كيف تتخلص الحامل من الغازات
كيفية التخلص من الغازات أثناء الحمل
تعدّ غازات البطن أمرًا طبيعيًّا في الجسم لا يمكن منع حدوثه بشكل مطلق، بل ليس من الواجب فعل ذلك من الأصل، سواء كان ذلك في الوضع الطبيعي لأي فرد أو أثناء الحمل لدى المرأة، ولكن هناك بعض الطرق التي يمكن اتباعها للتقليل من حدوث هذا الأمر، وزيادة الشعور بالراحة، ويمكن ذكرها فيما يأتي:
شرب المياه بكميات وافرة
يساعد شرب المياه قبل الوجبات الغذائية أو بعدها على الهضم، وتجدر الإشارة إلى أنّ الغذاء غير المهضوم ينتقل إلى الأمعاء، فتقوم البكتيريا عندئذ باستكمال عملية الهضم وتحطيم هذا الطعام الأمر الذي يُنتج الغازات، وقد يقلل وجود الماء من تراكم الغازات، كما يمكن أن يقلل من فرصة الإصابة بالإمساك الذي قد يكون ناتجًا عن جفاف البراز وهو أحد الأسباب المؤدية للغازات، وعلى العكس من ذلك، عند شرب المياه فإنّ البراز يصبح ليّنًا بحيث يخرج بسهولة أثناء المرور عبر القولون، وتوصي الأكاديمية الأمريكية الوطنية للطب (بالإنجليزية: The United States National Academy of Medicine) الأم الحامل بضرورة شرب الحصة اليومية من المياه والتي تعادل 10 أكواب أو 2.3 ليترًا من الماء، وينبغي التطرّق إلى العديد من الممارسات التي يجدر اتباعها من أجل تقليل كمية الغازات التي يتم بلعها والتي تساهم في مشكلة الغازات؛ ومن ذلك شرب الماء بسرعة متوسطة، وتجنّب الشرب من العبوّات بالإضافة إلى تجنّب استخدام قشّة من أجل ذلك، بالإضافة إلى استخدام الأكواب للشرب.
العادات الغذائية
توجد العديد من العادات الغذائية التي يمكن اتباعها للتقليل من غازات البطن في مرحلة الحمل، ويمكن بيانها فيما يأتي:
- الابتعاد عن المسبّب: إنّ من أهمّ الإرشادات الممكن اتباعها للتقليل من الغازات وانتفاخ البطن أثناء الحمل محاولة التقليل من تناول جميع أنواع الأطعمة المعروف عنها بأنها تتسبب بالمعاناة من الانتفاخ، مع ضرورة الإشارة إلى أنّ إيقاف تناول هذه الأطعمة وإخراجها من النظام الغذائي كليًّا يجعل من الصعب الحصول على غذاء صحي متوازن.
- تناول وجبات غذائية صغيرة: نظرًا لأنّ كميات الطعام الكبيرة تؤدي إلى زيادة الغازات التي يتم ابتلاعها فإنّه يوصى بتناول وجبات غذائية صغيرة كوسيلة يمكن من خلالها التخلّص من الغازات أو تقليلها، حيث يمكن تناول ست وجبات صغيرة أو تناول ثلاث وجبات متوسطة يتخللها 2-3 وجبات خفيفة بما يضمن النمط الغذائي السليم للأم وجنينها، وتقليل الحِمل على الجهاز الهضمي وبالتالي تقليل غازات البطن وحرقة المعدة.
- تناول الطعام ببطء: لا بدّ من التمهّل في الأكل ومضغ الطعام، بهدف التقليل من الغازات والاضطرابات الهضمية وبالتالي الشعور بالراحة، حيث إنّ الأكل بسرعة خلال دقائق معدودة وعدم توفر الوقت الكافي للأكل يساهم في ابتلاع كميات كبيرة من الغازات أثناء تناول الطعام، بحيث يسهم ذلك في انتفاخ يتسبب بالألم للأم الحامل دون جنينها.
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف: حيث تساهم الألياف الموجودة في العديد من الأطعمة مثل الفواكه، والورقيات الخضراء، والبقوليات، والحبوب الكاملة كالخبز والمعكرونة في التقليل من الإمساك، ويجدر التنويه أنّه يجب مراعاة إدخال الألياف للنظام الغذائي بشكل تدريجي بحيث يتم تناول كميات بسيطة منها في بداية الأمر لتجنّب المعاناة من الغازات التي قد تنتج في بعض الحالات جراء إدخالها المفاجئ للنظام الغذائي بكميات كبيرة.
