كيف توقف نزيف الجرح
كيفية وقف نزيف الجرح
تتمثّل آلية الجسم في وقف نزيف الجرح بتكوّن جلطة دموية (بالإنجليزية: Clot) نتيجة تخثّر الصفائح الدموية (بالإنجليزية: Platelets) في موقع النزف، الأمر الذي يوقف تدفّق الدم، ومن الجدير بالذكر أنّ الجروح قد تنزف بكافّة حالاتها؛ فحتى الجروح البسيطة قد تنزف كثيرًا، وخاصًة إن كان الجرح في مكان حسّاس مثل الفم، وقد تحتاج الجروح الطفيفة مدّة زمنية تصل لـ10-15 دقيقة لتتوقف عن النزيف، وقد تحتاج وقتًا أقل من ذلك في بعض الحالات، ولكنها قد تستمر بتقطير كميات قليلة من الدم لفترة قد تصل إلى 45 دقيقة. ويُشار إلى إمكانية اللجوء لبعض الخيارات المنزلية للمساعدة على تسريع عملية تخثّر الدم (بالإنجليزية: Coagulation) وإيقاف النزيف بشكل أسرع، ومن هذه الخيارات المنزلية ما يأتي:
الضغط على مكان الجرح
إنّ الضغط بقوة على مكان الجرح باستخدام قطعة شاشٍ أو قماش نظيفة بغضّ النظر عن نوعها ولمدة تتراوح بين 5-10 دقائق يُعدّ الخطوة الأولى والطريقة الأمثل لإيقاف تدفّق الدم، أمّا في حال وجود جسم منغرز في مكان الجرح فيتمّ الضغط حول الجسم المنغرز وليس فوق الجرح مباشرًة، وبعد انقضاء هذه المدة يُمكن التحقق ما إذا كان تدفّق الدم قد تباطأ أو توقف، فإن لم يكن كذلك يُستأنف الضغط على الجرح لمدة 5 دقائق إضافية، فإن لم يتوقف بعد ذلك، فيُنصح بالتواصل مع الطبيب لطلب المشورة الطبية بشأن ذلك، وحتى بالنسبة للحالات التي يُلاحظ توقف النزيف فيها؛ فيُنصح بعدم إزالة الكمادة المُستخدمة في الضغط على الفور، بل الاستمرار بتطبيق الضغط لفترة من الزمن كما ذكرنا؛ وذلك لأنّ إزالة الضغط في وقت مبكّر جدًا قد يزيل الخثرة المتكونة، مما يزيد كمية الدم المتدفق من الجرح.
رفع العضو المُصاب
يُنصح برفع العضو المُصاب إن أمكن للمساعدة على إبطاء النزيف؛ فإذا كان الجرح في الساعد أو الساق مثلًا، فيمكن رفع الطرف المصاب بحيث يكون بمستوىً أعلى من مستوى القلب ، أمّا إذا كان الجرح في منطقة الرأس فُينصح بالاستلقاء مع إبقاء الرأس بمستوىً أعلى من مستوى الجسم، إذ وُجد أنّ رفع العضو المصاب قد يُساعد على إيقاف النزيف بتقليل كمية الدم المتدفق إلى مكان الجرح.
استخدام الثلج
يُعدّ تطبيق الثلج على الجرح من الخيارات المنزلية التي قد تساعد على تقليل التورّم وإيقاف نزيف الجروح، وخاصةً إن كان في الفم، إذ يتمّ وضع مكعب ثلج ملفوف بقطعة شاش بشكل مباشر على مكان الجرح، مع ضرورة التأكد من أن حرارة الجسم ضمن معدلاتها الطبيعية؛ فلا يجوز استخدام الثلج في حال ارتفاع أو حتى انخفاض درجة حرارة الجسم، ويُشار إلى وجود القليل من الأبحاث العلمية التي تدعم استخدام الثلج لحالات الجروح، فقد وُجد أنّ وقت نزيف الجرح قد يكون أطول بارتفاع درجة حرارة الجسم، وفي المقابل قد يكون تجلّط الدم أبطأ بانخفاضها.
استخدام الفازلين
يُستخدم الفازلين (بالإنجليزية: Petroleum jelly) كخيار منزلي لإيقاف النزيف، وفي الحقيقة يُفضّل استخدامه لإيقاف نزيف الجروح السطحية، إذ يُنصح بمسح مكان الجرح والمنطقة المحيطة به لتجفيفها قبل وضع الفازلين، ثم يُوضع على الجرح ويُترك حتى يتوقف النزيف، وفي النهاية يُمسح لإزالة أيّ آثار متبقية، ويُشار إلى أنّ الفازلين في الأصل يُستخدم لحماية الجلد بسبب احتوائه على مزيج من الزيوت والمواد الشمعية.
دواعي مراجعة الطبيب
تستدعي بعض حالات نزيف الجروح مراجعة الطبيب، ومنها ما يأتي:
- عدم الحصول على مطعوم الكُزاز (بالإنجليزية: Tetanus) خلال العشر سنوات السابقة، أو في حال الإصابة بجرح عميق مع عدم تلقّي مطعوم للكزاز خلال الخمس سنوات السابقة.
- جرح لا يخف نزفه.
- جرح ناتج عن عضة إنسان أو حيوان.
- وجود أوساخ وملوثات لم تخرج من الجرح.
- جرح مفتوح لا يمكن إغلاقه بشكل جيد رغم الضغط عليه.
- تكشّف أكثر من طبقة من طبقات الجلد، بحيث يمكن رؤية ما دون الطبقة العلوية من الجلد.
- تنميل أو خدران المنطقة المحيطة بالجرح.
- تشكّل خطوط حمراء حول المنطقة المحيطة بالجرح.
- وجود جرح في منطقة الوجه.
- وجود الجرح في منطقة الكف أو الأصابع أو الرسغ، مع ملاحظة توقف أيّ من المفاصل في هذه المناطق عن الحركة.
- وجود الجرح في منطقة القدم أو أصابع القدم أو الكاحل، مع ملاحظة توقف أيّ من المفاصل في هذه المناطق عن الحركة.
- ظهور علامات تدل على وجود عدوى في الجرح مثل:
- وجود احمرار.
- خروج مادة رمادية لزجة ذات قوام كريمي من مكان القطع أو الجرح.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم عن 38 درجة مئوية.
دواعي التدخل الطبي الفوريّ
تستدعي بعض حالات نزيف الجروح التدخل الطبي الفوريّ وطلب الإسعاف، وتتضمن ما يأتي:
- حدوث نزيف شديد أو تدفّق شديد للدم من الجرح.
- وجود نزيف لا يتوقف بالرغم من الضغط عليه بقوة وثبات لمدة تتجاوز 10 دقائق.
- اشتباه بوجود نزيف داخلي.
- وجود جرح في منطقة البطن أو الصدر.