علاج الانيميا
علاج الأنيميا أو فقر الدم
يعتمد علاج فقر الدم أو الأنيميا (بالإنجليزية: Anemia) بصورة رئيسية على علاج المسبب، وحقيقة تُعدّ الأسباب المحتملة لفقر الدم كثيرة، وبشكل عام لُخّصت هذه الأسباب في ثلاث مجموعات، وهي فقر الدم الناجم عن عدم تصنيع أو إنتاج عدد كافٍ من خلايا الدم الحمراء السليمة، وفقر الدم الناجم عن حدوث النزيف، وأخيرًا فقر الدم الناجم عن تحطيم خلايا الدم الحمراء بصورة أعلى من المعدل الطبيعيّ، ومن الجدير بالذكر أن كلّ مجموعة من هذه المجموعات يندرج تحتها عدد من الأسباب، وفيما يأتي بيان علاج الأنيميا بحسب هذه الأسباب بشيء من التفصيل:
فقر الدم الناجم عن عوز الحديد
يُعرف فقر الدم الناجم عن عوز الحديد (Iron Deficiency Anemia) بأنّه الحالة التي تتمثل بانخفاض معدل الحديد في الجسم عن الوضع الطبيعيّ، وإنّ هذه الحالة تتراوح في شدتها بين البسيطة التي لا تُسبب ظهور أي أعراض أو علامات تُذكر والحالات الشديدة التي تُسبب أعراضًا ملحوظة، ويعتمد علاج فقر الدم الناجم عن عوز الحديد على مدى شدة الحالة بالإضافة إلى احتمالية اللجوء لعلاج المُسبب في بعض الأحيان إن دعت الضرورة، وفيما يأتي بيان الخيارات العلاجية المتاحة بشيء من التفصيل:
- مكملات الحديد: (Iron supplements)، تعدّ مكملات الحديد العلاج الأكثر استخدامًا لفقر الدم الناجم عن عوز الحديد، ومن هذه المكملات ما يُعطى على شكل حبوب للبالغين، وسائل فمويّ للأطفال والرضّع، ولا يجب استخدام هذه المكملات لمن لا يُعاني من نقص الحديد لأنّ فرط الحديد في الجسم قد يُحدث تلفًا في الأعضاء، ويجدر الذكر أنّه في حال تمّ وصف المكملات من قبل الطبيب يجب الالتزام بالجرعات كما وصفها، وقد يتطلب ظهور نتائج العلاج فترة تتراوح ما بين 3 إلى 6 أشهر، وبالنسبة للتعليمات أو التوصيات الخاصة بأخذ هذه المكملات فيمكن بيانها أدناه:
- تناول مكملات الحديد قبل تناول الطعام وعلى معدة فارغة إن أمكن، وذلك لتعزيز امتصاص الحديد، ولكن في حال تسببت المُكمّلات بالغثيان فيُنصح بأخذها مع الوجبات.
- تجنب أخذ مضادات الحموضة التي تُستخدم عادة للتخفيف من الشعور بحرقة المعدة، وذلك لأنّ مضادات الحموضة تؤثر سلبًا في امتصاص الحديد، ولذلك يُنصح بأخذ مكملات الحديد قبل أخذ مضادات الحموضة بساعتين، أو بعد أخذ مكملات الحموضة ب4 ساعات.
- أخبر الطبيب عن الآثار الجانبية التي تظهر إثر أخذ هذه المكملات، مثل: التقيؤ، والإسهال، والإمساك ، والغثيان، فقد يُغير الطبيب نوع المكمّل أو يُعدّل الجرعة بما يُناسب الشخص المعنيّ.
- حُقن الحديد: يمكن أن يلجأ الطبيب لخيار حقن الحديد في حال عدم قدرة مكملات الحديد الفموية على استعادة المستويات المقبولة للحديد في الجسم، وعادة ما تكفي حقنة واحدة أو مجموعة من الحقن قليلة العدد في السيطرة على الحالة وإعادة الحديد إلى مستوياته الطبيعية، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّه في حال كان نقص الحديد ناجمًا عن الإصابة بمرض مزمن مثل: داء سيلياك أو مرض الكلى المزمن فإنّ المصاب يحتاج عددًا أكبر من حقن الحديد، وأمّا بالنسبة للآثار الجانبية المحتملة فهي التقيؤ والصداع، وغالبًا ما تزول هذه الأعراض بعد يوم أو يومين.
- حقن خلايا الدم الحمراء: لا يُلجأ لهذا الخيار العلاجي إلا في الحالات الشديدة من الأنيميا، والتي تكون قد تسببت بظهور آثار جانبية حادة، مثل الشعور بألم في الصدر .
- مُعالجة المُسبب: عادة ما يُفكر المختص في البحث عن السبب وراء فقر الدم الناجم عن عوز الحديد في حال لم تُثمر مكملات الحديد في حل المشكلة بشكل جذريّ؛ إذ يعتقد أنّ المصاب إمّا يُعاني من نزيف، وإمّا من مشكلة في امتصاص الحديد تحول دون امتلاك الجسم كمية كافية من الحديد، وفي هذه الحالات يُقيم الطبيب الحالة ويُحللها، وقد يتطلب الأمر وصف بعض الأدوية لعلاج نزف الدورة الشهرية الغزير مثل حبوب منع الحمل، أو المضادات الحيوية وغير ذلك من الأدوية في حال كان السبب وجود قرحة هضمية، أو يلجأ للجراحة في حال كان السبب هو وجود ألياف، أو سلائل أو أورام أو استخدام الجراحة بالمنظار لوقف النزيف في حال وجوده.
فقر الدم الناجم عن عوز فيتامين ب 12
يحتاج نخاع العظم لفيتامين ب12 لتصنيع خلايا الدم الحمراء، ويمكن الحصول عليه من مصادره الغذائية في الوضع الطبيعيّ، مثل: اللحوم، والحليب، والبيض، وتُنتج المعدة بروتينًا يُعرف بالعامل الداخلي، وهو مسؤول عن تعزيز امتصاص فيتامين ب12 في الأمعاء، ومن الممكن أن يُعاني البعض من فقر الدم الناجم عن عوز فيتامين ب12 ، وذلك إمّا بسبب عدم الحصول على الغذاء الغنيّ به بكميات كافية، وإمّا بسبب ضعف امتصاص الجسم لهذا الفيتامين، أو بسبب عدم امتلاك النسبة الكافية من العامل الداخليّ؛ والسبب الأخير يُعزى لوجود خلل مناعي يتسبب بمهاجمة جهاز المناعة لخلايا المعدة المُنتجة للعامل الداخلي أو الخضوع لجراحة تسببت باستئصال خلايا المعدة المُنتجة له، وإنّ علاج فقر الدم الناجم عن عوز فيتامين ب12 سهل في أغلب الحالات، وهو يعتمد بصورة رئيسية على تناول الأطعمة المحتوية عليه مثل اللحوم والكبد والحبوب المُدعّمة به إلى جانب المصادر المذكورة سابقًا، وقد يُلجأ إلى إعطاء مكملات فيتامين ب12 على شكل حبوب فموية أو عن طريق الحقن أو حتى على شكل بخاخ أنفي بحسب حالة المصاب، فمثلًا في حال وجود مشكلة في امتصاص فيتامين ب12 فإنّه يُلجأ للحقن في الغالب أو إعطاء الحبوب الفموية لمدى الحياة، وأخيرًا يمكن أن يلجأ المختص لعلاج المُسبب إن اقتضت الحاجة، ويجدر التنبيه إلى ضرورة الالتزام بالجرعات الموصوفة تجنيًا لأيّ مخاطر.
