كيف مات النبي يحيى عليه السلام
كيف مات النبي يحيى عليه السلام؟
بُعث يحيى -عليه السّلام- إلى نفر من الحواريّين؛ ليُعلّمهم الشريعة، فكان ممّا قد نهى عنه الزواج من ابنة الاخ أو الأخت، وقد مات نبيّ الله يحيى على يد الحاكم هيرودوس.
إذ أنّ هيرودس، كان يُريد الزّواج من ابنة اخ له، وكان هذا من المحرمّات في شريعتهم في ذاك الوقت، فبيّن له يحيى -عليه السّلام- حُرمة ذلك، فحقد هيرودس على يحيى -عليه السّلام- فأراد قتله، لمعاقبته على محاولة التصدّي له، فأمر بإحضار رأسه.
فدخل جند الحاكم على يحيى -عليه السّلام- وهو قائم يتعبّد لله -تعالى-، فذبحوه، وقطعوا رأسه، وأرسلوه للطّاغية هيرودوس، فأمر بأن يُدفن في دمشق، تحديدًا في المسجد الأمويّ.
قبر النبي يحيى عليه السلام
يقع قبر النبيّ يحيى -عليه السّلام-، في فلسطين، وبها يقع بدنه، أمّا في موضع رأسه -عليه السّلام- فقد تعدّدت الآراء إلى ما يأتي:
- دفن رأسه مع جسده في القدس
- حمل رأسه عند أبيه فدفن بفلسطيّة.
- دفن في مسجد دمشق، وفي هذا القول قد نقل ما يأتي: عن زيد بن واقد وكان الوليد قد كلّفه لعمارة مسجد دمشق، فقال: "وجدنا مغارة فعرَّفنا الوليد، فجاء في اللّيل وبين يديه الشمع، فنزلها فإذا هي كنيسة ثلاثة أذرع في مثلها، وإذا فيها صندوق، ففتحناه، وإذا بِسفْطٍ فيه رأسٌ مكتوب عليه: هذا رأس يحيى بن زكريا، والبشرة والشعر بحاله لم يتغيَّر"
التعريف بالنبي يحيى عليه السلام
يحيى -عليه السّلام- ابن نبي الله زكريّا وبشارة أبيه، الّذي خوطب بالرّسالة والتّكليف بمهام الدّعوة بعد أن بلغ المبلغ المناسب للتكليف بمهام الدّعوة، قال -تعالى-: (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ).
صفات النبي يحيى عليه السلام
عُرف يحيى -عليه السّلام- بعدّة صفات وُصف بها في القرآن الكريم، وهي كما يأتي:
- قال -تعالى-: (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ)، رزق الله -تعالى- يحيى -عليه السّلام- نعمه الكتاب والفهم والحكمة في عمر مبكّر، دون سبع سنين، إضافة لما تفقّهه من الدّين، وقيل في الحكمة بأنّ المراد بها النبوّة.
- قال -تعالى-: (وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا)، اتّصف يحيى -عليه السّلام- بالرّحمة، والعطف، والمحبّة.
- قال -تعالى-: (وَزَكاةً وَكانَ تَقِيًّا* وَبَرًّا بِوالِدَيْهِ)، كان يحيى -عليه السّلام- يرشد النّاس إلى كلّ خير، عونًا لهم على تزكية أنفسهم من كلّ دنس وذنب، إضافة لاتّصافه بالتقوى بتجنّبه للمعاصي وتحرّيه الطاعات، بارًّا بوالديه، قولًا وفعلًا.
- قال -تعالى-: (وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيًّا)،عُرف عن يحيى -عليه السّلام- تواضعه في التعامل مع الآخرين، شديد الطاعة لما أمر به الله -تعالى-، شديد الحرص على تجنّب ما قد نهي الله -تعالى- عنه.
خلاصة المقال: يستفاد ممّا سبق من قصة يحيى -عليه السّلام-، أمران مهمّان، كثرة الرّسل والأنبياء الّذين أرسلوا إلى بني اسرائيل، فلم يزدهم ذلك إلّا إقدامهم على قتل الأنبياء ومطاردتهم، والأمر الثاني؛ اتّخاذ المسلم الأنبياء قدوة له في صفاتهم، وأقوالهم، فهم خير مال وقدوة، ضربت الأمثال فيم في القرآن الكريم.