كيف عاش الإنسان في العصر الحجري الوسيط؟
ما هو العصر الحجري الوسيط
يقسم العصر الحجري إلى 3 فترات: العصر الحجري القديم والوسيط والحديث ويتميز باستخدام الأدوات المختلفة والت يصنعها الإنسان البشري الأول الذي عاش وتطور قبل قرابة 300000 سنة قبل الميلاد، واختلفت نشاطاته من الصيد والجمع (الاستهلاك) إلى الزراعة وإنتاج الغذاء، وقد تشارك الكوكب مع أقربائه أشباه البشر بما في ذلك إنسان "نياندرتال" و"دينيسوفان" الذين انقرضوا في وقت ما سابقًا.
وقد عاش البشر الأوائل في الكهوف والأكواخ البسيطة والخيام، وبرعوا في الصيد وجمع الأشياء المختلفة، كما استخدموا الأدوات الأساسية وصنعوها من الحجر والعظم كالفؤوس الحجرية التي استخدمت لصيد الطيور والحيوانات البرية، كما كانوا يطهون فرائسهم كاماموث الصوفي والغزلان وغيرها وجمع التوت والفاكهة والمكسرات.
وقد نزع إنسان العصر الحجري القديم إلى استخدام خليط من المعادن والأكرا وبقايا عظام الحيوانات المحترقة والفحم والماء والدم بالإضافة إلى الدهون الحيوانية لحفر رموز وعلامات تشير لهم وللحيوانات وأشكال الحياة في ذلك الوقت على الأحجار وجدران الكهوف.
ثم قاموا بنحت التماثيل الصغيرة من الحجارة والطين والقرون والعظام، وانتهلى العصر الحجري الأخير بانقراض عدد من الثديات الكبيرة وارتفاع مستوى سطح البحار وتغيرات في المناخ تسببت في هجرة الإنسان القديم.
جوانب حياة الإنسان في العصر الحجري الوسيط
لم تكن حياة الإنسان الحجري القديم ذات رفاهية كما هو الحال في عصرنا إلا أنه قام بصناعة الأدوات والثياب وزرع البذور للحصول على طعامه كما ابتدع العديد من الأدوات والأشياء الأخرى، وفيما يلي بيان لبعضها:
رسومات الكهوف
يعود تاريخ العصر الحجري القديم إلى ما بين (50000-10000) سنة مضت وفي ذلك الوقت حل البشر الحديثون محل الأنساب الأقدم في جميع مناطق العالم إلا أن دراسات الحمض النووي تؤكد أنهم تزوجوا معهم في بعض الأحيان.
كما شهدت هذه الفترة زيادة ملحوظة في الأعمال الفنية التصويرية والتي شملت لوحات الكهوف والتماثيل الصخرية والمنحوتات العاجية العظيمة وغيرها، ويعود تاريخ اللوحات الملونة الطبيعية التي وجدت على جدران كهف ألتاميرا الموجود في شمال إسبانيا إلى العصر الحجري القديم الأعلى قرابة 30 ألف عام.
الموسيقى
امتلك الإنسان في العصر الحجري القديم الأعلى حسًا موسيقيًا وإبداعا ملحوظًا حيث تم العثور على فلوت مصنوع من عظام مجوفة لنسر قديم عاش في فترة تعود إلى ما قبل 43 ألف سنة مضت وهي بذلك تسجل أقدم آلة موسيقية تم التعرف عليها وأول دليل على الإبداع البشري.
وقد تم العثور عليها في عام 2009 بداخل كهف في جبال الألب جنوب غرب ألمانيا بالإضافة إلى بعض أقدم فنون الكهف المعروفة، وهي تمتلك قطعة للفم على شكل حرف V والتي تصدر نغمة عند نفخ الهواء بداخلها ويمكن تغيير النوتة بتحريك الأصابع على الثقوب الخمسة المحفورة.
ويرى العلماء أن عزف الموسيقى يمكن أن يمنح الإنسان العاقل ميزة تطورية على أسلافه من البشر السابقين وذلك أن الموسيقى تعمل على تحسين التواصل فيما بينهم وكما تنشئ روابط اجتماعية أكثر قوة.
أدوات العصر الحجري
تعد "تقنية اللب المحضر" إحدى الابتكارات الرئيسية في ذلك العصر بحيث تقشر النواة بعناية من جانب واحد للحصول على شريحة بشكل وحجم محددين مسبقًا وبضربة واحدة، وقد تكون هذه التقنية ساعدت على رفع مستوى التوحيد القياسي والقدرة على التنبؤ في تكنولوجيا الأحجار.
كما تضمنت مجموعة الأدوات التي تم ابتكارها في العصر الحجري الوسيط نقاطًا من الممكن تحريكها إلى أعمدة لعمل الرماح، وبعد ذلك قاموا بابتكار وإنشاء نقاط أصغر منها من الممكن ربطها بأعمدة أصغر وأكثر دقة بهدف صنع السهام وبعض الأسلحة المقذوفة الأخرى.
كما صنعوا "المخرز" الحجري والذي استخدموه لتثقيب جلود الحيوانات التي تغذوا عليها بالإضافة إلى "الكاشطات" التي كانت مفيدة لتحضير الجلود والأخشاب، وغيرها الكثير من الأدوات النموذجية التي توصل لها الإنسان القديم الذي عاش خلال العصر الحجري بفتراته المختلفة.
وقد تم العثور على العديد من الأدوات غيرها في مختلف المناطق المنتشرة في أوروبا أما في إفريقيا فقد اشتملت مجموعات أدوات العصر الحجري الوسيط على بعض الشفرات ومجموعة متنوعة من الأدلة الأثرية كالخرز والمصنوعات اليدوية التي تشير إلى استخدام الألوان والرموز في ذلك الوقت والتي تعتبر نموذجية مقارنة بإمكانات ذلك العصر.