فقر الدم الناجم عن عوز حمض الفوليك
يحتاج الجسم لحمض الفوليك (بالإنجليزية: Folic Acid) كذلك لتصنيع خلايا الدم الحمراء، وعليه فإنّ نقص حمض الفوليك يُعيق إنتاج خلايا الدم الحمراء، فيُسبب فقر الدم المعروف بذلك الناجم عن عوز حمض الفوليك، ويُعدّ حمض الفوليك أحد أنواع فيتامينات ب.
ويعتمد علاج فقر الدم الناجم عن عوز حمض الفوليك على إعطاء مكملات حمض الفوليك بشكل أساسيّ، وذلك في الغالب لمدة 4 شهور، وقد يتطلب الأمر علاجًا لفترة أطول من ذلك في حال كان المُسبب مستمرًا، ويجدر التنويه إلى ضرورة إجراء فحص لقياس مستوى فيتامين ب12 قبل العلاج بحمض الفوليك، وذلك لأنّ تعويض حمض الفوليك قد يُغطي على نقص فيتامين ب12، الأمر الذي يُسبب مضاعفات نقص فيتامين ب12 وتركه دون علاج، وإلى جانب المكملات يُنصح بتعديل النظام الغذائي للتركيز على تناول المصادر الغنية به، مثل: البروكلي، والأرز البني، والبازيلاء، والهليون، وكرنب البروكسل، هذا بالإضافة إلى ضرورة معالجة المُسبب والتخلص من شرب الكحول، ويجدر التنويه إلى أنّ نقص حمض الفوليك أثناء الحمل قد يُسبب اعتلالات في الأنبوب العصبي لدى الجنين، ولذلك يُنصح بأخذه خلال الأشهر الأربعة الأولى من الحمل.
فقر دم الأمراض المزمنة
على الرغم من وجود الحديد بكميات كافية وربما فائضة في مخازنه في حال الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، إلا أنّ الالتهابات التي تُحدثها هذه الأمراض في الجسم تحول دون قدرة الجسم على استخدام هذا الحديد المخزّن، وبذلك يقل إنتاج خلايا الدم الحمراء، ويُعاني المصاب من فقر الدم، وفي سياق هذا يُشار إلى أنّ أكثر الأمراض المزمنة تسببًا بالالتهابات هي مرض الكلى المزمن، وأمراض المناعة الذاتية ، والسرطانات، والتهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid Arthritis) وأمّا بالنسبة لعلاج فقر الدم الناجم عن هذه الحالات فيتمثل بما يأتي:
- علاج المُسبب إن أمكن: فمثلًا إنّ إعطاء الأدوية المناسبة للسيطرة على الالتهاب المصاحب لالتهاب المفاصل الروماتيديّ يؤدي إلى تحسين حال الدم وحتى الشفاء من مشكلة فقر الدم.
- الخيارات الدوائية لعلاج فقر الدم: يمكن أن يُلجأ لوصف ما يُعرف بعامل المدمية المحفز أوهرمون الإريثروبويتين (بالإنجليزية: Erythropoiesis-stimulating agent) في حالات فقر الدم الناجمة عن أمراض الكلى المزمنة، وفي الغالب تُعطى مكملات الحديد إلى جانب هذه الأدوية بهدف تعزيز امتصاصها.
- نقل الدم لعلاج فقر الدم: في حال كان فقر الدم الناجم عن الإصابة بالأمراض المزمنة شديدًا للغاية يمكن أن يلجأ الطبيب المختص لخيار نقل الدم وذلك لرفع مستوى خلايا الدم الحمراء بسرعة.
