كيف تكون عدة الارملة
كيفية عدة الأرملة
تجب على المرأ ةالعدة بمفارقة زوجها، وبغض النظر عن نوع الفرقة الحاصلة، سواء أكانت طلاق، أو فسخ، أو وفاة، وتمتاز عدة الوفاة عن غيرها باختلاف كيفيتها وبعض الأحكام المتعلقة بها، وفيما يأتي أهم الأمور التي بها تتحقق العدة من الوفاة بوجهها الصحيح:
الامتناع عن الزواج ومقدماته
تكون عدة المرأة التي توفى عنها زوجها (الأرملة) بأن تمتنع عن الزواج ومقدماته كالخطبة الصريحة، مدة أربعة أشهر وعشرة أيام للحائل (غير الحامل)، لقوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ۖ).
أما إن كانت حاملًا فتنتهي مدة عدتها بوضع الحمل، وبغض النظر عن المدة، بحيث لو وضعت حملها لمدة أقل من أربعة أشهر فإنه لا يُنظر فيها إلى المدة، وإنما العبرة بوضع الحمل، لقوله تعالى: (وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ).
ويرافق امتناع المعتدة بوفاة الزوج من الزواج أمرين، وهما: ملازمة المسكن الزوجي والإحداد، وسيأتي تفصيلهما في المقال.
الإحداد
يعرف الإحداد بأنه ترك المرأة للزينة وما يقوم مقامها كالطيب وغيره مما يرغّب فيها، والإحداد واجب على المرأة المعتدة في عدة الوفاة، طوال مدة عدتها.
ويكون الإحداد بترك الزينة ولبس الذهب والفضة، وترك التزين ووضع المساحيق على الوجه، وترك اللباس المحتوي على زينة بنفسه، ويشمل ذلك الألوان الزاهية، وترك الطيب والتعطر، ومع ذلك إلا أن المرأة لا تمتنع من التنظف والاغتسال والامتشاط وغيرها من لوازم التنظف.
ملازمة المسكن
يجب على المرأة المتوفى عنها زوجها وهي في عدتها ملازمة مسكن الزوجية، الذي حصلت فيه الفرقة بالوفاة، وذلك بأن تمتنع عن الخروج إلا لعذر أو ضرورة، ويرى فقهاء المالكية أن للمعتدة الخروج من البيت مطلقًا وإن لم يكن في خروجها عذر أو ضرورة.
ويشترط في خروجها أن يكون نهارًا ولا يكون في الليل، وأن لا يشتمل على التبييت خارج المنزل، بحيث تعود إلى منزلها ليلًا وتبيت فيه، كما لا يجوز لها السفر.
الحكمة من مشروعية العدة
لتشريع العدة على المتوفى عنها زوجها العديد من الحكم، ومن أهمها:
- التأكد من براءة الرحم، بحيث يعمل امتناع المرأة من الحمل المدة المشروعة في العدة التأكد من أن رحمها ليس فيه حمل من زوجها المتوفي، احتياطًا وحفظًا للأنساب من الاختلاط في حال ما لو تزوجت عقب وفاة زوجها.
- الوفاء للزوج المتوفي وإظهار الحزن على فوات النعمة وهي الزواج، الذي تحصل به السكينة والمودة.
- احترام مشاعر أهل الزوج، بأن تمتنع زوجة ابنهم المتوفى من الزواج بغيره مدة العدة، وبامتناعها عن التزين لغيره، وعن كثرة الخروج من بيتها.
- التعبد لله -تعالى- وإظهار الطاعة والاستجابة لأوامر الله -تعالى-، فالله أمر المتوفى عنها زوجها بالعدة، وفي القيام بها على الوجه الذي أمر الله به، بيان مدى التسليم لأمر الله، وفيه نيل للأجر والمثوبة على هذه الاستجابة.