كيف تموت الخلايا السرطانية؟
كيف تموت الخلايا السرطانية؟
يُمكن أن تموت الخلايا السرطانية بالعديد من الطرق، حيثُ يجب قتلها قبل أن تنتشر في أجزاء أخرى، ومن أهم الطرق التي تموت فيها الخلايا السرطانية ما يأتي:
العلاج الإشعاعي
يُستخدم العلاج الإشعاعي جسيمات أو موجات عالية الطاقة، كالأشعة السينية أو أشعة جاما أو أشعة الإلكترونات والبروتونات لتدمير الخلايا السرطانية أو إتلافها، إذ يعمل العلاج الإشعاعي عن طريق إحداث فواصل صغيرة في الحمض النووي داخل الخلايا والتي تعمل على منع الخلايا السرطانية من النمو والانقسام وتتسبب في موتها، ولكنّ هذا بالطبع يؤدي للآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي .
يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الخلايا الطبيعية والسليمة التي تكون قريبة من الإشعاع قد تتأثر به أحيانًا، لذلك يجب أن يتم التخطيط للعلاجات الإشعاعية بدقة متناهية بحيث تستهدف الخلايا السرطانية بهدف تدميرها بأقل ضرر ممكن أن تسببه للخلايا السليمة القريبة منها.
العلاج الكيميائي
يهدف العلاج الكيميائي إلى منع تكاثر الخلايا وتكاثر الأورام، وبالتالي تمنع السرطان من الغزو إلى الأنسجة المحيطة وتشكيل الأورام الخبيثة، لكن هذا يؤدي إلى الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي بسبب تأثيره على الخلايا الطبيعية أيضًا، إذ يمكن أن يحدث تثبيط نمو الورم على عدة مستويات داخل الخلية وبيئتها.
يؤثر العلاج الكيميائي على التركيب الجزيئي ووظائف الخلايا السرطانية عن طريق التدخل في تخليق الحمض النووي أو الحمض النووي الريبوزي أو البروتينات ، وعندما يكون التدخل في التركيب الجزيئي كافيًا، فإنه يؤدي إلى قتل الخلايا السرطانية والتسبب في موت الخلايا السرطانية المبرمج.
العلاج المناعي
أُحرز تقدم كبير في مجال علم المناعة في العقدين الماضيين، والتي فتحت الباب أمام العديد من علاجات السرطان المبتكرة والواعدة التي تعمل على التلاعب بالاستجابة المناعية وتعزيزها، أيضًا، عن طريق إدخال وتنشيط الخلايا المناعية كالخلايا التائية والخلايا القاتلة الطبيعية، كما تم تطوير العديد من الأجسام المضادة لعلاج الأورام والتي أثبتت نتائجها الفعالة في التخلص من الخلايا السرطانية بقتلها.
العلاج الجيني
قامت تقنيات العلاج الجيني بتوفير العديد من العلاجات المبتكرة لمنع الوفيات الناجمة عن السرطان، إذ يستخدم العلاج المناعي الخلايا المعدلة وراثيًا والجزيئات الفيروسية لتحفيز جهاز المناعة على تدمير الخلايا السرطانية، وذلك عن طريق استخدام جزيئات فيروسية معدلة جينيًا لتتكاثر داخل الخلية السرطانية وتعمل على تعديل الجينات لتسبب موت الخلايا، هو أسلوب علاجي ناشئ واعد للغاية.
نقل الجينات هو طريقة علاج جديدة تُدخل جينات جديدة في خلية سرطانية أو الأنسجة المحيطة لتسبب موت الخلايا أو إبطاء نمو السرطان، ويتم استخدام مجموعة واسعة من الجينات والنواقل البيولوجية في التجارب السريرية والتي أظهرت نجاحًا هائلاً، إذ أصبح من الممكن استخدامها بمفردها أو بالاشتراك مع العلاجات الحالية للمساعدة في جعل السرطان مرضًا يمكن التحكم فيه.
موت الخلايا السرطانية
تمتلك الخلايا السرطانية غالبًا طفرة تمكنها من إنتاج إحدى الجينات المهمة والمسؤولة عن تثبيط الإشارات القادمة من الجهاز المناعي والتي تنشط موت الخلايا السرطانية المبرمج، لذلك تصبح الطريقة الأفضل لقتل الخلايا السرطانية هي عن طريق استهداف وتثبيط العوامل التي تبقيها على قيد الحياة بتدمير تلك العوامل.
تموت الخلايا السرطانية في حالة تم إصلاح الخلل في الحمض النووي الحاصل للخلية، بحيث تموت الخلايا السرطانية بطريقة طبيعية، ذلك ما أثبتته الدراسات التي أجريت على الحيوانات المخبرية؛ وهذا ما تسعى الأدوية الحديثة إلى التوصل إليه، ألا وهو إصلاح ذلك الخلل، ليتم الشفاء من المرض وتدمر الخلايا السرطانية نفسها بموت الخلية المبرمج.