فقر الدم اللاتنسجي
تُعرف حالة فقر الدم اللاتنسجي (بالإنجليزية: Aplastic Anemia) بالمشكلة الصحية التي تتمثل بعدم قدرة نخاع العظم على إنتاج عدد كافٍ من خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصفائح الدموية، الأمر الذي يُسفر عن المعاناة من فقر الدم، وزيادة فرصة الإصابة بالعدوى، ومواجهة مشاكل في تخثر الدم، وحقيقة توجد كثير من الحالات التي لا يكون السبب الكامن وراء المعاناة من فقر الدم اللاتنسجي واضحًا، بينما توجد حالات أخرى يمكن للطبيب المختص معرفة السبب الكامن وراءها، مثل التعرض للمعادن الثقيلة، والتعرض للإشعاع، ووجود تاريخ للإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة ، وأخذ بعض أنواع مضادات التشنجات أو الأدوية الأخرى، وغير ذلك، ويمكن تلخيص أهم الطرق العلاجية التي قد يُلجأ إليها للسيطرة على هذه الحالة كما يأتي:
- الاكتفاء بمراقبة الحالة في الحالات البسيطة أو المعتدلة من فقر الدم اللاتنسجي.
- إجراء عمليات نقل الدم، وحقيقةً لا يُعدّ مثل هذا الإجراء خيارًا علاجيًا، وإنّما طريقة للسيطرة على الأعراض التي يُعاني منها المصاب، بما فيها نزف الدم وأعراض فقر الدم، وقد تتم عمليات نقل أيّ ممّا يأتي بحسب حالة المصاب:
- خلايا الدم الحمراء: وتساعد عملية نقل هذه الخلايا على التخفيف من شعور المصاب بالتعب وأعراض فقر الدم الأخرى، وعلى الرغم من اعتبار هذا النوع من نقل الدم آمنًا إلى حدّ ما، إلا أنّ تكرار استخدامه قد يُسبب فرط الحديد في الدم، ويمكن للطبيب أن يصف الأدوية المناسبة التي تحد من تراكمه وبالتالي حماية الأعضاء من أي تلف حاصل.
- الصفائح الدموية: تساعد عملية نقل الصفائح على وقف النزيف إلى حد كبير.
- زراعة نخاع العظم: (بالإنجليزية: Stem cell transplant)؛ يُعدّ هذا الخيار العلاجي خيارًا مناسبًا لبعض المرضى، وخاصة صغار السن الذين وُجد لهم مُتبرع مناسب، إذ يقوم مبدأ الإجراء على إتلاف نخاع العظم الخاص بالمصاب بالإشعاع أو العلاج الكيماويّ، ثم حقن الخلايا الجذعية بعد تنقيتها وأخذها من المتبرع، وبعد حقنها في وريد الشخص المعنيّ يجدر إعطاء الأدوية التي تمنع رفض الجسم لهذه الخلايا، ويجدر التنبيه إلى أنّ المصاب يحتاج في الغالب للمكوث فترة طويلة في المستشفى إضافة إلى احتمالية تطور بعض المضاعفات.
- الأدوية المُثبطة للمناعة: (بالإنجليزية: Immunosuppressants)، يُلجأ لهذا الخيار في حال عدم القدرة على إجراء زراعة نخاع العظم أو في الحالات التي يكون فيها سبب فقر الدم اللاتنسجي مرضًا مناعيًا ذاتيًا، إذ يهدف إعطاؤها إلى تثبيط عمل الجهاز المناعي وبالتالي يحول دون إيذاء الجهاز المناعي لنخاع العظم، وعلى الرغم من اعتبار الأدوية المناعة خيارًا موفّقًا في أغلب الحالات إلا أنّها تحمل بعض المخاطر وقد تعود مشكلة فقر الدم إلى ما كانت عليه عند التوقف عن أخذها.
- منشطات نخاع العظم: (بالإنجليزية: Bone marrow stimulants)، وتُعرف طبيًا بالعوامل المنبهة للمستعمرات (بالإنجليزية: Colony-stimulating factors)، ومن أمثلتها سارغراموستيم (بالإنجليزية: Sargramostim)، وتهدف إلى تحفيز نخاع العظم لإنتاج خلايا الدم الجديدة، وفي الغالب تُستخدم مع مثبطات المناعة.
