كيف مات ابن تيمية
كيف مات ابن تيمية
توفي الإمام ابن تيمية -رحمه الله-، ليلة الإثنين العشرين من شهر ذي القعدة، سنة سبعمئة وثمان وعشرين للهجرة؛ إثر مرض أصابه لعدة أيام، وكان -رحمه الله- مسجونًا في قلعة دمشق حتى توفي فيها.
وقد صعد مؤذن القلعة على المنارة والحراس على الأبرجة يعلنون للناس خبر وفاة ابن تيمية، حتى تجمع عدد كبير من الناس حول القلعة إثر سماع الخبر، وأُخرجت جنازته من سجن القلعة إلى جامع بني أمية ليصلى عليه ويدفن في مشهد مهيب وبحضور الكثير الأئمة والعلماء والأمراء والجنود، ووسط حشود كثيرة من الناس بلغ عددهم أكثر من خمسمئة ألف شخص، وحضرها نساء كثر قارب عددهن الخمسة عشر ألفًا، حتى أغلقت أسواق دمشق ومنافعها لتنشغال الناس بمصابهم.
وكان يوم وفاته يومًا مشهودًا، وانتشر خبر وفاة الإمام ابن تيمية حتى وصل إلى كثير من بلاد الإسلام؛ مثل العراق، ومصر، والشام، وصلى عليه الناس في جوامعهم.
التعريف بابن تيمية
فيما يأتي ذكر لأبرز المعلومات المتعلقة بابن تيمية -رحمه الله-:
اسم ابن تيمية ونسبه ومولده
شيخ الإسلام ابن تيمية هو الإمام تقي الدين أبو العباس أَحمد بن عبد الحليم بن الإمام مجد الدين أبى البركات عبد السلام بن أبى محمد بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية - رحمه الله-، ولد في حرّان -مدينة في بلاد الشام قديمًا- يوم الاثنين العاشر أو الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة 661 هـ، وهاجر به والده إلى دمشق عندما أغار التتار على بلاد الإسلام سنة 667 هـ وكان عمره سبع سنين، وبقي فيها إلى أن توفي.
كان ابن تيمية -رحمه الله- أبيض الوجه، أسود الرأس واللحية، قليل الشيب، يصل شعره إلى شحمة أذنيه، معتدل القامة، عريض المنكبين، يتميز بصوت جهوري ولسان فصيح.
نشأة ابن تيمية العلمية
نشأ الإمام ابن تيمية منذ صغره في بيئة علمية؛ فحفظ القرآن الكريم، وأخذ الفقه والأصول على يد والده، وسمع من كثير من العلماء والمحدثين؛ ودرس العربية والحديث وتفسير القرآن والفرائض والحساب والجبر والفلسفة، فاتصف بالذكاء الشديد وقوة الحفظ، وكان لا يدخل مجلس علم إلا شهد له معلموه بذلك وأبهر عقولهم.
وتوسع في أخذ العلم وحفظ الشروح والمتون، حتى أنه أصبح مفتيًا للناس ومعلمًا لهم عندما بلغ من عمره تسع عشرة سنة، وحل مكان والده بعد وفاته في تدريس الناس عندما كان يبلغ من العمر إحدى وعشرين سنة؛ فقد كان والده من كبار علماء الحنابلة وأئمتهم، حتى أصبح ابن تيمية من العلماء المشهورين في عصره.
إنتاجه العلمي وتصانيفه
كتب الإمام ابن تيمية -رحمه الله- الكثير من المؤلفات والتصنيفات والرسائل، قدر بعضهم عددها إلى خمسمئة مجلد منها قد فُقد، وانتشرت مؤلفاته في كثير من البلدان وتداولها الناس، ومنها:
- رسالة الاستغاثة.
- قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة.
- كتاب الاستغاثة في الرد على البكري.
- وكتاب الجواب الباهر في زوار المقابر.
- كتاب تلخيص التلبيس على أساس التقديس، في اثني عشر مجلدًا.
- كتاب الجمع ما بين العقل والنقل، في سبع مجلدات.
- كتاب منهاج الاستقامة والاعتدال، في خمس مجلدات.
- كتاب الرد على النصارى، في ثلاث مجلدات.
- كتاب تفسير سورة الإخلاص، في مجلد واحد.
- كتاب الكلم الطيب، في مجلد واحد.
- كتاب الفتاوى، في مجلد واحد.