- التقليل من تناول بعض الأطعمة: يوصى بمحاولة التقليل من تناول بعض الأطعمة التي قد تزيد من غازات المعدة مثل البصل والملفوف والقرنبيط والفاصوليا، كما ينبغي الإشارة أنّ الأطعمة المقلية قد تعمل على إبطاء عملية الهضم ممّا يؤدي إلى الانتفاخ لذا فإنّه يجدر تناولها بكميات معقولة.
- تجنّب السكريات المكرّرة: تزداد الرغبة بتناول السكريات خلال فترة الحمل، ونظرًا لأنّ المشروبات الغازية والعصائر المحلّاة تحوي كميات كبيرة من سكر الفركتوز الذي يرتبط بالانتفاخ، فإنّه يوصى باستبدالها بالعصائر الطبيعية كعصير المشمش أو الموز أو الخوخ، كما يجب تجنّب مضغ اللبان والأطعمة التي تحتوي على مادة السوربيتول (بالإنجليزية: Sorbitol) لأنها يمكن أن تسبب الغازات والانتفاخ أثناء الحمل.
- تناول بعض الأطعمة مرّة المذاق: تجدر الإشارة إلى دور العديد من الأطعمة مرّة المذاق في تحفيز عملية هضم الطعام وتأثيرها الإيجابي في التخلّص من الانتفاخ، ومن الأمثلة على هذه الأطعمة الزنجبيل أو منقوع الليمون الساخن أو السلطات التي تحتوي على الهندباء أو الجرجير، حيث يفضل تناولها قبل وجبة الطعام بنصف ساعة.
- تدوين الأطعمة المتناولة وعمل جدول غذائي: يوصى بأن يتم تسجيل الأطعمة التي يتم تناولها في كل يوم وملاحظة تأثيرها على انتفاخ البطن أو الغازات المصاحبة لها، مما يمكّن من تحديد الأطعمة المسببة للانتفاخ، وبالتالي إمكانية تجنّبها فيما بعد لتفادي هذه المشكلة، وقد تساعد هذه الطريقة بمساعدة أخصائي التغذية على اتباع نظام غذائي سليم للحامل يساعدها على التخلّص من الغازات، بحيث يتضمن الأطعمة الطازجة بدلاً من الأطعمة المصنعة أو المجمدة، والغذاء الخالي من المواد المعدّلة والصناعية.
- تجنّب النوم بعد تناول الطعام مباشرة: يجدر بالمرأة الحامل تجنّب النوم بعد تناول الطعام مباشرة، وعوضًا عن ذلك لا بد من الانتظار من ساعة إلى ساعتين قبل الخلود للنوم بعد تناول العشاء، وذلك لإعطاء الجسم الفترة اللازمة لهضم الطعام وزيادة الشعور بالراحة عند استيقاظ الحامل في الصباح.
ممارسة النشاط الرياضيّ
يوصي مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (بالإنجليزية: Centers for disease control and prevention) الأم الحامل بضرورة ممارسة الرياضة الهوائية المعتدلة بمعدّل 150 دقيقة أسبوعيًّا، أي ما يساوي ثلاثين دقيقة بشكل يوميّ لمدة 5 أيام، بما في ذلك المشي السريع، وفي حال كانت المرأة تمارس النشاط الهوائي الشديد قبل حملها فإنّها من الممكن أن تستمر به خلال الحمل، وإنّ ممارسة الأم الحامل للنشاط الرياضي يجب أن يكون بعد استشارة الطبيب المختص باستمرار أثناء الحمل، وتبرز إحدى فوائد ممارسة الحامل للرياضة في أنّ ذلك يساهم في التخلّص من انتفاخ البطن وتخفبف تكوّن الغازات وزيادة الشعور بالراحة، وعلى العكس من ذلك فإنّ الجلوس وعدم ممارسة الرياضة لن يُمكّن الغازات من الخروج من الخروج وقد يؤدي إلى الانتفاخ.
نصائح أخرى
توجد العديد من النصائح الأخرى التي يمكن أن تساعد على التخلص من الغازات لدى الحامل ويمكن بيانها فيما يأتي:
- الإقلاع عن التدخين: يوصى بمحاولة الإقلاع عن التدخين عند التخطيط للحمل، لما يتسبب التدخين به من مشاكل صحيّة، ويمكن طلب العون الطبي من أجل المساعدة على ذلك.