- مضادات البكتيريا والفيروسات: قد تُعطى هذه الأدوية بشكل دوريّ في حالات فقر الدم اللاتنسجي الشديدة للغاية، لأنّ المصاب يكون عُرضة للإصابة بالعدوى الخطيرة.
فقر الدم الانحلالي
يُطلق مصطلح فقر الدم الانحلالي (بالإنجليزية: Hemolytic anemia) على الحالة التي تتكسر فيها خلايا الدم الحمراء بصورة أسرع من المعدل الطبيعيّ، وقد يكون ذلك إمّا ناجمًا عن اضطراب في خلايا الدم الحمراء، وإمّا بسبب وجود عامل يُسبب تكسيرها بوقت أبكر ممّا يجب، ويعتمد اختيار علاج فقر الدم الانحلاليّ على حالة المصاب وطبيعة المشكلة التي يعاني منها على وجه التحديد، وبشكل عام يمكن بيان الخيارات المتاحة فيما يأتي:
- مراقبة الحالة دون أي علاج في الحالات البسيطة من فقر الدم الانحلاليّ.
- مكملات حمض الفوليك.
- نقل الدم.
- المضادات الحيوية.
- دواء هيدروكسي يوريا (بالإنجليزية: Hydroxyurea).
- الكورتيكوستيرويدات.
- الأدوية المثبطة للمناعة.
- جراحة استئصال الطحال .
الثلاسيميا
تُعدّ الثلاسيميا (بالإنجليزية: Thalassemias) من المشاكل الصحية المورثة التي تنتقل من الآباء إلى الأبناء، وحقيقة توجد عدة أنواع للثلاسيميا تتفاوت في درجة شدتها وخطورتها، ومنها ما يكون بسيطًا للغاية فلا يتطلب أيّ علاج، ومنها ما يكون شديدًا، ومن الخيارات العلاجية المتاحة للسيطرة على أعراض الثلاسيميا ما يأتي:
- عمليات نقل الدم.
- العلاج باستخلاب الحديد (بالإنجليزية: Iron Chelation Therapy)، وذلك للتخلص من الحديد الزائد الناجم عن عمليات نقل الدم المتكررة.
- مكملات حمض الفوليك.
- زراعة نخاع العظم .
فقر الدم المنجلي
يُعرّف فقر الدم المنجلي (بالإنجليزية: Sickle Cell Anemia) بهذا الاسم نسبة إلى شكل خلايا الدم الحمراء؛ إذ يتغير شكل مركب الهيموغلوبين، الأمر الذي يُحدث تغييرًا في شكل خلايا الدم الحمراء، ومن المؤسف أنّ الخلايا المنجلية غير مرنة ولا تستطيع تغيير شكلها بسرعة، ولذلك فإنّ جزءًا كبيرًا منها ينفجر أثناء مروره بالأوعية الدموية ، وما يتبقى تكون دورة حياته أقل من المعتاد، وهنا يقف نخاع العظم عاجزًا أمام السرعة في التحطيم، فلا يستطيع تصنيع خلايا دم حمراء بسرعة مماثلة، فيُعاني المصاب من فقر الدم، وحقيقة تُعدّ زراعة نخاع العظم أو الخلايا الجذعية الطريقة الوحيدة لعلاج فقر الدم المنجلي، ولكن نظرًا للمضاعفات المترتبة عليها فإنّها لا تُستخدم إلا للأطفال ذوي الحالات الشديدة من فقر الدم المنجليّ الذين وُجد لهم مُتبرع مناسب، وأمّا بالنسبة للخيارات المتاحة للسيطرة على الأعراض وتقليل خطر ظهور المضاعفات فمنها الآتي:
- المضادات الحيوية.
- مسكنات الألم.
- هيدروكسي يوريا.
- نقل الدم.
ملخص حول فقر الدم
يُطلق مصطلح فقر الدم على الحالة التي يحدث فيها انخفاض في المجموع الكلي لخلايا الدم الحمراء في الدم، وحقيقة فإنّ المختصين يُرشّحون أنّ الشخص مصاب بالأنيميا في حال كانت نتيجة أحد الآتية دون الحد الطبيعيّ: الهيموغلوبين (بالإنجليزية: Hemoglobin)، أو عدد خلايا الدم الحمراء ، أو الهيماتوكريت (بالإنجليزية: Hematocrit)، ولفهم ذلك لا بُدّ من بيان أنّ الهيموغلوبين ما هو إلا بروتين غنيّ بالحديد يُعطي خلايا الدم الحمراء لونها، وهو مسؤول عن السماح لخلايا الدم الحمراء بحمل الأكسجين من الرئتين ونقله إلى أجزاء الجسم المختلفة، هذا بالإضافة إلى سماحه لخلايا الدم الحمراء بنقل نسبة من ثاني أكسيد الكروبن الناجم عن عمليات الأيض من خلايا الأنسجة المختلفة إلى الرئتين للتخلص منه هناك، وأمّا بالنسبة للهيماتوكريت فهو المصطلح الذي يُطلق على خلايا الدم الحمراء المُكدّسة (بالإنجليزية: Packed Red Blood Cells) نسبة إلى الدم كلّه، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ الدم سائل يُوجد في الجسم بمعدل خمسة ليترات تقريبًا، وهو مسؤول عن العديد من الوظائف، وحقيقة يُعدّ الدم أكثر لزوجة من الماء، وذلك لأنّ نصف محتواه من البلازما التي تُشكّل الجزء السائل منه، بينما النصف الآخر من الدم مكوّن من ثلاثة أنواع من الخلايا، وهي خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء ، والصفائح الدموية.
وبالعودة للحديث عن الأنيميا يجدر التنبيه إلى أنّ انخفاض نسبة الهموغلوبين، وخلايا الدم الحمراء، والهيماتوكريت يُعطي انطباعًا في الغالب لوجود في فقر الدم، ولكن لا يُعدّ تشخيصًا أكيدًا، إذ لا بُدّ من مراجعة الطبيب المختص لتقييم الحالة وإعطاء التشخيص الصحيح، وبالاستناد إلى نتائج منظمة الصحة العالمية (بالإنجليزية: World Health Organization)، تبيّن أنّه يوجد ما يُقارب 1.6 مليار شخص حول العالم مصاب بفقر الدم، وهذا ما يُعادل 24.8% تقريبًا من مجموع سكان العالم، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الأنيميا قد تُصيب الأشخاص من أي فئة عمرية وبغض النظر عن الجنس أو النوع، ولكنّ أكثر حالات الإصابة بها كانت بين الأطفال الذين هم دون السادسة من العمر.
ويجدر التنبيه إلى أنّ بعض حالات فقر الدم تكون بسيطة أو معتدلة في شدتها فلا تستدعي القلق، ومن الأمثلة على ذلك فقر الدم المصاحب لبعض حالات الحمل، في حين أنّ بعض حالات فقر الدم قد تكون شديدة وقد تكون أعراضها ظاهرة للعيان ولفترات طويلة، ولأنّ خلايا الدم الحمراء مسؤولة عن إيصال الأكسجين إلى أعضاء الجسم المختلفة، فإنّه من المتوقع أن يُعاني المصاب بالأنيميا من أعراض ترتبط بنقص الأكسجين في الجسم، مثل الشعور بالتعب والإعياء العام، بالإضافة إلى برودة الأطراف، وشحوب لون البشرة، والشعور بالدوخة، وزيادة سرعة ضربات القلب ، وضيق التنفس وغير ذلك.
ولمعرفة المزيد عن فقر الدم يمكن قراءة المقال الآتي: ( أسباب فقر الدم وعلاجه وأعراضه ).