كيف مات الخلفاء الراشدين؟
وفاة أبي بكر الصديق
توفي أبو بكر الصديق -رضيَ الله عنه- بعد عامين من وفاة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وذلك في شهر جمادى الآخرة من السنة الثالثة عشرة للهجرة، وقد سبق أبو بكرٍ في الوفاةِ أباهُ أبا قحافة الذي عمّر ما يزيد على التسعين عاماً، ومرض أبو بكر الصديق ما يقارب خمسة عشر يوماً، وتوفي على إثر ذلك.
وروى بعض الصحابة أنّه مات حُزناً على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فقد ظلّ حزيناً طيلة المدّة التي عاشها بعد صاحبه ونبيّه، حتى تعب جسده من شدة الحزن فمات، وقام بغسل أبي بكر الصديق -رضيَ الله عنه- عند وفاته زوجته أسماء؛ بوصية منه، وشاركها في ذلك ابنه عبد الرحمن، فقد كان يصب على جسد والده الماء.
وحُمل أبو بكرٍ على السرير ذاته الذي حُمل عليه رسول الله حين مات، أمّا من صلّى عليه فقد كان صاحبهُ عمر بن الخطاب -رضيَ الله عنه-، ودُفن إلى جانب قبر صاحبه محمّد -عليه الصّلاة والسلام- في حجرة ابنته عائشة -رضيَ الله عنها-، وكان قد أوصى بذلك، وجعل الصحابة لحد أبي بكر ملاصقاً للحد النبيّ، وقد نزل قبره عمر، وعثمان، وابنه عبد الرحمن -رضيَ الله عنهم-.
وفاة عمر بن الخطاب
عمر بن الخطاب -رضيَ الله عنه- هو الخليفة الثاني من الخلفاء الراشدين، ولكنّ موته كان غريباً قليلاً؛ فبينما هو ذات يوم يُسوّي صفوف المسلمين مستعدّاً للإمامة بهم في صلاة الفجر، وما أن بدأ بالصلاة إذ ترصّد له عدوّ من أعداء الله، يُدعى أبو لؤلؤة المجوسي ، فقام بطعن عمر من خلفه عدّة طعنات، وكان خنجره مسموماً، واضطرب المسلمون في صلاتهم، إذ جعل أبو لؤلؤة يطعن في المصلّين، فأصاب عدداً منهم.
ظلّ عمر بن الخطّاب غائباً عن وعيه أياماً متأثراً بتلك الجراح، ولمّا أفاق أرسل ابنه عبد الله إلى عائشة أمّ المؤمنين -رضيَ الله عنهما-؛ يستأذنها في أن يُدفن في حجرتها حيث قبر صاحبيه، فوافقت عائشة، بعد أن كانت تريد هذا المكان لنفسها بعد أن تموت، ودُفن عمر بن الخطاب بجوار صاحبيه، وصلّى عليه صهيب الرّومي، وكُفّن بثلاثة أثواب، وكانت وفاته في عام ثلاثة وعشرين للهجرة، بعد أن استمرت خلافته قرابة العشر سنوات.
وفاة عثمان بن عفان
استشهد عثمان بن عفان -رضيَ الله عنه- في السنة الخامسة والثلاثين للهجرة، على يد جماعة خرجت عن طاعة الله ورسوله، وكان يترأسهم عبد الله بن سبأ، الذّي كان أصله يهودياً، وكان يُحرّض الناس على قتل عثمان بن عفّان -رضيَ الله عنه-، فدخلوا على عثمان وهو في حجرته يصلّي، والقرآن بيده، فضربوه حتى وقع المصحف من يده، وسالت دماؤه عليه، ودُفن في البقيع.
وفاة علي بن أبي طالب
استشهد علي بن أبي طالب -رضيَ الله عنه- في الكوفة على يد أحد أشياعه الذين انقلبوا عليه، وهو عبد الرحمن بن ملجم، فضربه في جبهته، ومات متأثراً بجراحه، وذلك في شهر رمضان من عام أربعين للهجرة.