الموارد الضرورية التي يحتاج إليها الناس في جميع أمور حياتهم، وقد وصَّى الدين الإسلامي بضرورة المحافظة عليه والترشيد في استهلاكه، والحرص على عدم الإسراف فيه، وخير قدوة للمسلمين هو سيد الخلق والمرسلين سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، إذ ورد عنه أنَّه: (كانَ يَغْسِلُ، أوْ كانَ يَغْتَسِلُ، بالصَّاعِ إلى خَمْسَةِ أمْدَادٍ، ويَتَوَضَّأُ بالمُدِّ)، كما حرص أهل العلم على التذكير بتجنُّب الإسراف بالماء حتى وإن كان ماء البحر أو النهر، ويجب على كلِّ مسلم أن يضع على عاتقه مسؤولية إحسان استعمال الماء.
عدم التعدي على موارده بالتلويث
إنَّ تعمُّد تلويث الماء الذي ينتفع منه الناس يعدُّ من الخصال السيئة التي يجب على كلِّ مسلم أن يتجنَّبها، وذلك لما قد يخلِّفه هذا التلوُّث من آثار سلبية وضارَّة بالآخرين؛ ومن أبرزها تلك الأمراض التي تنتشر من خلال المياه الملوَّثة؛ ومنها مرض البلهارسيا وغيره من الأمراض الخطيرة.
الشكر باللسان والتفكر بالنعمة
يعتاد بعض الناس على النعم وتصبح مألوفة بالنسبة لهم، وبالتالي لا يدركون أهميتها لأنَّها متوفرة دائمًا بين أيديهم وأمام أعينهم، كما قد ينسون شكر الله -تعالى- عليها، ومن هذه النعم نعمة الماء التي لو فقدها الإنسان يومًا لعرف أنَّ فضل الله عليه عظيمًا، وأن فقد هذه النعمة من أصعب الأمور، لذلك يجب على المسلم أن يشكر ربَّه عليها دائمًا، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين يأكل أو يشرب يقول: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَ وَسَقَى، وَسَوَّغَهُ، وَجَعَلَ لَهُ مَخْرَجًا).
نعمة الماء في القرآن
ذُكر الماء في القرآن الكريم ثلاثة وستين مرة، وهذا دليل على أهمية هذه النعمة التي يجب على الإنسان أن يتأمَّلها، وفيما يأتي بعض المعلومات التي وردت في القرآن الكريم عن الماء:
- الحديث عن دورة الماء ونزوله من السماء إلى الأرض، وتصريفه بين الناس بتقديرٍ من الله العليم الحكيم، فيقول تعالى: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا).
- وجود العديد من الآيات التي تحدَّثت عن إسكان الماء وحفظه في الأرض ونزوله بقدر معيَّن، ومنها قوله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ).
- خروج الماء من الأرض بأمر الله -عزَّ وجلَّ-، إذ يقول في كتابه الكريم: (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا)، وقد أثبت ذلك العلم الحديث.
- الماء هو أساس البقاء على قيد الحياة وعلى هذه الأرض، وخلق الله سبحانه وتعالى الإنسان والحيوان والنبات من الماء، يقول تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ).
- إنَّ الماء سبق جميع المخلوقات في وجوده، ونستدلُّ على ذلك من قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ).
الماء من أعظم النعم التي تستوجب الشكر، ويكون شكرنا لله -تعالى- على هذه النعمة من خلال عدم الاسراف في استخدامها، وعدم التعدي على مورادها بالتلويث، وأن نديم شكر الله باللسان ونتذكر هذه النعمة.