- الوقاية من الإمساك أو علاج الإمساك بشكل سريع في حال الإصابة به: نظرًا لأنه يساعد في تكوّن الغازات وانتفاخ البطن.
- اتخاذ وضعية الجلوس أثناء تناول الطعام أو الشراب.
- الحرص على ارتداء ملابس مريحة: حيث إنّ الملابس الضيقة وخصوصًا عند منطقة البطن قد تؤدي إلى زيادة الضغط على البطن مما قد يزيد من تراكم الغازات، ويوصى بارتداء الملابس الفضفاضة وخصوصاً في الأشهر الأخيرة من الحمل الأمر الذي قد يساعد على تخفيف هذه المشكلة.
- تجنّب الضغوطات المختلفة: قد يؤدي التعرض إلى الضغط النفسي لأنْ يعاني البعض من ازدياد مشكلة الغازات سوءًا نظرًا لأنّ ابتلاعهم للهواء قد يزداد مما يساهم في زيادة غازات البطن، وقد يكون هذا إحدى علامات الإصابة بمتلازمة القولون العصبي (بالإنجليزية: Irritable bowel syndrome) التي يمكن علاجها تحت إشراف الطبيب باستخدام علاجات الاسترخاء، كممارسة التأمّل أو اليوغا في هذه الحالة.
- الحفاظ على الوزن أثناء الحمل: يجب الحرص على الحفاظ على حدود الوزن الصحيّة أثناء الحمل، حيث إن الزيادة في الوزن قد تتسبب في زيادة الضغط على الجهاز الهضمي، مما يساهم في زيادة تكوّن الغازات.
العلاج الدوائي للغازات أثناء الحمل
هناك العديد من الأدوية الآمنة والتي يمكن صرفها بدون وصفة طبية لتساعد على التخلص من غازات البطن، وعلى الرغم من أنّ بعضها آمن للاستخدام أثناء الحمل إلّا أنّه يوصى باستشارة الطبيب من أجل صرف الدواء المناسب للحالة المرضية للحامل، ومن هذه الأدوية الآمنة ما يأتي:
- الأدوية المضادة للغازات: ومن أشهر الأمثلة الآمنة عليها أثناء الحمل دواء سيميثيكون (بالإنجليزية: Simethicone).
- إنزيم الألفا جلاكتوسيداز: (بالإنجليزية: Alpha-galactosidase) وهو من الإنزيمات التي يتم تناولها قبل وجبة الطعام لتساعد في عملية هضم الطعام ومنع الغازات قبل أن تبدأ، ولم يثبت ضرر هذه المادة أثناء الحمل، ولكن لا بد من استشارة الطبيب قبل استخدامها.
- إنزيم اللاكتيز: (بالإنجليزية: Lactase) وهو إنزيم يساعد على هضم الحليب ومشتقات الألبان الأخرى، وخصوصاً في حالات عدم تحمّل اللاكتوز (بالإنجليزية: Lactose intolerant) ومن الضروري مراجعة الطبيب في حال المعاناة من ذلك أو عند وجود غازات وانتفاخ للبطن بعد تناول الحليب أو الألبان لتحديد الدواء المخصص في هذه الحالة وإعطاء التعليمات الخاصّة.
- مضادات الحموضة: نظرًا لأن بعض مضادات الحموضة ليست آمنة للاستخدام أثناء الحمل، لذا يجب استشارة الطبيب لصرف المناسب منها، حيث إنّ استخدامها يمكن أن يؤدي لظهور الآثار الجانبية التي تساهم في المعاناة من اضطرابات أخرى مثل الإمساك أو الإسهال أو الانتفاخ.
- المليّنات: (بالإنجليزية: Laxatives) من الممكن للطبيب صرف أدوية الملينات والتي تساعد على تليين البراز، نظرًا لانّها تحتوي على دكوسات الصوديوم (بالإنجليزية: docusate sodium) وبعض الزيوت المعدنية الآمنة على الحامل والتي تساعد على التخفيف من الانتفاخ.
فيديو كيف تتخلص الحامل من الغازات؟
قد تعاني الحامل من الغازات بسبب التغيرات التي تتعرض لها في تلك الفترة! فكيف يمكنها التخلص منها؟ :