لماذا سمي لوط بهذا الاسم
سبب تسمية النبي لوط بهذا الاسم
لوط -عليه السلام- هو نبيٌّ من أنبياء الله -تعالى-، وقيل إنّه سُمّي بهذا الاسم:
- لشدّة حبّه وتعلّقه بعمّه النبيّ إبراهيم -عليه السلام-، حيث إنّ لفظ لوط يعني التعلّق والإلصاق والحب.
- قيل إنّ اسم لوط اسمٌ أعجميّ غير مشتق.
ولوط اسمٌ حَسَنٌ يعني المحبة، ويكفي أنّه اسم نبيٍّ حتى يوصف بذلك، أمّا قوم النبيّ لوط فقد سُمّوا بذلك نسبةً إلى نبيّهم لوط -عليه السلام-، قال الله -سبحانه-: (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ) ، فهناك العديد من الأقوام الذين لم يكن لهم اسمٌ معيّن، فتَسَمّوا نسبة إلى أنبيائهم؛ كقوم نوح -عليه السلام-.
ويجدر بالذكر إلى أنّ فعل الفاحشة -أي اللّواط- لفظٌ يُنسب إلى عمل قوم لوط ، لا إلى نبيّ الله لوط -عليه السلام- حاشاه، فاللوطي نسبة إلى قوم لوط، وهي مصدر من لاوط؛ أي فعل مثل فعل قوم لوط، وقيل سُمّيت الفاحشة بذلك نسبة إلى نهي النبيّ لوط -عليه السلام- عنها، وهو من الأساليب العربية المستخدمة بكثرة.
التعريف بنبي الله لوط عليه السلام
هو لوط بن هاران بن آزر، فهو ابن أخ النبيّ إبراهيم -عليه السلام-؛ أي إنّ سيّدنا إبراهيم عمّه كما ذكرنا سابقاً، وقد ذُكر النبيّ لوط في القرآن حوالي سبع عشرة مرّة، وأرسله الله -عزّ وجلّ- إلى أهل سدوم، وهي قريةٌ تقع بين الشام والحجاز، وقيل إنّهم كانوا في الأردن، وكانت سدوم تضمّ عشر قرى تقريباً، وقيل أكثر.
دعوة لوط عليه السلام لقومه
كان النبيّ لوط يُهاجر مع عمّه إبراهيم -عليهما السلام-، وقد رحل النبيّ إبراهيم إلى مصر وذهب النبيّ لوط إلى سدوم، وهناك أمره الله -تعالى- بدعوة أهل هذه القرية إلى ترك عبادة الأصنام، وترك الفاحشة التي اشتُهِروا بها؛ وهي إتيان الرجل للرجل، قال -تعالى- على لسان نبيّه لوط: (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ* أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ) .
هلاك قوم لوط عليه السلام
ظلّ قوم لوط يفعلون الذنوب والمعاصي، فأغضب هذا الفعل الله -عزّ وجل-، وحذّرهم نبيّهم لوط من العذاب الشديد في حال استمرارهم في المعصيّة والشرك بالله -عزّ وجل-، ولكن استمر قوم لوط بالشرك والانغماس بالذنوب، وهدّدوا سيدنا لوط بالطّرْد، وجعلوا التطهّر عقوبةً تستحق الإخراج من البلاد، وظلّوا يتمادون حتّى أرسل الله عليهم عذاباً شديداً.
وقبل ذلك أمر الله -عز وجل- النبي لوط بالخروج من القرية أثناء الليل قبل طلوع الفجر؛ وذلك لأنّ موعد العذاب كان صباحاً، وحينها قلبت الملائكة القرية، وأنزل الله -تعالى- عليهم الحجارة من السماء فأهلكهم حتى صارت قريتهم قريةً هامدة لا حياة فيها.
وقد ذُكرت قصّتهم في القرآن الكريم في قول الله -تعالى-: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ* إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ* وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ* فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ* وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ).