كيف تكون الفتاة المسلمة
الفتاة المسلمة
يجب على الفتاة المسلمة أنْ تلتزم بالطاعات والعبادات، وتبتعد عن الذنوب والمعاصي، مع وجوب حرصها على عدم التشبّه بأحدٍ في لباسها، إلّا أنّ من تتشبه بهن الفتاة فتياتٌ غير مسلماتٍ، والواجب على المسلمة الاعتزاز بدين الإسلام، وحمد الله تعالى، وشكره على نعمة دينها، وأداء الصلاة في أوقاتها المحددة بخشوعٍ وتدبرٍ، ودليل ذلك قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (بين الرجلِ و بين الكفرِ تركُ الصلاةِ)، ويجب عليها الحرص على تلاوة القرآن الكريم، وغير ذلك من الأوامر التي أمر بها الله تعالى، وفيما يأتي بيان بعضها بشكلٍ مفصلٍ.
تصرّفات وسلوكات الفتاة المسلمة
يجب على الفتاة المسلمة الالتزام بأوامر الله تعالى، والانتهاء عمّا نهى عنه من الأفعال والأقوال، وفيما يأتي بيان ما يجب على الفتاة المسلمة:
- الالتزام بما ورد في القرآن الكريم، وسنة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- من أوامرٍ، وتجنّب ما ورد فيهما من نواهي.
- التزوّد بالعلم الشرعي المستأصل من القرآن الكريم والسنة النبوية ، والسعي وبذل الجهد في حفظ القرآن الكريم كاملاً، أو ما تيسّر منه، والتفقه في أركان الإسلام وأركان الإيمان، والامتثال بحقيقة الإحسان.
- الانشغال بالأعمال المفيدة والنافعة، ومن ذلك: المداومة على تلاوة القرآن الكريم، وتدبّر معانيه، والخشوع في آياته، والاطلاع على سيرة النبي صلّى الله عليه وسلّم، وسيرة الصحابة رضي الله عنهم، وأمهات المؤمنين رضي الله عنهن.
- التحلّي بمكارم الأخلاق، مثل: الصدق والحياء، والأمانة، والتواضع، والصبر، والمحافظة على صلة الأرحام، وطاعة الوالدين وبرّهما، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)، وتجنّب رذائل الأخلاق من غيبةٍ، ونميمةٍ، وغشٍ، وخداعٍ، وغيرها الكثير.
- التحدّث بالكلام القليل، والابتعاد عن الثرثرة فيه، ودليل ذلك ما قاله الله -عزّ وجلّ- في كتابه الكريم: (لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ)، حيث إنّ الكلام له من يحصيه.
- اختيار الصحبة الصالحة، والحذر من رفيقات السوء ، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَلا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمرُهُ فُرُطًا)، فإنّ رفيقات السوء، كالدليل على أعمال الفاحشة والمنكرات.
- العمل على إصلاح عيوب النفس، والابتعاد عن ملاحقة عيوب الآخرين، والتحلّي بالصدق ؛ ليكتمل الإيمان في قلب الفتاة المسلمة، فالإيمان والكذب لا يجتمعان، والكذب يعود إلى عدّة أسبابٍ، منها: المبالغة في الكلام والأفعال، والمباهاة وحب الظهور، والرغبة في التميّز عن الغير.
- حُسن اختيار الزوج الصالح الخلوق صاحب الدين؛ الذي يعين الفتاة على التقرّب من الله تعالى، وعلى العبادات والطاعات، ودليل ذلك ما قاله الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إذا أتاكُمْ مَنْ ترضونَ خُلُقَهُ ودينَهُ فزوِّجُوهُ، إنْ لا تفعلُوا تكُنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ)، وعدم البحث عن الزوج صاحب الجاه والمال فقط.
- التواضع بين الناس؛ ممّا يجعل الفتاة المسلمة قريبةً من قلوب الناس، كما أنّ التواضع خلق الأنبياء والرسل عليهم السلام، والصالحين من العباد.
- الالتزام باللباس الشرعي وضوابطه، بحيث يكون لا يصف ما تحته، ولا يظهره، ولا يظهر فتنة الفتاة، ويظهرها بعمرها الحقيقي.
- التسليم لقضاء الله -تعالى- وقدره، والصبر والاحتساب على ما يحدث من عوائقٍ في الحياة، وبالصبر يتحقّق الفرج من الله سبحانه.
- الإكثار من الاستغفار ؛ لما له من فوائدٍ جمةٍ في الحياة الدنيا والآخرة.
- غض البصر عن الرجال، والفتن المتعلّقة بهم؛ وبذلك ترتاح النفس، ويطمئن القلب ويتطهّر، وعدم اعتبار بما يُلقى في الطرقات من كلامٍ لا قيمة له.
نماذج من الفتيات المسلمات
ضربت الصحابيات وأمهات المؤمنين -رضي الله عنهن- أروع الأمثلة في تطبيق أوامر الله تعالى، وأوامر رسول صلّى الله عليه وسلّم، وفيما يأتي بيان بعض مواقفهن:
- تزوجت السيدة خديجة بنت خويلد من الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وكانت ذات مالٍ وجاهٍ وثراءٍ، وعندما نزل الوحي على الرسول؛ ساندته وآزرته وأيّدته وصدّقته، فكانت أول من آمن برسالته، ورُزق الولد منها.
- كانت أم ربيعة الرأي حاملاً عندما خرج زوجها فروخ أبو عبد الرحمن للجهاد في سبيل الله -تعالى- في خراسان، خلال خلافة بني أمية، وترك عند زوجته ثلاثين ألف درهم، وغاب عنها سبعةٌ وعشرون سنة، حتى ظنّ بعض الناس أنّه استشهد، إلّا أنّ الأم استغلّت المال الذي تركه زوجها في تعليم ابنه، وتفقيهه في الدين، حتى عُرف بعد فترةٍ من الزمن باسم: ربيعة الرأي؛ فكان أحد كبار التابعين، وورد عن الإمام مالك أنّه قال عنه: (ذهبت حلاوة الفقه منذ أن مات ربيعة الرأي)، وفي يوم من الأيام عاد فروخ إلى بيته ليرى ابنه ربيعة معلماً لجماعة من الأطفال متعلّمين عنده.
- تعهّدت أم الإمام أحمد بن حنبل ابنها اليتيم منذ صغره، وحرصت على حفظه للقرآن الكريم في عمر العشر سنوات، حتّى إنّها كانت توقظه لصلاة الفجر باكراً، وتوصله إلى المسجد؛ لأنّه كان بعيداً، وحتى لا يخاف من الظلام.
- كانت أم سفيان الثوري تحثّ ابنها على طلب العلم، كما كانت تقدّم له النصيحة والموعظة؛ فنشأ سفيان الثوري على الصلاح والفلاح، وأصبح فقيهاً كبيراً، ومحدّثاً كذلك، فكان أحد أصحاب المذاهب الفقهية الستة، وكان أيضاً أمير المؤمنين في الحديث النبوي الشريف، وكانت أمه تعمل حتى يتفرّغ لطلب العلم.
- مات والد الإمام محمد بن إدريس الشافعي -رحمه الله- وهو جنين في بطن أمه، وورد أنّه كان رضيعاً، إلّا أنّ أمه تكفّلت به وبتربيته على الدين والخلق، حتى كان علمه وفقهه كالبحر الذي لا ينفد.