كيف كرم الله عز وجل بني آدم
كيف كرم الله عز وجل بني آدم
كرّم الله -سبحانه وتعالى- الإنسان، فقد خلقه بيده -عز وجل-، وأسجد الملائكة له، ووهبه العقل والإدراك الذي يتناسب مع ما كلفه به من الخلافة في الأرض، وتحقيق العبودية لله تعالى، وفي هذا المقال سنتناول أهم ما يتعلق بمظاهر تكريم الله للإنسان، والتي تظهر من خلال العناوين التالي ذكرها:
تكريم الله للإنسان في خلقه
إن من أبرز مظاهر تكريم الله -عز وجل- للإنسان تكريمه في خلقه له، ولهذا التكريم صور عديدة لا يمكن حصرها، ولكن نذكر منها على سبيل الإيجاز ما يلي:
- اختص الله الإنسان بأن خلقه بيده، وأسجد الملائكة له تكريمًا له، يقول -تعالى-: (ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ).
- أكرم الله -عز وجل- الإنسان بأن خلقه في صورة حسنة، فأحسن تصويره، وكل ما في جسده يدل على تكريم الله -تعالى- له.
- منح الله الإنسان العقل والإدراك والتمييز، وكرمه على سائر الحيوانات التي لا عقل لها، ووهبه العلم الذي يمكنه من إعمار الأرض ويرفع درجته، ومكنه من النطق والكتابة والتمييز، وكرمه بالفطرة السوية التي منحته الاستعداد للاستخلاف في الأرض.
تكريم الله للإنسان في تسخيره لحمل الأمانة وتسخير الكون له
إن من مظاهر تكريم الله -تعالى- للإنسان أيضًا تسخير الكون له، وتسخيره لحمل الأمانة، ولهذا التكريم جوانب عديدة نذكر منها ما يلي:
- كرّم الله الإنسان بأن سخر له ما في السماوات والأرض، وتسخيرهما ليكونا سببًا لرزق الإنسان، فإن كل ما في السماوات والأرض من نظام دقيق محكم ينظم حياة الإنسان ويسخرها له؛ إنما هو من حكمة الله -تعالى- وفضله على الإنسان.
- من تكريم الله للإنسان أيضًا أنه فضله على سائر المخلوقات الأخرى، يقول -تعالى-: (وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلًا).
- من تكريم الله للإنسان أنه حمله الأمانة وجعله مستخلفًا في الأرض، ونفى عنه الجبر، وأعطاه الحرية الكاملة، فكل إنسان مسؤول عن تصرفاته وهو محاسب عليها كذلك.
- من مظاهر التكريم أيضًا أن الله أرسل الرسل لهداية الناس وإرشادهم إلى طريق الحق، يقول -تعالى-: (قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ* يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ).
- ومن أعظم مظاهر التكريم حب الله للإنسان وجعله مذكورًا في الملأ الأعلى، وإكرامه بمعية الله له وولايته للصالحين من عباده.
تكريم الله للإنسان بإعداد الجنة جزاء لعمله الصالح
إن من أجل مظاهر تكريم الله للإنسان أن أعد الجنة له جزاء لعمله الصالح في الدنيا، فإن الدنيا ومهما كانت مليئة بالمتاع لا تساوي شيئًا من متاع الجنة، فقد جعل الله الدنيا امتحانًا لعباده، وجعلها سبيلًا للوصول إلى الجنة، فمن اجتهد في الدنيا في العبادة والخير كان جزاؤه الجنة، يقول -تعالى-: ( قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى).